القدم الحنفاء علاجها سهل

15:46 مساء
قراءة 3 دقائق
تعتبر القدم الحنفاء (تقوس القدمين) من أكثر العيوب الخلقية انتشاراً في العالم وتصيب طفلاً واحداً من بين كل 1000 طفل، ويحتاج الطفل المصاب إلى علاج تصحيحي يعيد القدم إلى وضعها الطبيعي بطريقة مرنة أثناء النمو حتى يتمكن الطفل من المشي بطريقة طبيعية، ويحدث هذا التشوّه نتيجة نمو العضلات والأوتار والعظام بالقدم بطريقة غير طبيعية أثناء مدة الحمل ما يجعل القدم تلتوي إلى الأسفل أو إلى الخارج ويصعب بعدها المشي.
تعتبر القدم الحنفاء في الدول المتقدمة من المشاكل القابلة للعلاج ولكن في الدول النامية تصل نسبة الأطفال المصابين الذين لا يتم علاجهم إلى 80% لذلك طوّرت إحدى الجمعيات الخيرية دُعامة زهيدة الثمن من قماش الكتان يرتديها الطفل كجزء من العلاج والتي تمت تجربتها على أطفال مصابين في الهند حيث يوجد ربع عدد الأطفال المصابين بتلك التشوهات من إجمالي 200,000 حالة سنوياً.
براديب داس، طفل يبلغ من العمر 4 سنوات يرتدي الدعامة لفترة ما يقارب 16 ساعة يومياً، يعاني مشكلة القدم الحنفاء وهي المشكلة نفسها التي يعانيها والده رانجيت الذي يعمل بالإنشاءات مثل كثير من سكان مومباي ويجب على أسرته التنقل معه بين المباني قيد الإنشاء التي يعمل بها والتي غالبا ما تكون مكتظة ومملوءة بالأتربة وتفتقر إلى وسائل الراحة.
ويتحدث رانجيت عن ابنه قائلا: «لاحظنا أن قدمي براديب تتجهان إلى الاتجاه الخطأ منذ أن كان عمره عشرة أشهر وكنت قلقاً عليه لأنني أعيش المشكلة نفسها ولم أدر ماذا أفعل فأخذته إلى مستشفى واديا حيث ذكر لنا الطبيب أنه يمكن علاجه».
تقول سونيتا والدة براديب: «الفترة التي يرتدي فيها الطفل الدُعامة طويلة وبالرغم من آلامه وبكائه لا أستطيع فعل شيء وإذا كانت ستحسن من حالته وتجعله يعيش حياة طبيعية فعلينا أنا وهو احتمالها».
تعتبر طريقة (بونسيتي) الطريقة العلاجية المتبعة في كل أنحاء العالم لعلاج القدم الحنفاء، استُحدِثت بواسطة الطبيب الإسباني د. ايجناسيو بونسيتي، لتصحيح القدم بطريقة غير مؤلمة بشد الأوتار والأربطة الموجودة بها بسلسلة من الدُعامات وقوالب الجبس ما يساعد على إعادة القدم إلى وضعها الطبيعي، والمرحلة العمرية الأمثل لهذا العلاج هي الأسابيع الأولى من الولادة.
يبدأ العلاج مباشرة بارتداء دُعامة القدم يومياً لفترة 16 إلى 23 ساعة ولمدة 4 إلى 5 سنوات لمنع القدم من الالتواء مرة أخرى، ومن المفترض أن يكون تأثير هذا العلاج تماماً كما يحدث عند ارتداء تقويم الأسنان حيث تعود الأسنان إلى استقامتها وتعتبر هذه الطريقة التي أثبتت فاعليتها في كثير من المرضى، أفضل من العمليات الجراحية التي ربما تتسبب لاحقاً في مشاكل وآلام. تعتبر الهند أكثر دول العالم التي توجد بها حالات القدم الحنفاء حيث يولد سنوياً ما بين 40,000 إلى 50,000 حالة لذلك تمت تجربة الدُعامة الجديدة هناك وسوف تبدأ جمعية ميراكل فيت الخيرية بتجربة الدُعامة - زهيدة الثمن وسهلة الارتداء- على الأطفال كجزء من العلاج.
تصنع هذه الدعامة من قماش الكتان وليس من الجلد ما يجعلها تناسب الأجواء الحارّة كما أنها تحتوي على بطانة داخلية ولديها مشبكين منفصلين.
تقول د. روجوتا ميهتا، الطبيب المعالج للطفل براديب بمستشفى واديا في مومباي: «تصحيح وضع القدم جزء من العمل ولكن لا يقل أهمية عن ذلك ضمان عدم انتكاس القدم ورجوعها إلى ما كانت عليه».
(ستين بك) هي الدُعامة شائعة الاستخدام حالياً في الهند وتصنع محلياً تتكون من زوجين من الأحذية الجلدية موصولة بعمود حديدي، وتكلفتها تقريباً 10 دولارات. وما يؤخذ عليها أنها تسبب الحكة والطفح الجلدي في الأجواء الحارّة إضافة إلى إمكانية تقوسها وصعبة الارتداء، وتقول عنها د. ميهتا: «أنها قطعة واحدة لذلك صعبة الارتداء ما يجعل الطفل دائم البكاء والصراخ ولا يقبل بوضع كلتا قدميه بداخلها».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"