التهاب القصبات الحاد عند الأطفال

13:49 مساء
قراءة 5 دقائق

في موسم الشتاء وبسبب تغيرات الطقس الفجائيّة قد يصاب الشخص بالرشح أو التهاب البلعوم أو الإنفلونزا، وهذه سببها فيروس يبدأ بالطرق التنفسيّة العليا ثم ينتشر إلى الشعب الهوائيّة التي تصل البلعوم بالرئتين حيث يسبب التهاب الأغشية المبطّنة لها فتتوذّم وتنسدّ بالمخاط مسبّبة مايعرف بالتهاب القصبات الحادّ .

الأعراض

بعد البدء بسيلان الأنف وألم الحلق يبدأ الطفل بعد 3-4 أيام بالسعال الجافّ الذي يزداد تدريجيّاً ويترافق مع ألم بالصدر، وبتقدّم المرض تسمع أصوات من الصدر كالخراخر وأحياناً ضيق تنفّس . ثم تبدأ مفرزات مخاطيّة تسيل من الفمّ مع لهاث ويصبح السعال أشدّ ومنتجاً للبلغم الذي قد يكون أخضر أو رماديّ اللون . كما قد تترافق الحالة بالتهاب ملتحمة العين مع حرارة خفيفة أو من دون حرارة مع إنهاك وتعب، وقد تبقى الحرارة لعدّة أيّام تزول بعدها ولكن قد يستمرّ السعال 2-3 أسابيع ويصبح رطباً منتجاً للبلغم بالنهاية .

والأشخاص المدخنون خاصة وكذلك الأطفال الذين يعيشون معهم، قد يعانون هذه الأعراض لأشهر وعندها تصبح الحالة التهاب قصبات مزمناً، وهذا سبب مهم للإقلاع عن التدخين ليخففوا معاناة من حولهم .

الأسباب

1- الفيروسات: وهي أهمّ سبب .

2- الجراثيم: وتأتي غالباً بعد الفيروسات كالتهاب ثانوي

3- المخرّشات: مثل دخّان السجائر والغبار .

معالجة التهاب القصبات الحادّ

- تعتمد المعالجة بشكل رئيس على تحسين الأعراض ومساعدة الطفل على الشعور بالراحة .

- مضادّات الالتهاب لاتنفع لأن أكثر الحالات تسببها الفيروسات .

- اعط طفلك كميّة كافية من السوائل (ماء، عصير، شوربة ساخنة . . .) 8 - 10 كؤوس باليوم، فهي تساعد على تمييع القشع وتسهيل إخراجه كما تعوّض السوائل التي يفقدها الطفل بالتنفّس والترفّع الحروري وتحميه من التجفّف .

- دع الطفل يرتاح فترة كافية فالنوم يقوّي جهاز المناعة لديه ليقاوم المرض .

- يفضّل عدم استعمال مثبّطات السعال لأن السعال هو الكلب الحارس للرئة بمعنى أنّه المسؤول عن تنظيف الرئة والقصبات وإزالة البلغم والمخرّشات العالقة على الأغشية من الداخل ليفتح الطريق التنفّسي ويحسّن التهوية . ولكن بالمقابل يمكن استعمال جرعة قليلة من دواء السعال ليلاً كي يستطيع الطفل أن ينام في حال كان السعال يجعل الطفل مستيقظاً في الليل .

- ابعد التدخين عن المنزل، وابعد طفلك عن الغبار .

- لا تعط الأسبيرين لمن هم دون ال 18 سنة من العمر فقد يسبب التهاب دماغ واعتلال كبد بشكل مرض يدعى تناذر راي Reye Syndrome .

- تستعمل المضادّات الحيويّة فقط في حال حدوث التهاب جرثومي ثانوي أو بوجود عوامل خطورة كنقص المناعة أو ضعف العضلات أو الداء الليفي الكيسي .

- في حال وجود الربو، تعطى الأدوية عن طريق الإنشاق بشكل بخّاخات وهي نوعان:

1- موسّعات القصبات السريعة التأثير: تفتح الطريق الهوائي ويفضّل إعطاؤها بطريق الإرذاذ بسبب صغر الجرعة التي يحتاج إليها الطفل .

2- مضادّات الالتهاب وموسّعات القصبات المديدة التأثير: تعطى للمحافظة على الحالة والوقاية من هجمات جديدة .

الوقاية

للمحافظة على صحة طفلك

1- عليك تجنّب تعرّضه للبرد خاصة بعد اللعب والسباحة والتعرّق .

2- لا تدع أحداً يدخّن في المنزل أو جانب الطفل .

3- علّم طفلك أن يغسل يديه مراراً وبالطريقة الصحيحة (10-15 ثانية) .

4- إعطاء الرضّع بعمر 6 أشهر وحتى السنتين جرعة من لقاح الإنفلونزا لأنّهم عرضة للإصابة بالبرد التي تهيّئ لالتهاب القصبات الحادّ وخاصة التهاب القصبات الشعريّة الحادّ .

5- عدم التأخّر بإعطاء اللقاحات الروتينيّة الأخرى في موعدها فهي تحمي من الفيروسات والجراثيم التي تسبب التهاب القصبات والتهاب الرئة وعادة يجب أن يتلقى الأطفال روتينيّاً التمنيع (اللقاح) ضد الهيموفيليس الإنفلونزا والسعال الديكي (يرمز له ب DTaP) بدءاً من عمر شهرين، إضافة إلى إلزام الأهل حاليّاً بإعطاء لقاح ال PCV وهو ضدّ المكورات الرئويّة حيث إنّ جراثيم هذه الأمراض مسؤولة عن معظم الإصابات الجديّة والخطيرة عند الأطفال التي أصبحت نسبة مقاومتها للمضادّات الحيويّة مرتفعة حاليّاً .

