الإكزيما داء عنيـد

01:38 صباحا
قراءة 10 دقائق
تحقيق: راندا جرجس

الإكزيما مشتقة من كلمة يونانية تعني «الغليان»، وهي التهاب سطحي بالجلد ينتج عن حساسية، أو تعرض سطح البشرة لمهيجات كيماوية أو طبيعية، وهناك مسببات عديدة للإكزيما، تختلف حسب الشخص واستعداده، ويظهر في صورة مرض جلدي غير معدي، يصاحبه احمرار بحكة وقشور، يصيب الأطفال والكبار ويستمر مع المريض لفترات طويلة، ويطلق أحياناً عامة الناس مسمى الإكزيما على «الحساسية»، إلا أن هذا المصطلح عام وليس محصوراً فقط بالإكزيما، وحول أعراض هذه الحالة وكيفية العلاج منها ناقشت «الصحة والطب» مجموعة من أطباء واختصاصيي الأمراض الجلدية.
يقول الدكتور أنور الحمادي اختصاصي الأمراض الجلدية: توجد أنواع كثيرة من الإكزيما لكن اشهرها إكزيما الأطفال والأنواع الأخرى تشمل الإكزيما الدهنية، الإكزيما التلامسية أو إكزيما الحفاظات وغيرها، وحتى الآن لم يُعرف السبب الرئيسي للإكزيما، ولكن الوراثة تلعب دوراً رئيسياً في حدوث هذا المرض، لذلك عادة نجد أكثر من فرد في العائلة مصاب بهذا المرض (كأحد الوالدين، أوالإخوة، الأجداد..إلخ) وليس شرطاً أن تكون الإصابة بالإكزيما وإنما أي نوع من الحساسية مثل الربو، الحساسية الموسمية، حمى القش...الخ.
ويبين د. أنور أن 5-20% من الأطفال عالمياً يصابوا بإكزيما الأطفال وتختفي بشكل عام، وبنسبة 60% تختفي الإكزيما قبل عمر 12 سنة، ومعظم المصابين بالإكزيما تظهر عليهم الأعراض قبل عمر 5 سنوات، حيث تبدأ من عمر شهر أو أي عمر آخر، وقد تتحسن الحالة وتختفي وتعاود الظهور مرة أخرى.
45% خلال 6 شهور من الولادة.
60% خلال السنة الأولى من العمر.
85% خلال الخمس سنوات الأولى من العمر.
ويبين أن حولنا الكثير من العوامل الكامنة بالبيئة المحيطة بنا تساعد على نمو الإكزيما ومنها:
■ عوامل بيئية: غبار، عطورات وبخور، صابون معطر، ملابس غير قطنية، الجو ( البرد القارص والجاف والجو شديد الحرارة).
■ الطعام: بشكل عام حوالي 30% من المصابين بالإكزيما قد تتهيج حالتهم مع أطعمة معينة مثل البيض والمكسرات، الأكلات البحرية، الفراولة، بعض أنواع الحليب، الأكلات المحتوية على الألوان الاصطناعية.
■ الحالة النفسية (الإجهاد والقلق).
وتكون أعراض الإكزيما عبارة عن:
■ حكة شديدة
■ احمرار
■ تقشر وتشقق في الجلد
■ التهاب الجلد ( إفرازات صفراء ودم)
■ بين اختفاء الإكزيما وظهورها مرة أخرى تصبح البشرة سميكة وداكنة بتصبغات مختلفة وأحياناً تتكون ندبات من الحكة الشديدة.
■ بعض الأعراض العامة التي قد تصاحب مريض الإكزيما (بقع بيضاء جافة خاصة في الوجه تعرف بالنخالة البيضاء، اسمرار حول العين، تقرنات في الجلد أو بروز في بصيلات الشعر أعلى الذراعين وغيرها).
ولا يوجد اختبار محدد، ولكن في بعض الحالات وليس جميعها قد تفيد بعض فحوص الحساسية، وفي حال التهاب الجلد قد يحتاج الطبيب لاستخلاص عينة لإجراء مزرعة جلدية لمعرفة نوعية البكتريا واختيار المضاد المناسب للحالة.
ويذّكر د. أنور أن هناك مناطق خاصة بالجسم هي الأكثر عرضة للإكزيما مثل:
■ في الأطفال الرضع تظهر الإكزيما في الجزء الأمامي من الذراعين والساقين، والخدين، أو فروة الرأس.
