سرطان الدم.. علاجات مختلفة

03:28 صباحا
قراءة 6 دقائق
إعداد: قرشي عبدون

سرطان الدم يتكون في الأنسجة المسؤولة عن إنتاج خلايا الدم وهناك عدة فئات واسعة لتلك الخلايا، منها خلايا الدم الحمراء (كرات الدم الحمراء) وخلايا الدم البيضاء (الكريات البيضاء) والصفائح الدموية ويشير سرطان الدم بشكل عام إلى سرطان الكريات البيضاء.
الكريات البيضاء هي جزء حيوي من الجهاز المناعي لأنها تحمي الجسم من البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، وكذلك من الخلايا غير الطبيعية والمواد الغريبة الأخرى، فسرطان الكريات البيضاء يختلف عن سرطان الكريات البيضاء العادي، كما أنه ينشطر بسرعة كبيرة جداً، وفي نهاية المطاف يتكون خارج الخلايا الطبيعية.
وفي الأغلب، يتم إنتاج الكريات البيضاء في نخاع العظم، ولكن أنواع معينة منها تتكون في الغدد الليمفاوية والطحال والغدة الزعترية، وبمجرد أن تتكون هذه الكريات تبدأ الانتشار في جميع أنحاء الجسم في الدم مع التركيز في الغدد الليمفاوية والطحال.

أنواع سرطان الدم

يمكن أن يكون ظهور سرطان الدم حاداً «مفاجئاً» أو مزمناً «بداية بطيئة»، ففي سرطان الدم الحاد تتضاعف الخلايا السرطانية بسرعة، أما في سرطان الدم المزمن يتطور المرض بشكل بطيء مع ظهور أعراض خفيفة جداً في بداية المرض.
يصنف سرطان الدم أيضاً وفقاً لنوع الخلايا. ويسمى سرطان الدم الذي ينطوي على خلايا الدم النخاعي ابيضاض الدم النقوي، فخلايا الدم النخاعي هي خلايا الدم غير الناضجة، كما أن سرطان الدم الذي ينطوي على الأنسجة الليمفاوية يسمى السرطان الليمفاوي و هناك أربعة أنواع رئيسية لسرطان الدم وهي:

* سرطان ابيضاض الدم النقوي الحاد
يصيب هذا النوع الأطفال والبالغين، وفقاً للمعهد الوطني للسرطان في أمريكا، و يتم تشخيص نحو 21.000 حالة جديدة سنوياً في الولايات المتحدة، إذ يعتبر هذا النوع الأكثر شيوعاً في سرطانات الدم.

* سرطان الدم الليمفاوي الحاد
يصيب غالباً الأطفال ويتم تشخيص نحو 6.000 حالة جديدة سنوياً بأمريكا.
* سرطان ابيضاض الدم النقوي المزمن غالباً ما يصيب البالغين.
* سرطان الدم الليمفاوي المزمن، وهو من الأكثر السرطانات التي تصيب الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الـ 55، و نادراً ما يصيب الأطفال ويتم تشخيص نحو 15.000 حالة جديدة سنوياً بأمريكا. أما خلية سرطان الدم المشعرة فهو نوع فرعي نادر جداً من أنواع سرطان الدم الليمفاوي المزمن وسمي بهذا الاسم لإمكانية رؤية الخلايا الليمفاوية السرطانية بالمجهر.
أسباب سرطان الدم غير معروفة حتى الآن، ومع ذلك، فقد تم تحديد العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به، منها:
* وجود التاريخي المرضي بسرطان الدم في العائلة
* التدخين
* اضطرابات وراثية مثل متلازمة داون
* اضطرابات الدم، مثل متلازمة خلل التنسج النقوي الذي يسمى أحياناً بمقدمات الابيضاض
* العلاج السابق لمرض السرطان بالكيميائي أو الإشعاع
* التعرض لمستويات عالية من الإشعاع
* التعرض للمواد الكيميائية مثل البنزين

