«يلاّ على الأردن».. مبادرة لاكتشاف المملكة

بدأت بدعوة إلكترونية من شاب
02:12 صباحا
قراءة 3 دقائق
عمّان: «الخليج»
«هل نحن حقاً في الأردن؟» سؤال تكرر على لسان أبناء البلد قبل سواهم خلال رحلة استكشافية للأودية الخلاّبة في المملكة نظمتها مبادرة شبابية.

«يلاّ على الأردن» دعوة قصيرة على صفحة إلكترونية أطلقها عبدالرحمن مهيد بالتعاون مع شباب وبالتنسيق مع هيئة تنشيط السياحة تُحدد متطلبات أوّلية يجب على المشارك إحضارها في تنقّله بين أودية ساحرة وقضاء ساعات نهارية من المغامرة بين القفز وتسلق الجبال وعبور المياه وليلية من السمر والاستمتاع بالتخييم والالتفاف حول تجمعات شواء.
بعد تقسيم المجموعات إلى فرق يقود كل منها مشرف يشرح خريطة الجولة والاحتياطات اللازم اتباعها ويؤكد توفير إسعافات كاملة للطوارئ ثم تنطلق المغامرة ومحطتها الرئيسية واحد من 66 وادياً في الأردن مع عبور سريع على أخرى.
سيرٌ طويل على الأقدام لكنه ممتع وشائق، بحيث لا يصعد أحد في المركبات ذات الدفع الرباعي، وبين حين وآخر وقفات على تلة مرتفعة أو بين صخور ممتدة للنظر إلى مساحات خضراء على بُعد البصر وأشجار تحتفظ أوراقها بندى الصباح الهادئ مع أصوات الطيور وهدير الماء المنساب بلون السماء.
«هل تريد خوضَ مغامرة صغيرة أم تفضّل إكمال عبور الماء المتدفق بين الجبال؟» سؤال يطرحه أحد المشرفين عند الوصول إلى أعتاب «وادي الهيدان» الجنوبي، ومهما كانت الإجابة أنتَ تعيش مفاجآت تأخذك للصفاء الذهني بعيداً عن ضجيج الحياة.

هناك تستطيع بعد تجهيزات آمنة القفز من أعلى جبل إلى عمق الوادي وكذلك تسلّق قمّة متدرّجة بواسطة الحبال وقطع مسافة قصيرة عبر تجديف فردي وجماعي بين ما يُشبه الشلالات المُشَاهدة في المغامرات العالمية والمشي على شاطئ قريب.

السؤال الذي تكرر على لسان مشاركين «هل نحن حقاً في الأردن؟» كان الدافع الرئيسي لصاحب المبادرة في إطلاقها. وخلال استراحة قصيرة يقول مهيد: «أحب سياحة المغامرة وجرّبتها في الخارج لكنني كلما زُرت وادياً في بلدي ازداد حجم السؤال ضخامة في ذهني جرّاء الدهشة الجميلة حيال أماكن رائعة تستحق التعريف بها والتشجيع على ارتيادها، ولذلك جاءت هذه الفكرة، وكلما قمنا برحلة جديدة اكتشفنا موقعاً أو جانباً ساحراً جديداً».

يضيف: «نُركّز أكثر على الأودية وأجواء سياحة المغامرة ووادي الهيدان يقع في لواء ذيبان الجنوبي، وهو ثالث أكبر وادٍ في الأردن وتديره الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ونتعاون مع مركز متخصص للمغامرات وأبناء المنطقة المحيطة ويُرافقنا فريق من الدفاع المدني ونوفّر إمكانات الرحلة من ملابس وتجهيزات وأدوات يحتاج إليها المشارك وتُقام فعاليات فنية واستعراضية إحداها لمجموعة عالمية في رياضة الجمباز وصلت لمراحل نهائية في برنامج تلفزيوني للمواهب».
ويشير أنس حمايدة، مسؤول مركز المغامرات، إلى ابتعاد وادي الهيدان نحو 30 كم عن مدينة مأدبا ويُعد ملتقى مياه متدفقة من أودية مجاورة وتقطع تقريباً 40 كم وصولاً إلى المصب في البحر الميت.
ويقول: «تتنوع في المنطقة الحياة البرية والحيوانية وتُعد مقصداً للطيور المهاجرة، وهناك مسطحات مائية تُشبه لوحات فنية ومنابع نقيّة».
ويشير حكيم التميمي إلى محطات أخرى للرحلة تشمل «وادي شقيفات» في محافظة الكرك الجنوبية، وهو مجرى مائي عذب تحيطه أشجار وارفة وعدد كبير من النباتات وينابيع وبرك وشلالات متفاوتة وكذلك أودية «الشلالة» و«راجب» و«فينان» و«كفرنجة» و«الشتا» و«السرحان» وغيرها العشرات ذات الطبيعة الفريدة.
ويقول: «تعمل الهيئة بالتعاون مع جهات دولية ورسمية متخصصة على إنشاء ما يُشبه مدرسة للمغامرات يخضع فيها المتدرّب لاختبارات قبل أن يصبح قائداً في فريق حتى يزدهر هذا النوع من السياحة وفق أسس علمية مؤهلة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"