(لا تتأثر عادة منطقة الحفاظ كونها رطبة)
■ في الأطفال الأكبر سناً والبالغين تظهر على الظهر والعنق، وثنيات الكوع، وخلف الركبتين. كما يمكن أن تصيب الوجه والرسغين واليدين والساعدين أو حتى كامل الجسم.
وعلى الرغم من عدم وجود العلاج الشافي للإكزيما، إلا أنها توجد علاجات كثيرة آمنة تحد من نشاط الإكزيما، وتجعل الطفل أو المصاب بالإكزيما يعيش حياة طبيعية، كما أن الهدف من العلاج منع الالتهابات المصاحبة للإكزيما خاصة في الحالات الشديدة، وهناك العلاجات التي يمكن أن تخفف من أعراض الإكزيما التي يتم استعمالها حسب شدة الحالة إلى أن تختفي الإكزيما عن الطفل مع الوقت.
ويستكمل قائلاً إنه توجد الكثير من أنواع علاجات الإكزيما ومنها:
■ الترطيب باستعمال الكريمات أو المراهم - لأن بشرات المصابين بالإكزيما تكون عادة جافة فاستعمال الترطيب يعد ضرورياً جداً خاصة بعد الاستحمام، فكلما كانت البشرة جافة تزداد الحكة وتزداد حاجة استعمال الكريمات العلاجية، فلذلك يعتبر الترطيب العامل الوقائي الرئيسي.
■ الكريمات أو المراهم التي تحتوي علي مادة الكورتيزون، وتعد هذه الكريمات العلاج الرئيسي للإكزيما ولا خطورة من استعمالها بالتركيز المناسب للفئة العمرية والأماكن المصابة بإشـــراف طبي ولفترة محدود ( 7- 10 أيام) وبشكل عام ينصح بالتوقف عن استعمالها في حال التحسن ومعاودة الاستعمال بنفس الطريقة في حالة عودة الإكزيما للظهور.
كما أنه توجد ثلاثة مستويات لقوة الكورتيزون الموضعي (خفيف، متوسط وقوي ) ومتوفر بشكل كريم أو مرهم ( ويعد المرهم أقوى من الكريم حتى وإن كان بنفس المحتوى) ويفضل استعمال المرهم للأماكن شديدة الجفاف، كالوجه والأماكن الحساسة أو الرقيقة، ويفضل استخدام الكريم الخفيف، وللأطفال يجب عدم استعمال الكريمات القوية.
■ مرهم بروتوبيك وكريم اليديل وهي من الأدوية الخالية من الكورتيزون وتعرف ببدائل الكورتيزون تعمل عن طريق الجهاز المناعي، ويتم وصفها لحالات معينة بالأخص المزمنة وفي الأماكن التي لا يحبذ فيها استعمال كريمات الكورتيزون لفترة طويلة مثل الوجه والأماكن الحساسة، وتعتبر هذه العلاجات جيدة للوقاية من تهيج الإكزيما المتكرر.
ولا يفضل استعمالها للأطفال الأقل من عمر السنتين، ويجب عدم استعمالها بكميات كبيرة حتى لا يتم امتصاصها في الجسم، وإن أحد أعراضها الجانبية في بداية الاستعمال الإحساس بحرقة في الجلد لكنه يتلاشى عادة مع الوقت، ويعتبر سعر هذه العلاجات مرتفع الثمن مقارنة بالعلاجات الأخرى.
■ مضاد حيوي: يستعمل المضاد الحيوي الموضعي مثل (بكتروبان أو فيوسيدين) للأماكن الملتهبة أو الجروح الناتجة من الحكة وإذا كانت الجروح شديدة ومنتشرة بكامل الجسم قد يحتاج المريض لمضاد حيوي عن طريق الفم (يفضل إعطاء المضاد الحيوي بناء على نتيجة المزرعة التي تؤخذ بمسحة من الأماكن الملتهبة).
■ شراب أو حبوب مضادات الحساسية (مضادات الهيستامين) لبعض المرضى الذين يستفيدون منها في تخفيف الحكة والبعض الآخر لا يجدون منها أي فائدة، لكن كثيراً من المرضى يجدون أن الحكة تكون أسوأ في الليل ويصعب عليهم النوم جيداً عندها تكون فائدة هذا الدواء في مساعدة المريض على النوم براحة أفضل لذا يفضل اختيار مضادات الحساسية المسببة للنعاس.