تشمل أعراض سرطان الدم:
* التعرق، خاصة بالليل ويسمى بـ«التعرق الليلي»
* التعب والشعور بالوهن رغم الراحة
* فقدان الوزن غير المتعمد
* آلام العظام وعدم تحمل الضغط
* تضخم الغدد الليمفاوية «وخصوصاً في العنق والإبطين»
* تضخم الكبد أو الطحال
* ظهور بقع حمراء على الجلد
* سهولة النزيف والكدمات
* الحمى أو القشعريرة
* الالتهابات المتكررة
يمكن لسرطان الدم أيضاً أن يسبب الأعراض في الأعضاء التي تأثرت به أو أصيبت بالخلايا السرطانية، فمثلاً إذا انتشر السرطان ليصل إلى الجهاز العصبي المركزي، فإنه يمكن أن يسبب الصداع والغثيان والقيء والارتباك والنوبات وفقدان السيطرة على العضلات.
يمكن أن ينتشر سرطان الدم أيضاً في أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الرئتان والجهاز الهضمي والقلب والكلى.

تشخيص سرطان الدم

يحتمل أن يكون الشخص مصاباً بسرطان الدم إذا ظهرت عليه أعراض معينة تتسم بالخطورة، حيث يبدأ الطبيب بمراجعة التاريخ المرضي ويقوم بإجراء الفحص البدني، ولكن سرطان الدم لا يمكن تشخيصه بشكل كامل عن طريق الفحص الجسدي، ولذلك، يستخدم الطبيب اختبارات لعينات الدم ودراسات التصوير لغرض التشخيص.
وهناك عدد من التجارب المختلفة التي يمكن أن تستخدم لتشخيص سرطان الدم، ففحص الدم الشامل يحدد عدد كرات الدم الحمراء والكريات البيضاء والصفائح الدموية، كما يمكن فحص الدم أيضاً لتحديد ما إذا كانت الخلايا طبيعية، ويمكن أن تؤخذ الخزعات النسيجية من نخاع العظام أو الغدد الليمفاوية للبحث عن أدلة على وجود سرطان الدم، ويمكن لهذه العينات الصغيرة التعرف الى نوع خلايا سرطان الدم ومعدل نموها، كما يمكن لخزعات من الأعضاء الأخرى مثل الكبد والطحال أن تظهر ما إذا كان السرطان قد انتشر.
يتم تشخيص سرطان الدم مرة واحدة حيث يتم ذلك تدريجياً على عدة مراحل، فالتدرج في التشخيص يساعد الطبيب على تحديد نوع السرطان وكيفية علاجه، فالعلاجات ترتكز على نوع الخلايا السرطانية وأي نوع من الخلايا هو، فسرطان ابيضاض الدم النقوي المزمن و سرطان الدم الليمفاوي المزمن يعتمدان على عدد كريات الدم البيضاء في وقت التشخيص، فوجود خلايا الدم البيضاء غير الناضجة في الدم ونخاع العظام يكون دليلاً على الإصابة بسرطان الدم الليمفاوي المزمن و سرطان الدم الليمفاوي الحاد.
يمكن إجراء عدد من الاختبارات الأخرى لتقييم تطور المرض، وهي:
• فحص التدفق الخلوي بالحمض النووي للخلايا السرطانية وتحديد معدل نموها
• إجراء اختبارات لوظائف الكبد لتظهر ما إذا كانت خلايا سرطان الدم انتشرت و أثرت في الكبد
• تنفيذ البزل القطني عن طريق إدخال إبرة رفيعة بين فقرات أسفل الظهر للمريض ليتمكن الطبيب من جمع السائل الشوكي لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر في الجهاز العصبي المركزي.
• تحليل الصور مثل الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية ليساعد الطبيب في البحث عن أي ضرر واقع على الأعضاء الأخرى بسبب سرطان الدم.
