طريفة الزعابي: أكاديمية المكعبات هديتي للطفل

حولت حلمها إلى حقيقة
04:20 صباحا
قراءة 4 دقائق

لم تتوقف الإماراتية طريفة الزعابي عند حدود الفكرة التي أصبحت حلماً، بل حولتها إلى مشروع متميز وقائم على أرض الواقع، فها هي تفتتح أبواب أكاديمية المكعبات التي تعتبر أول أكاديمية إماراتية متخصصة في التعليم عن طريق اللعب بالمكعبات، فبعد حصولها على شهادة أول مدرب للتدريب في الإمارات ودول الشرق الأوسط بوساطة Lego, Serious play، عملت جاهدة على الاستفادة منها، فوضعت خطتها، وانطلقت نحو تحقيق أحلام أكبر، يرافقها حلم الحصول على شهادة الدكتوراه في التربية الذي لم يعد يفصل بينها وبينه سوى خطوات قليلة .

تحدثت طريفة عن الجهود التي قامت بها بعد حصولها على شهادة التدريب فقالت:

أسست مؤسسة Goglocal للاستشارات التعليمية والتدريب، وقدمت من خلالها ورش عمل لثلاث فئات مستهدفة هي المؤسسات الحكومية والخاصة، وفئة الشباب، وفئة الأطفال، وقد حظينا بتدريب 380 شخصاً من مختلف الأعمار . وتحدثت عن التواصل مع كل فئة فقالت: بدأنا تواصلنا مع المؤسسات، من خلال طرحنا فكرة دراسة الاستراتيجيات، كتطوير استراتيجية المؤسسات وتحفيز الموظفين، وحل المشكلات والعمل بروح الفريق الواحد، ووجدنا تفاعلاً كبيراً منهم، وحصلنا على نتائج ممتازة، فقد لاحظت المؤسسات تطوراً كبيراً من ناحية التخطيط الاستراتيجي، وانعكس ذلك على أداء التخطيط بشكل إيجابي واضح، كما ظهرت روح العمل بين الفريق، وتلقت المؤسسات من موظفيها أفكاراً خلاقة وطرقاً إبداعية وأفقاً أوسع، وهذا ما يوفره التعليم عن طريق الليغو، كما تطورت طرق حل المشكلات في ما يتعلق بالموظفين . وعما يميز التعليم عن طريق اللعب، قالت: يميزه أن الشخص ينظر للمشكلة من أبعاد عدة، ما يعطي صورة أوضح وأفقاً أوسع للنظر إلى المشكلة وإيجاد حلول أكثر لها وطرق أسهل وأشمل للتعامل معها .

وانتقلت للحديث عن التواصل مع فئة الشباب، فقالت: تعاملنا مع 200 طالب وطالبة، وركزنا على تطوير مهارات القيادة والحوار وحل المشكلات لديهم، وقد تناولوا في التدريب مختلف القضايا التي تخص المسؤولية الوطنية والقيادة المجتمعية، وحصدنا نتائج إيجابية بدرجة كبيرة، لأن الشباب استمعوا لأكثر من وجهة نظر عن القيادة المجتمعية، وهذا كفيل بإعداد جيل واع واسع الثقافة والاطلاع، كما منحهم التدريب أبعاداً مختلفة ووسع نظرتهم لمفهوم القيادة .

وفي ما يخص الأطفال، قالت طريفة: كانت فئة الأطفال هي المجموعة التي تفاعلت معنا بأفضل صورة، إذ تواصلنا معهم عن طريق المدارس والمخيمات الصيفية، وقدمنا لهم أكثر من ورشة عمل، ووجدنا منهم تجاوباً كبيراً، فهم الفئة التي تستمتع باللعب أكثر من غيرها، والفئة التي تعبر عن أفكارها بطريقة عفوية على شكل إبداعات كانت تدهشنا بالفعل، فقد كنا نرى تعاملهم معها على أساس أنها بيئة متكاملة فيها أفراد ومعطيات كثيرة . وذكرت طريفة أن تفاعل الأطفال بهذا الشكل هو المولد الأول لفكرة أكاديمية المكعبات التي تحولت لواقع تشهده مدينة الطفل .