■ العلاج الضوئي (الحزمة الضيقة من الأشعة فوق بنفسجية) يعتبر اختياراً جيداً لحالات الإكزيما المنتشرة في الجسم التي لم تستجب للعلاجات السابقة، لكن تكمن الصعوبة في هذا العلاج احتياج المريض لمراجعة العيادة للجلسات من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً لعدة أشهر.
■ علاج بالكورتيزون عن طريق الفم يستعمل الكورتيزون عن طريق الفم فقط للحالات الشديدة التي لم تستجيب للعلاجات السابقة، ويجب أن يكون بجرعات تنازلية عن طريق الإشراف الطبي ولمدة محددة.
■ علاج بمثبطات المناعة و تستعمل فقط للحالات الشديدة التي لم تستجب للعلاجات السابقة وتحتاج لمتابعة دورية لفحص الدم.
ويحذر د. أنور من المعلومات والمفاهيم الخاطئة عن مرض الإكزيما ومنها:
■ إن الإكزيما المزمنة لا يوجد علاج شاف ومن الأفضل عدم علاجها والانتظار إلى أن تختفي وحدها، وهذا غير صحيح، فليس من الحكمة أن نجعل الطفل يعاني الحكة الشديدة مما تؤثر في حياته اليومية من دراسة ولعب..الخ، فالعلاج يخفف من أعراض الإكزيما كما أنه يمنع من حدوث أي التهابات مصاحبة للمرض بالأخص الالتهابات البكتيرية المصاحبة للحكة الشديدة.
■ من الخطأ الشائع أن كريمات الكورتيزون ضارة للطفل على المدى البعيد، ولكن إذا كانت تُستعمل الكريمات المناسبة للحالة عن طريق الإشراف الطبي، فبشكل عام معظم استعمالات الكورتيزون لحالات الإكزيما عبارة عن كورتيزونات موضعية وليست عن طريق الفم أو الحقن، فلذلك لا توجد الأعراض التي يتخوف منها البعض مثل هشاشة العظام وارتفاع السكر والضغط التي قد تصاحب دواء الكورتيزون عن طريق الفم أو بالحقن خاصة عند أخذه لفترات طويلة.
* يشاع أنه من الأفضل لمرضى الإكزيما الابتعاد عن أكل البيض والحليب والسمك، ولكن كقاعدة عامة يجب عدم حرمان الطفل من أي أكل معين إلا إذا لاحظ الوالدان أو المريض فعلياً تهيج الحالة بتناول هذا الأكل، وربما تكون أفضل طريقة لمعرفة الأكل المهيج بالمتابعة والرصد وليس بالضرورة عن طريق اختبار الدم أو الحساسية.
وينصح د. أنور ببعض الإرشادات التي تعمل علي الوقاية العامة مثل:
■ قص أظفار الطفل بانتظام
■ لبس الملابس القطنية
■ استعمال جميع الأدوات غير المحسسة (مثلا منتجات قطنية للبطانية وغطاء المخدة والفوط).
■ عند اختيار ألعاب الأطفال يفضل الابتعاد عن اختيار الدمى التي تحتوي على الشعر أو الوبر.
■ الابتعاد عن التدخين السلبي من رب الأسرة.
■ عدم المبالغة في استعمال البخور والعطورات في المنزل.
■ الابتعاد عن إكسسورات الأطفال المهيجة (مثل طلاء الأظافر ومكياج الأطفال والرسم على الوجه والتاتو المؤقت الخ).
■ الحفاظ على درجة حرارة مناسبة في المنزل وللأماكن الجافة كثيراً استعمال مرطب الجو داخل المنزل.
■ الابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن المثيرة لتهيج الجلد (مثال بعض الأطفال تتهيج عند اللعب على العشب أو عند السباحة في بعض المسابح).
■ الابتعاد عن تربية الحيوانات المنزلية التي قد يتحسس من فروها بعض الأطفال مثل القطط أو الكلاب.
■ أفضل وقت لاستعمال الترطيب بعد الاستحمام.
■ يجب عدم فرك الجسم بالفوطة وإنما فقط التجفيف بلطف.
■ يجب الامتناع عن استعمال الماء الحار وإنما استعمال الفاتر.
■ يجب عدم استعمال الصابون المعطر خلال الاستحمام والأفضل استعمال الغسول الخالي من الصابون.
