صحن الشاي التركي يساوي أسرة

طريقة تقديمه تختلف من منطقة لأخرى
05:32 صباحا
قراءة دقيقتين
يحتلّ الشاي موقعاً متميّزاً، ومهمّاً، في الحياة اليوميّة في تركيا، حتى يمكن القول إنه الشاي أصبح ثقافة قائمة بحدّ ذاتها، وطريقة إعداده وتقديمه قد تختلف من منطقة إلى أخرى، وحتّى من شخص إلى آخر . وعن رمزية الشاي وطقوسه عند الشعب التركي، يقول الكاتب التركي حقي أرشتين، في البداية نحتاج إلى "جيدانلك" إبريق الشاي التركيّ، المؤلّف من إبريقين مركّبين على بعضهما بعضاً، أحدهما صغير والآخر كبير، نضع الماء في الكبير، ونضعه على النار، وعندما يغلي الماء، نضيف مقداراً صغيراً منه في الصغير، ثم نضيف إليه الشاي، ونترك الإبريقين على نار خفيفة . وبعد خمس عشرة أو عشرين دقيقة يصبح الشاي جاهزاً للشرب . وبالتأكيد يكون مقدار الشاي والماء بحسب الرغبة .
أمّا البعد الثقافي الذي يحمله الشاي والأدوات المرفقة معه، فهو أنّه يمثّل الأسرة بكلّ أفرادها، وعن ذلك يقول أرشتين: يرمز الإبريق الصغير إلى الكنّة (زوجة الابن)، وهي تقع في قلب هذه الرمزيّة، والكبير يجسّد الحماة (والدة الزوج)، حيث تغلي دائماً، لكن هذا الغليان يجعل الكنّة ناضجة، وتلمّ أكثر بأمورة الحياة رغم الخلافات . أمّا الكأس فهو الابن (زوج الكنّة)، حيث والدته وزوجته دائمتا الشكوى له، وهنا يسكب الشاي والماء من الإبريقين في الكأس . وما يقلّل من مرارة الشاي هو السكر، وهنا رمز إلى الأطفال، الذين يجعلون حياة الأسرة أحلى وذات معنى . أمّا الملعقة فترمز إلى أخت الزوج، التي تأتي وتحرّك الماء والشاي والسكر، ثم تذهب، من دون أن تبقى في الكأس .
الصحن يجمع حسب أرشتين، كلّ هذه الأمور ويمنع النفايات والشعور بسخونة الكأس، ناهيك عن أنّه يجعل من كأس الشاي في أفضل شكل لشربه وتقديمه، فيرمز إلى والد الزوج، الذي بتقبّل الجميع ويصلح بين أفراد الأسرة أثناء الخلافات التي تجري على مرأى منه ._
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"