عبدالله عبد الكريم: مزجت علم الميكانيكا بالفن لتطوير السيارات

يحلم بتصنيع مركبة تواجه الكوارث الطبيعية
03:08 صباحا
قراءة 3 دقائق
حوار: مها عادل

ربما يكون من الصعب أن يجمع شاب بين عشق الميكانيكا والشغف بالفنون التشكيلية، فقد نجح الشاب الإماراتي عبدالله عبد الكريم آل علي في تحقيق تلك المعادلة الصعبة.
امتزج عشقه ودراسته للفنون التشكيلية مع شغفه بعالم السيارات، ليقدم نمطاً جديداً ومختلفاً من الإبداع، هو فن الرسم على السيارات وتعديلها، الذي أصبح يجتذب الكثير من الشباب والفتيات بالدولة.
يقول عبدالله، عن موهبته التي تحولت إلى حرفته: «استفدت من دراستي للفنون التشكيلية كثيراً، وقمت بتطوير مهاراتي في الرسم والتصميم على مدى سنوات حتى أصبحت قادراً على تقديم شكل جديد ومختلف من مفاهيم تزيين السيارات والتعديل من بعض تصميماتها، لتصبح قادرة على أداء وظائف جديدة بكفاءة عالية وقدرة مدهشة».
ويضيف عبد الكريم: «أعمل في هذا المجال منذ 10 سنوات، ولم أتوقف عن القراءة والاطلاع لزيادة مخزوني الثقافي في مجال الرسم، فتنفيذ التصميمات التي تغير شكل سيارة يحتاج إلى كثير من الخيال والابتكار، وفي بعض الأحيان يطلب أحد الشباب أن أرسم على السيارة، شخصية خيالية معينة أو أزخرفها بطريقة خاصة، أو أن أقوم بعمل تعديل يسمح بزيادة كفاءة السيارة والموتور واستغلال مساحات السيارة الداخلية، ليناسب احتياجات مالكها، وفي كل الأحوال تكون البداية محاولة الاقتراب من شخصية صاحب السيارة وذوقه وثقافته، ومحاولة تحويل السيارة إلى انعكاس لهذه الشخصية.
وعن أهم أسباب اهتمام الشباب بتعديل وزخرفة سيارتهم يقول عبد الكريم: هناك أسباب كثيرة تدفع الشباب لتغيير شكل أوتعديل مواصفات السيارة أهمها البحث عن التميز وإضفاء الطابع الشخصي على السيارة، أوكأن يختار الشاب لوناً مميزاً أو شكلاً غير تقليدي أو رسماً معيناً يمثل شخصية خيالية يحبها وهكذا، وفي كل مرة، ومع كل رغبة في تعديل شكل السيارة أقوم بالبحث عن سمات الشخصية والتعلم حول كيفية تنفيذ الشكل المطلوب بمهارة واحترافية ودقة.
ومن الأسباب المهمة التي قد تدفع شاباً لإضفاء تعديلات على سيارته، حاجته إلى إضافة مميزات خاصة لوظائف السيارة، أوأن يعيد استغلال مساحاتها الداخلية بطريقة تلبي بعض احتياجاته وهواياته، ويقول عبد الكريم: على سبيل المثال:
في يوم من الأيام، جاءني من يطلب إضافة تعديلات وظيفية لسيارته لتناسب هوايته في التخييم في البر، فقمت بإجراء تعديلات جوهرية على جسد السيارة، فحولت الدعامات الخلفية إلى خزان مياه، ووضعت في خلفية السيارة ثلاجة صغيرة، ووفرت مساحة إضافية أعلى السيارة للتخزين، وكل هذه الإضافات تعمل بالطاقة الشمسية، وكان التحدي الذي نجحت فيه أن أجعل كل هذه التعديلات لا تؤثر في مساحة السيارة من الداخل.
ويستطرد: تعاملت مع أشخاص رغبوا في إضافة مظلة مطوية في سقف السيارة؛ بحيث يمكن فردها بسهولة في رحلات التخييم أو أشخاص يريدون إضافة مطبخ صغير داخل السيارة، وهو ما يتطلب قدراً من الخيال والإبداع لاستغلال المساحات، وكثيراً ما يأتيني من يطلب زيادة قوة الموتور أو فتح أبواب السيارة بدون مقبض بواسطة»الريموت كونترول«أو نحت جسد السيارة، وهذه الطلبات تحتاج إلى الكثير من الجهد المتواصل والتعليم المستمر، والقيام بتجارب عدة، للتمكن من تنفيذ هذه المواصفات.
وشاركت في مسابقات عدة خاصة بالسيارات، مثل مسابقة تعديل السيارات ضمن مهرجان الشيخ زايد التراثي بالوثبة، وحصدت العديد من الجوائز، أهمها حصول سياراتي المعدلة على جائزة «كينج أوف شو» 4 مرات كأفضل سيارة مشاركة بمسابقة»Abu Dhabi custom show».
وعن طموحاته في المستقبل يقول عبد الكريم: أتمنى الوصول إلى العالمية بمشروعاتي، وأحلم أن أخدم وطني بخبرتي في هذا المجال؛ حيث أتمنى أن أجري تعديلات على سيارات الشرطة والمطافئ لتكون أكثر فاعلية وسهولة في تأدية عملها، وحلمي الأكبر أن أقوم بتصنيع سيارة لمواجهة الكوارث الطبيعية؛ بحيث تستطيع مقاومة السيول والأمطار الغزيرة من دون أن تتعرض للأعطال، ويمكن استخدامها في حالات الإنقاذ السريع لمن يعلقون بالسيول أو الانهيارات الصخرية بالجبال، أوغيرها من كوارث الطبيعة، التي تعجز السيارات العادية عن التصدي لها وحماية من بداخلها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"