ومن جهته يوجه د. أنور رسالة خاصة لكل أسرة، بضرورة التحلي بالصبر والمواظبة على استعمال الأدوية بالإشراف الطبي، كما يطلب منهم عدم استخدام الخلطات الشعبية أو الأدوية مجهولة المصدر، وينصح بعدم تغيير الأطباء بشكل متكرر، اعتقاداً أن هناك خطأ ما في العلاج، فلا ضير من أخذ رأي ثان لكن لا شك أن كثرة الآراء لا تكون في مصلحة المريض وتغير من الخطة العلاجية المرسومة للمريض من قبل الطبيب، وكذلك يتمنى ألا يكون بعض الأهالي قاسين على أطفالهم في التوبيخ من عدم استعمال الأدوية، فلا شك أن الطفل يصل أحياناً للأسف إلى مرحلة الملل والضيق من طول مدة الاستعمال وأحياناً من الحرقان الذي يكون مصاحباً لاستعمال بعض الأدوية، لذا يحتاج الأهل أن يكونوا صبورين ويشجعون أطفالهم على استعمال الأدوية بالأخص الترطيب بعد الاستحمام وان يكافئونهم على هذا الفعل، وكذلك أن يعلموهم بأن حالة الإكزيما مؤقتة غالباً تختفي مع التقدم في العمر.
وتقول د. نانسي عزيز لبيب أخصائية الأمراض الجلدية والتناسلية والتجميل: «هناك أنواع الإكزيما حسب الشكل الإكلينيكي، والتي تظهر بصورة حادة فيكون الجلد المصاب أحمر اللون متورماً قليلاً»، وترى على سطح المنطقة الملتهبة حبيبات وفقاعات مختلفة الحجم، وقد تتطور الحالة لتصبح إكزيما حادة، حيث ترتشح من الجلد مادة صفراء فاتحة اللون ويصحب الالتهاب الحاد حكة شديدة مع حرقان.
أما الإكزيما في طورها تحت الحاد فتتسم باحمرار أقل وظهور قشور، وتصحبها أيضاً حكة، وفي الطور المزمن يكون الجلد أكثر سمكاً وأغمق لوناً من الطبيعي وقد تظهر به شقوق مؤلمة ويلاحظ أن الحكة تكون شديدة في هذا الطور، وقد تمر حالة الإكزيما بالأطوار الثلاثة فتبدأ حادة لتتحول إلى تحت حادة وتنتهى بالصورة المزمنة وقد تبدأ بالصورة المزمنة أو تحت الحادة من البداية ويحدد ذلك كل من شدة المؤثر وطبيعة الاستجابة لدى المريض.
وهناك عدة أنواع للإكزيما تختلف حسب المسببات، وفى بعض الحالات حوالى 40% من الحالات لا يستطيع الطب الوصول إلى السبب الرئيسي للمرض ومنها:
1- إكزيما الملامسة وهي تعتبر أكثر أنواع الإكزيما انتشاراً في العصر الحديث، وتنقسم لنوعين رئيسيين:
أ- نوع ينتج عن ملامسة الجلد لمواد مهيجة مثل القلويات والأحماض والصابون والمنظفات الأخرى.
ب- والنوع الآخر يسمى إكزيما حساسية الملامسة ويصيب الأشخاص ذوي الاستعداد لتكوين حساسية لبعض المواد التي لا تسبب أي أضرار سواء للآخرين أو للمريض نفسه في بادئ الأمر إذا لامست الجلد؛ إذ إنها ليست من المواد المهيجة، وأشهر المواد التي تسبب حساسية الملامسة هي معدن النيكل الموجود في الحلي المعدنية.
وتتميز إكزيما الملامسة بظهورها على مكان الملامسة مما قد يوحي للطبيب بالتشخيص وبالسبب، والحل هنا هو الابتعاد عن كل ما يحتوي على ذلك المعدن.
2- الإكزيما التأتبية وهي وتتميز بإصابة بجفاف الجلد وميله إلى الخشونة كما أن المصاب لا يتحمل الجو البارد الجاف أو الحار الرطب حيث يؤدي ذلك إلى تهيج الحالة والمصاب بهذا المرض، ويكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الجلدية خاصة الفيروسية منها كما أنه يعاني خلال المراحل الثلاث من وجود حكة شديدة خاصة في الليل ويتصف المصاب بهذا النوع من الإكزيما التأتبية بثلاث مراحل:
■ الأولى: إكزيما الرضع وتحدث بين عمر شهرين إلى سنتين.