6- كما لايجب أن ننسى إعطاء لقاح ال BCG منذ الولادة وهو ضد السلّ (التدرّن) لأنّه يحمي الأطفال بالأعمار الصغيرة إذا ماتعرّضوا للعدوى من الكبار .

7- الأطفال الذين يصابون بتكرّر التهاب القصبات يجب تقويم حالتهم بدقّة بسبب إمكانيّة وجود مسبّب وراء الآفة مثل:

- تشوّه بالطرق التنفسيّة .

- حالة استنشاق جسم أجنبي أثناء الأكل أو اللعب .

- وجود ناسور قصبي مريئي .

- وجود قلس معدي مريئي (Reflux) .

- وجود نقص مناعة .

- حالة تدرّن TB .

- التهاب لوزتين معالج معالجة ناقصة .

- ضخامة ناميات .

- سوء امتصاص من نوع الداء الليفي الكيسي .

التهاب القصبات الشعريّة الحادّ

وهو مرض شائع يصيب الطرق التنفسيّة السفليّة عند الرضّع والأطفال خلال السنتين الأوليين من العمر مع ذروة حدوث بعمر 6 أشهر تقريباً ويعد أكثر سبب لقبول الرضّع في المشفى خاصّةً الذكور والمولودين قبل الأوان Premature ومن لم يرضعوا من حليب الأمّ ومن يعيشون في وسط مزدحم وبالأخصّ بوجود تدخين في المنزل . وتحدث أغلب الحالات في فصل الشتاء وبدء الربيع .

الأسباب:

الفيروسات: 50% من الحالات يسبّبها فيروس RSV الفيروسات التنفسيّة الخلاليّة، والباقي فيروس بارا إنفلونزا وميكوبلازما وإدينوفايروس والإنفلونزا .

سريرياً

أكثر الرضّع يكونون قد تعرّضوا لأطفال كبار أو أشخاص بالغين لديهم إصابة تنفسيّة خفيفة خلال الأسبوع الفائت، فيصابون باحتقان الأنف مع سيلان مائي من الأنف وعطاس وترفّع حروري لعدّة أيّام تسوء بعدها الأعراض التنفسيّة فيصابون بلهاث وسعال صفيري وفرط استثارة Irritability وتصبح الرضاعة من الثدي أو الزجاجة صعبة بسبب تسرّع التنفّس الذي لايدع فرصة للمص والبلع، وقد تظهر عندهم سحب بين الأضلاع وفوق القصّ أو زرقة حول الفمّ والأطراف تستدعي القبول في المشفى لإعطاء الأكسجين وتعويض السوائل بسبب حدوث الجفاف الناتج عن قلّة التغذية أو فقدان السوائل عن طريق التنفّس . تتحدّد الأعراض خلال ال 2-3 أيّام الأولى ويبدأ المريض بالتحسّن، ولكن في الحالات الأشدّ تتدهور الحالة خلال عدّة ساعات دون أن تظهر أعراض جهازيّة أخرى كالإقياء والإسهال بل يتسرّع التنفّس حتى 60-80 مرّة في الدقيقة مع الحاجة إلى استنشاق الأكسجين واحتمال ظهور زرقة في الأصابع أو حول الشفاه . وبسبب فرط التهوية تمتلئ الرئتان بالهواء ما يدفع الكبد والطحال إلى البطن . وقد تسمع بالأذن العاديّة صوت التنفس الصفيري والخراخر التنفسيّة ويرى سحب بين الأضلاع وفوق القصّ وهذه من علامات الخطورة التي تستدعي مراجعة الطبيب فوراً .

يجب مراجعة الطبيب فوراً عند ظهور الأعراض أو العلامات التالية على الطفل:

1- اضطراب التنفّس أو تسرّعه بشكل غير طبيعي .

2- تغيّر لون الشفاه والأظفار للأزرق أو الرمادي .

3- حرارة مرتفعة أكثر من 9 .38 درجة مئويّة عند رضيع ذي عمر أقلّ من 6 أشهر .

4- وجود سحب بين الأضلاع وفوق القصّ .

المعالجة

- يجب قبول الأطفال المرضى بشدّة في المشفى وإعطاؤهم العلاجات الداعمة .

- يجب وضع الطفل في جو من الأكسجين الرطب لتحسين حالة نقص الأكسجة والزرقة وبالتالي القلق والتعب .

- يفضّل وضع الطفل والرأس مرفوع بدرجة 30-40 أو بحيث يكون الصدر والرأس أعلى قليلاً مع بسط العنق قليلاً .

- يجب إعطاء الطفل الكثير من السوائل .

- الصادّات ليس لها قيمة علاجيّة إلاّ في حال وجود التهاب رئة جرثومي ثانوي . قد تعطى أحياناً مضادّات الفيروسات لبعض الفئات ذات الخطورة العالية .

- إعطاء موسعات القصبات مفيد وخاصّةً بطريق الإنشاق . كذلك جرّبت الأعشاب في إحدى الدراسات وقد قصّرت فترة المرض نحو 6 .2 يوم، مع الحرص على ترطيب الجوّ في المنزل والإكثار من السوائل ما أمكن، إذ إنّها تحمي الطفل من التجفّف وتميّع المفرزات، إضافة إلى تغيير وضعيّة الطفل كل فترة لمساعدته على إخراج البلغم . وعلاوة على ذلك يجب ألا ننسى أهمية الإرضاع من الثدي الذي يحمي الطفل من المرض بشكل كبير وفي حال حدوث المرض تكون شدّته خفيفة ويشفى بشكل أسرع وهذا مدعاة لتشجيع الإرضاع من الثدي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"