يتم علاج سرطان الدم عادة من قبل الأطباء المختصين في علاج أمراض الدم والأورام، لأنهم متخصصون في أمراض الدم والسرطان، كما أن العلاج يعتمد على نوع ومرحلة السرطان، فبعض أنواع سرطان الدم تنمو ببطء ولا تحتاج إلى علاج فوري، ومع ذلك، ينطوي علاج السرطان الدم عادة على واحد أو أكثر من الإجراءات الآتية:
• تستخدم العقاقير في العلاج الكيميائي لقتل خلايا سرطان الدم وفقاً لنوع السرطان و يأخذ المريض دواء واحداً أو مجموعة من الأدوية المختلفة.
• يستخدم الإشعاع عالي الطاقة في العلاج الإشعاعي لإتلاف خلايا السرطان ومنع نموها، ويمكن تطبيق الإشعاع في موضع معين أو في كامل الجسم.
• يتم زرع الخلايا الجذعية ليحل نخاع العظام المريضة محل نخاع العظم السليم بالمريض أو من متبرع ويسمى هذا الإجراء بعملية زرع نخاع العظام.
• تستخدم علاجات محددة في علاج الجهاز المناعي لتساعد الجهاز المناعي للتعرف الى الخلايا السرطانية والهجوم عليها.
في بعض الأحيان تستخدم العلاجات التكميلية جنباً إلى جنب مع العلاج الطبي للمساعدة في تخفيف الأعراض والآثار الجانبية لعلاج السرطان ومن بعض العلاجات التكميلية التي قد تكون مفيدة في:
• الوخز بالإبر لتخفيف الألم
• ممارسة التأمل أو اليوغا لتخفيف الضغط
• التدليك والارتجاع البيولوجي للحد من الألم وتخفيف التوتر
• ممارسة تمارين التنفس للاسترخاء
وتساعد تلك العلاجات المريض على الشعور بشكل أفضل كما تساعده أيضاً في أخذ علاجات السرطان بسهولة وتخفف له آلام الظهر المزمنة، وآلام المفاصل والصداع و الآثار الجانبية للعقاقير، فقبل محاولة العلاج التكميلي، من المهم جدا للمريض التحدث إلى الطبيب حول الآثار الجانبية المحتمــــلة، وتبليــــغه ما إذا كـــان يأخـــــذ هــــذه العلاجـــات بالـــفعـــــــل.
وليس المقصود أن تـحل العلاجات التكميلية محل العلاجات الطبية، لكنها يمكن أن تؤدي إلى تحسين حالة المريض ويساعده على التعامل مع الضغوط والآثار الجانبية لعلاج السرطان خاصة وأن الخلايا السرطانية يمكن أن تنمو بسرعة كبيرة أو تفشل وتموت بسرعة، ولذلك فإن العلاج الدوائي يسرع موت الخلايا السرطانية.
هناك أنواع مختلفة من العقاقير المضادة للسرطان تقتل الخلايا السرطانية بطرق مختلفة، فيمكن أن يختار الطبيب نوعاً واحداً من الدواء ليستخدمه المريض طوال حياته وهناك أدوية على حسب مرحلة المرض واستجابة المريض لها.
ويتم التعامل مع بعض أنواع السرطان في الدم بشكل فعال مع دواء واحد، ومع ذلك، فهناك العديد من العلاجات والعقاقير التقليدية التي تهاجم الخلايا السرطانية في مراحل مختلفة في دورات نموها، فهذا النهج في كثير من الأحيان يجعل العلاج ويجعله أكثر فاعلية ويقلل من فرصة أن تصبح الخلايا السرطانية أكثر مقاومة لدواء محدد، ونتيجة لذلك، يخضع المرضى للمزيد من العلاجات طويلة الأجل.
في بعض الأحيان قد تكون الخلايا السرطانية مقاومة للعقاقير الأولية المستخدمة أو يمكن أن تصبح مقاومة للعقاقير بعد مدة، ففي هذه الحالة قد يصف الطبيب أدوية مختلفة لاستهداف وقتل الخلايا السرطانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"