متى يستجيب الله لدعائنا؟
- أدعو الله كثيراً ولا أجد استجابة.. فهل هذا دليل على غضب الله سبحانه وتعالى؟
(م.س - عجمان)
- يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية: المسلم مطالب باللجوء إلى الله في كل أحواله، يدعوه ويستغفره، ويتوسل إليه أن يغفر له ذنوبه، وأن يجزل له الأجر والثواب، ولا يترقب النتائج، بمعنى أن يترك أمر قبول الدعاء على الله عز وجل، فقد يكون في عدم تحقيق آماله وتطلعاته الخير كل الخير له، فبعض الناس يدعو الله أن يرزقه المال الوفير، أو الأبناء الذكور، أو الزوجة الجميلة، أو الفيللا الفاخرة، والسيارة الفارهة، وغير ذلك من متع الحياة الدنيا، والإنسان لا يدري أين الخير، وقد يكون فيما يتمناه الشر كل الشر له وهو لا يدري ذلك.
فعدم تحقيق ما ندعو الله أن يحققه لنا، ليس معناه أن الله لم يستجب للدعاء، فالله سبحانه وتعالى يريد الخير والصلاح لكل عباده لكن إذ أراد الإنسان أن يكون مقبول الدعاء بوجه عام فعليه أن يكون مخلصًا في دعائه وتوبته، وأن يوطن نفسه على التقيد بما أحله الله من المأكل والمشرب والملبس وغير ذلك.. وقد بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الأكل الحلال يقربنا من خالقنا، ويجعل دعاءنا مرجو القبول، وأن ارتكاب ما حرمه الله يمنع إجابة الدعاء، فقد سأله الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص قائلاً: «ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة».
فقال له: «يا سعد، أطب مطعمك تستجب دعوتك، والذي نفسي بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه أربعين يوماً، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به».
وفي حديث آخر يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: «يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً».
وقال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم».
ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يقول: يا رب، يا رب، ومطعمه من حرام، ومشربه من حرام، وملبسه من حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له؟.
فمن هذه الأحاديث يتضح لنا أن المحافظة على الحلال في كل شأن من الشؤون تعين على إجابة الدعاء وقبوله عند الله، أما التشبع من المال الحرام، فإنه يميت القلب، ويجعل الدعاء بعيداً عن الإجابة والقبول.
طيش.. شباب
- هل يقر الإسلام الملابس الشبابية الغريبة التي انتشرت الآن في بلادنا العربية ولا تجسد رجولة الشباب والتزامه الأخلاقي وتحمل بعضها عبارات مسيئة؟
(ع.س - الشارقة)
- يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر: لا ينبغي أن نسيء الظن بكل الشباب الذين يفعلون ذلك، فبعضهم قد يكون ضحية جهل أو يقلد الآخرين من دون وعي بخطورة ذلك على قيمه وأخلاقه وصورته العامة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» فإذا قصد هؤلاء الشباب بملابسهم أو تصرفاتهم، لفت الأنظار إليهم أو الوصول إلى غرض غير شريف، فعملهم هذا حرام، وإذا قصدوا تقليد الأجانب حباً لهم وإعجاباً بهم، فعملهم هذا مذموم لأنه يؤدي إلى ارتكاب ما هو أشد وأخطر من مجرد التشبه بهم في المظهر، ورسولنا الكريم نهى عن التقليد الأعمى، لأنه يذيب شخصية الإنسان في غيره، والمسلم عزيز بدينه وصلته بربه، وعليه أن يعتز بكل ما يربطه بدينه ووطنه.
ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم نهى الرجال عن الملابس المصبوغة بألوان تلفت النظر، كما نهى عن تلوين الأطراف بالحناء والأصباغ الأخرى، ونهى عن حلق بعض الشعر وترك البعض الآخر، من أمثال ما نراه من قصات شعر غريبة لبعض شبابنا تقليداً لغير المسلمين، كما نهى عن لبس سلاسل الذهب والحرير للرجال، وكل ما يتنافى مع الرجولة التي هي حلية الشباب السوي الذي يرجى منه الخير لأمته، ولعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.. والله أعلم.