■ الثانية: إكزيما الأطفال من عمر سنتين وحتى عشر سنوات.
■ الثالثة: إكزيما البالغين وتسمى الإكزيما العصبية المنتشرة وتبدأ في فترة المراهقة وقد تمتد حتى سن الثلاثين أو أكثر.
وليس بالضرورة أن تمر كل حالة بتلك المراحل الثلاث فقد تبدأ بمرحلة الرضاعة ثم تختفى إلى الأبد، أو تبدأ بالمرحلة الثانية مع مرحلة الطفولة أو بالمرحلة الثالثة من دون أن تسبقهما مرحلة الرضع، ويلعب التوتر النفسى دوراً هاماً في التهاب الجلد التأتبي خاصة عند البالغين وعادة ما يكون المصابون منهم متوتري الأعصاب وذوي ميل إلى الاكتئاب وقليلي التحمل، ولذا يجب تدريبهم على الاسترخاء النفسي وتجنبهم الاضطرابات العاطفية والتوتر العصبي.
3- إكزيما ربات البيوت وهو نوع يصيب اليدين وينتشر بين تلك الفئة وهي من الحالات الشائعة وتنتج من تعرض الجلد للصابون والمنظفات والماء بكثرة وعلى فترات طويلة.
4- الإكزيما النمية وهي تظهر على شكل بقع حمراء مستديرة في حجم العملات المعدنية.
5- وهناك الإكزيما الجافة (حكة الشتاء)، الإكزيما الميكروبية، إكزيما الدوالي، إكزيما خلل التعرق (بومفولكس)، وهذه أنواع يسهل على الطبيب تشخيصها وعلاجها.
وتبين د. نانسي أن علاج الإكزيما ينقسم إلى شقين أساسيين:
أولاً: تحديد العوامل المسببة وتعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات في العلاج وأصعبها أيضاً وتتطلب تعاوناً وثيقاً بين المريض والطبيب بحيث يمكن تجنب الكثير من التطورات التي يمكن حدوثها، ويعتبر ذلك حجر الزاوية ليس فقط في علاج الإكزيما بل في علاج كافة أمراض الحساسية الأخرى وهو الضمان الوحيد لمنع الانتكاسات والوصول إلى الشفاء بمفهوم الكلمة.
ثانياً: العلاج الدوائي وهو استعمال العلاجات التي تؤدي إلى زوال التغيرات الجلدية والالتهابات، وغالبا ما يتم إهمال الجزء الخاص بتحديد السبب وتجنبه مما يؤدي إلى استمرار الحالة أوانتكاسها بعد العلاج بفترات قد تكون قصيرة، ويركز المريض والطبيب علي الأدوية العلاجية وينقسم إلى:
أ- العلاج الجهازي: ويشمل الأدوية التي تعطى عن طريق الفم أو بالحقن وعلاجاً موضعياً يوضع مباشرة على مكان الإصابة مثل الغسولات والكريمات والمراهم، مما يقلل من الإحساس بالحكة مثل مضادات الهيستامين، كما تستعمل المضادات الحيوية في حالة حدوث مضاعفات للإكزيما في صورة التهابات ميكروبية وما أكثر حدوثها، وأما في الحالات الشديدة المنتشرة والتي لا تستجيب للعلاج الموضعي بمفرده، فإن استعمال عقار الكورتيزون هو الحل الوحيد ولا مناص من استخدامه ولكن ينبغي أن يكون استعمال الكورتيزون تحت إشراف طبي منعاً لحدوث مضاعفات، ولكن للكورتيزون آثاراً جانبية خاصة إذا استخدم في غير مجالاته ومن دون استشارة الطبيب.
ب- العلاج الموضعي: تستعمل فيه الغسولات أو الكريمات أو المراهم، ويفضل استخدام الغسولات في الإكزيما الحادة، والكريمات في الإكزيما تحت الحادة والمراهم في الإكزيما المزمنة أو الجافة، وأشهر الغسولات المستخدمة في حالات الإكزيما غسول برمنجانات البوتاسيوم وغسول الكلامينا أما الكريمات والمراهم فأهمها وأكثرها فاعلية تلك التي تحتوي على نسبة من مركبات الكورتيزون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"