وذكرت الزعابي أن مشروع أكاديمية المكعبات يقوم بتدريب الجمهور على إيجاد طرق حديثة ومبتكرة تستخدم لدعم التفكير والاتصال وحل المشكلات استناداً لنظرية المعرفة عن طريق ربط اليد بالعقل، إذ يعمل ذلك على الربط بين جوانب عدة هي الجانب النظري والحسي والتفكير، ليظهر من خلال ذلك أن الليغو أكثر من مجرد لعبة ترفيهية، واستخداماته لا تتوقف عند حد اللعب، وأكدت أنه أداة فعالة لحل المشكلات، والمهارة الحقيقية تكمن في كيفية وضع خطة تدريب متكاملة، تتحول بفضل الليغو إلى حل يستطيع الشخص ترجمته بشكل فعلي ليصبح حلاً منطقياً للمشكلة .

وتحدثت طريفة عن سبب اختيار مدينة الطفل مقراً للأكاديمية قائلة: هي المكان الأنسب للطفل، فقد حاولنا أن نكون أينما كان الطفل، ودوري أن أبحث عن المكان المناسب الذي يرتاح فيه الطفل ليستطيع الاستمتاع والتعلم في جو مناسب يجمع بين الترفيه والتعلم، وهذا ما وجدته في مدينة الطفل التي توافقت تماماً مع مبدأ التعلم بالليغو .

وتوفر الأكاديمية أوقات دوام مريحة تعطي كل جهة حقها، فلطلاب المدارس أوقات معينة، وللعائلة أيام معينة يجتمعون فيها .

وتقدم الأكاديمية خدماتها باللغتين العربية والإنجليزية، وعبرت الزعابي عن رغبتها بالتوسع في الأيام المقبلة، وقالت: سنرى تفاعل الجمهور، وسنحدد وقتها اللغات التي سنستخدمها في التدريب، لأنني أرغب في تقديمه بلغات عدة، إلا أن اللغة الأولى ستبقى هي لغة المكعبات نفسها .

وعمن يقوم بمهمة التدريب قالت: أقوم أنا بمهمة التدريب تشاركني زميلة قمت بتدريبها وأتقنت الأمر، وحالياً نطمح إلى التوسع لنغطي كل إمارات الدولة .

وعن سبب هذا الإصرار، أجابت الزعابي: يهمني الطفل كثيراً، ومع التطور الإلكتروني الذي أصبحت حتى الألعاب فيه إلكترونية، شعرت بأن الطفل أصبح أنانياً، فهي ألعاباً اعتاد أن يمارسها وحده، وهذا عكس الليغو التي تعتبر ألعاب تفاعلية تعليمية جماعية، تجمع الطفل بأقرانه وبوالده ووالدته وإخوته، وهذا ما يميزه، إذ يجتمع التعليم بالمتعة والمشاركة، ولأننا لا نستطيع التخلي عن الألعاب الإلكترونية فنحاول من خلال الليغو المحافظة على مبدأ المشاركة لدى الطفل من خلال تنمية مهارات التواصل لديه والتفكير والمخاطبة والعرض والتقديم والحوار والربط بالواقع والمجتمع، وهذا ما سيحافظ عليه من الانخراط في جو افتراضي يعيش فيه وحده، ويعزله عن المحيط . وأكدت الزعابي أنها وجدت تفاعلاً رائعاً من خلال المحيط الذي تفاعلت معه، وأفكاراً خلاقة لم تكن تتوقعها، فقد عكس التعليم عن طريق المكعبات أفكار الفرد وأبدع فيها، ما يدل على أن هذه الطريقة في التعليم ستأخذ أبعاداً أخرى وسيكون لها مستقبل متميز .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"