نانسي نور: الأداء المهني أولاً ثم الجمال

تحلم بالعالمية وبتقديم النشرة من قلب الحدث
03:11 صباحا
قراءة 6 دقائق
القاهرة: أحمد الروبي

نانسي نور مذيعة شابة، تقدم النشرات الإخبارية على قناة «سي بي سي»، حققت نجاحات جيدة على الساحة الإعلامية، وشاركت في مؤتمر الشباب من خلال رسائل يومية قدمتها. تتمتع بالموهبة والجمال مما جذب المتابعين لها، كونها تحمل مقومات المذيع الناجح. ومن خلال الحوار التالي تخبرنا نانسي عن بداية عملها كمذيعة، وما الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارها، وكيف تغلبت عليها، وما الذي استفادت منه على المستوى الشخصي من مؤتمر الشباب، وهل تحلم بتقديم برنامج «توك شو»؟ والمزيد في هذا الحوار..

* هل بدايتك كمذيعة جاءت بتخطيط مسبق منك، أم الصدفة لعبت دوراً؟
- لم يأت الأمر بالصدفة بل بالتخطيط المسبق بالتأكيد، فأنا خريجة كلية إعلام جامعة القاهرة، وبعد انتهاء دراستي، توجهت إلى مدينة الإنتاج الإعلامي وقمت بترك السيرة الذاتية الخاصة بي في عدد من القنوات، وبعد شهرين تواصلت معي قناة روتانا وعملت في برنامج يدعى «عز الشباب»، وبعد عملي فيها لفترة شاهدت إعلاناً على قناة «سي بي سي» يطلبون فيه مذيعين، فتقدمت، وبعدها بفترة جاءني الرد بوقوع الاختيار عليّ ضمن بعض المذيعين للالتحاق بالقناة.

* في السابق كانت هناك اختبارات عدة وصعبة لمن تريد العمل كمذيعة.. لماذا أصبح الأمر أكثر سهولة الآن؟
- لا أعرف كيف كان الأمر في السابق، لكن الأمر لم يكن بالهين بالنسبة لنا أيضاً، فبعد انضمامي لقناة «سي بي سي»، كانت هناك دورات تدريبية مكثفة لمدة 7 أشهر بالتمام والكمال، حيث نتواجد يوميًا في مدينة الإنتاج، حتى نتقن اللغة، ومخارج الحروف، والإلقاء، وبعدها كنا نظهر على الشاشة لمدة ثلاث دقائق ليس أكثر، ثم وقع الاختيار عليّ من قبل رئيس القناة محمد هاني لأكون ضمن العاملين في النشرات الإخبارية، وبالفعل دخلت في دورات تدريبية أخرى لمدة 3 أشهر حول طريقة إدارة الحوار، واللغة، وبالفعل بت أقدم النشرات الإخبارية مع زملائي.

* هل تقصدين أنك مررت بصعوبات قبل ظهورك على الشاشة؟
- بالتأكيد.. في البداية كنت أتلقى رفضاً من بعض القنوات لعدم وجود خبرة كافية لدي للعمل مذيعة، وحصلت على عرض للعمل كمراسلة ولكنني لم أشأ أن أبدأ بها. بعدها قبلت عرض «روتانا» وواجهت مصاعب عدة منها تخوفي من الكاميرا في البداية، وسكوتي لفترات طويلة على الشاشة، ومع الوقت والتدريب أصبح الأمر أسهل.

* اختيار شكل الظهور على الشاشة يكون بإرادة المذيع، أم وفق اختيار القناة؟
- الحقيقة أنه من اختيار القناة، فلم أكن أتخيل أن أقدم نشرات إخبارية، إذ كنت أرى نفسي مقدمة برامج صباحية، أو شبابية ترفيهية، لكن أن أكون موجودة في نشرة أخبار، فالأمر لم يكن في حساباتي.

* ما المواصفات التي يجب توافرها في مذيعة النشرة دون غيرها من المذيعات؟
- من خلال تجربتي أهم ما يجب أن يتمتع به مقدم النشرات هي اللغة العربية السليمة، ومخارج الحروف والنطق السليم.

* هل هناك صعوبات تواجه مقدم النشرات؟
- أي مذيع على الهواء، يجد صعوبات يومية بالتأكيد، لكن ربما في بعض الأحيان تكون الثقافة حول قضايا بعينها، والرؤية لما يحدث عقبات، مثلاً ببداية عملي كمقدمة نشرة إخبارية وقعت الأحداث في اليمن، وكنت غير ملمة بالشأن اليمني، وغير مدركة لماذا حدثت الخلافات؟ لذلك كنا نحتاج مساعدة من الإدارة في بعض الأحيان، والتثقيف من جانب آخر حتى يكون هناك إلمام بالقضايا المختلفة، بجانب سرعة وتيرة الأحداث التي تزيد العبء على مقدمي النشرات.

* ما أكثر موقف محرج يمكن أن يحدث، وكيف يمكن تداركه، وهل حدث لك شيء مماثل؟
- أثناء الأحداث في اليمن كانت هناك مداخلة مع محافظ مدينة عدن، وبعد سؤالي له عن الأحداث رد الطرف الآخر «الرقم خاطئ» فكان الأمر بالنسبة لي صادما على الهواء فقمت بالاعتذار عن هذا الخطأ، وكنت أشعر برغبة كبيرة في الضحك على الهواء لكنني تداركت الأمر، وهو الموقف الوحيد، لكن في المجمل المذيع يجب أن يمتلك سرعة البديهة ليتدارك الأمور المفاجئة على الهواء.

