«بيرثا الكبيرة».. رسالة الأرض إلى القمر

وزنها جرامان وعمرها 4 مليارات سنة
03:31 صباحا
قراءة دقيقتين

بعد مرور خمسين عاماً على أول خطوة للإنسان على سطح القمر ومع وضع الصين لأول جهاز على الجانب البعيد منه، لا يزال حصاد البعثات الفضائية التي نفذت بين عامي 1969 و 1972 محل اهتمام علمي.
ويعتقد أن الصخرة القمرية التي جلبها رواد فضاء الرحلة «أبوللو 14» في عام 1971 تعود لأكثر من 4 مليارات سنة وتحتوي على أقدم عينة من الأرض.
ًووفقاً لمؤلفين رئيسيين لدراسة حول الموضوع، هما جيريمي بيلوتشي، من متحف التاريخ الطبيعي في السويد، وألكسندر نمشين، من جامعة كيرتن في أسترالياً، فإنه من المحتمل أن تكون هذه القطعة التي يبلغ وزنها جرامين وطولها بضعة سنتيمترات، أول دليل على نيزك جاء من الأرض.
وخلص الفريق المكون من تسعة باحثين مشاركين مع مركز «ناسا» للعلوم واستكشاف القمر إلى أن العينة تشكلت على عمق 20 كم على الأرض، قبل فترة تتراوح بين 4 إلى 4.1 مليار سنة.
ويبدو أن واحدة أو أكثر من الصدمات النيزكية التي ضربت الأرض في تلك الفترة، أرسلت هذه القطعة إلى الفضاء، حيث أدت الكويكبات التي ضربت الأرض في ذلك الوقت إلى صنع حفر يبلغ قطرها عدة آلاف من الكيلومترات، ما كان كافياً على ما يبدو لحمل صخور عميقة جداً على سطح القمر.
ويشير الفريق العلمي إلى أن رحلة هذه العينة المقتلعة من الأرض بسبب ضرب كويكب أو مذنب تعود إلى 3.9 مليار سنة، في حين كان عمر النظام الشمسي 600 مليون سنة وكان القمر حينها أقرب ثلاث مرات إلى كوكبنا من اليوم.
ويقول الباحثون إن هذه القطعة الصخرية تعرضت على سطح القمر لصدمات أخرى أدت إحداها إلى صهرها جزئياً قبل 3.9 مليار سنة ودفنها دون شك، ما يعني أن العينة هي من بقايا فترة القصف المكثف الذي شكل النظام الشمسي خلال أول مليار عام.
وقبل 26 مليون سنة، أدى قصف الكويكبات إلى حمل قطعة الصخر إلى سطح القمر، ليضعها على حافة الفوهة الناجمة عن التصادم. وفي عام 1971، جمع رائدا الفضاء آلان شيبرد وإدجار ميتشل عينات صخرية، كانت منها هذه العينة الملقبة ب «بيرثا الكبيرة»، والتي اكتشف العلماء حديثاً أنها قطعة صغيرة من الأرض.
ويقول الباحثون إنهم استطاعوا تحديد انتمائها إلى الأرض، لأنها تحتوي على الكوارتز والفلدسبار والزركون ومعادن شائعة على الأرض، ولكنها نادرة جداً على سطح القمر. كما أن بلوراتها تشير إلى أنها تشكلت في بيئة تتوافق مع درجات حرارة الأرض وظروف الأكسدة، أكثر بكثير من تلك الموجودة على القمر. وهناك احتمال أن تكون هذه العينة تشكلت على القمر، ولكن من المرجح جدا أن تكون أتت من كوكبنا.
ويرى ديفيد كرينج، أحد مؤلفي الدراسة، أنه سيكون من الضروري البحث عن آثار معدنية مشابهة أخرى في عينات القمر للعثور على بقايا أخرى للأرض في مهدها. ويعلق كرينج على النتائج المكتشفة قائلاً: «إنه اكتشاف استثنائي يساعدنا على وضع صورة أكثر لبدايات الأرض في مهدها ولعمليات القصف التي غيرت وجهها في فجر الحياة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"