* مؤخرا قدمت رسائل يومية خلال مؤتمر الشباب بشرم الشيخ.. ماذا أضاف لك المؤتمر على المستوى الشخصي؟
- تعلمت أن أكون على قدر الحدث، فقد قدمت رسالتين في المؤتمر، الأولى كانت عن رجال الأعمال، والثانية عن الفن وتأثيره، وكان أبرز المتواجدين فيها أحمد حلمي، ومدحت العدل، وبشرى، وأمينة خليل.

* وما الرسالة التي حرصت على توصيلها للشباب الذي لم يشارك بالمؤتمر؟
- هي نفسها الرسالة التي عمل جميع من في المؤتمر على ترسيخها، وهي أننا نحتاج أن يسمع كل منا الآخر، نتحدث ونتعرف على ثقافاتنا المختلفة، ونعرف عادات وتقليد بعضنا البعض، حتى في الكواليس نذهب للحديث مع شخصيات من جنسيات مختلفة، لإيماننا بضرورة تبادل الثقافات والحوار.

* هل تشعرين بأن هناك جدوى حقيقية من مثل هذه المؤتمرات، يمكن أن تحدث تغييراً في الشباب؟
- بالطبع فالإيمان بالتغيير يحدثه، فقط يجب أن نتحلى بالإيمان ورغبة حقيقية في التغيير والتواصل، وما أراه في المؤتمر هو أنه بالفعل يحقق أهدافه.

* ما الفرق بين مقدم النشرة الإخبارية.. ومذيع برامج التوك شو؟
- مذيع النشرة يكون أكثر صرامة وحيادية، ويحافظ على اللغة العربية الفصحى، ومخارج الحروف وحتى إعراب الكلمات، أما مذيع «التوك شو» فهو يتحدث كما يريد، وأحيانًا تطغى أفكاره الشخصية على الحيادية، فمذيع النشرة من الممكن أن يقدم برنامج توك شو ولكن العكس صعب للغاية.

* هل تتمنين تقديم برنامج توك شو سياسي؟
- بالطبع فهو حلم كل من يقدم النشرات والمذيعين أن يكون هناك برامج من تقديمهم، وأنا كان لي تجارب أقرب للتوك شو كتقديمي لأكثر من حلقة في برنامج «ما وراء الحدث»، و«هذا الصباح».

* هل ترين أنك أصبحت جاهزة لتقديم التوك شو؟
- الحمد لله أرى أنني أصبحت جاهزة لتقديم مثل تلك البرامج.

* كثير من الأخبار التي نشرت عنك على المواقع تتحدث عن جمال مذيعة ال«سي بي سي».. هل هذا يزعجك؟
- في البداية كنت منزعجة للغاية، لكن لاحقاً تغيّر الأمر قليلًا، فمع الوقت صقلت موهبتي ببعض الخبرة، وأصبحت أمتلك حضوراً، وعملي يلفت الأنظار، وأدائي تطور، ومؤخرًا وجدت البعض يعلقون على أدائي كمذيعة وهو ما أصبح يفرحني، فالأداء المهني يأتي أولاً ثم الجمال.

* المذيع يقع في خطأ مهني عندما ينحاز لطرف ما، هل من الممكن أن يقع مقدم الأخبار أيضاً في مثل تلك الأخطاء؟
- بالطبع يمكن عن طريق الإلقاء أو أسلوب تناول الأخبار، لكنني أحاول طوال الوقت أن أحافظ على مهنيتي كمذيعة.

* وكيف تحافظين على مهنيتك؟
- عن طريق تناول الأخبار من كل الجوانب المؤيدة والمعارضة والحيادية، دون تدخل أو إبداء رأي أو حث المشاهد لفكرة على حساب الأخرى.

* هل يمكن أن تظهري تعاطفك على الشاشة تجاه طرف في خبر من الأخبار؟
- لا لن يحدث، ولم يحدث من قبل أنني تعاطفت لطرف على حساب الآخر، الحمد لله حتى الآن، ولم يكن هناك حتى تعاطف داخلي، إلا في الأخبار التي تخص وطني أولاً، مثل أخبار الإرهاب، وثانياً ما يخص وطني الأكبر من الخليج إلى المحيط.

* في أكثر من برنامج يتجاوز الضيف أحيانًا في حق المذيع.. فماذا يكون رد فعلك إذا حدث معك ذلك؟
- بالتأكيد لن أرد إساءة الضيف أو أتهكم عليه كما تهكم علي، لكنني في الوقت نفسه لن أتغاضى عن الإساءة بل سأكون صارمة معه للغاية، وأظل أطرح أسئلتي أكثر من مرة حتى يرد عليها.

* شاهدنا مؤخرا أكثر من مذيعة تحاول التدخل في رأي الضيف لتفرض خطاً محدداً، حتى لو كان ضد رأي الضيف.. فكيف ترين ذلك، وهل يمكن أن تفعلي هذا؟
- الضيف يأتي ليعبّر عن رأيه الشخصي، لذلك لا يمكن أن أحاول جذبه لاتجاه معين، بل له مطلق الحرية في التعبير عن رأيه.

* ما الذي يصنع تاريخ المذيع ويميزه عن الآخرين؟
- التواجد في الأحداث المهمة هو ما يصنع مجد المذيع، فسيتذكره المشاهد طالما تذكر الحدث، وحتى الأماكن التي تكون بؤرة للأحداث أتمنى التواجد فيها، حتى لو كانت مناطق نزاع مشتعلة، فأتمنى أن أكون فيها وأنقل النشرة من قلب الحدث.

* ما أقصى طموح تتمنين تحقيقه؟
- أن يكون هناك برنامج توك شو خاص بي، أقدم فيه حوارات ولقاءات عالمية مع العديد من الرؤساء، كما تفعل «أوبرا وينفري»، وأتمنى أن أكون مذيعة عالمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"