"السكري" أهم أسباب الإصابة بالفشل الكلوي المزمن

التاريخ المرضي في العائلة أحد عوامل الخطورة
13:27 مساء
قراءة 8 دقائق

هناك الكثير ممن يعانون من أمراض الكلى التي تبلغ ذروتها بالفشل الكلوي . فالفشل الكلوي ليس مرضاً بذاته، وإنما هو محصلة نهائية لكثير من الأمراض التي تصيب الجهاز البولي التي يستهان في علاجها من قبل المرضى أو الجهل بعدم المعرفة بأعراضها وعلامات ظهورها، كما أن بعض الأمراض المصاب بها المريض قد تكون أحد أهم أسباب الإصابة بالفشل الكلوي، حيث تشير الدراسات إلى أن 50% من مرضى الفشل الكلوي في الدولة هم من المصابين بمرض السكري، و20% من المصابين بارتفاع ضغط الدم، كما أن وجود قصة عائلية لمريض الكلى يعد عامل خطورة، وعلى المريض اتخاذ الإجراءات الوقائية والفحوص الدورية بالكشف المبكر عن المرض .

في هذا الصدد حاورت مجلة الصحة والطب الدكتور ظافر حسامي استشاري أمراض الكلى والطب الباطني للحديث عن الفشل الكلوي: أسبابه، مضاعفاته وطرق الوقاية والعلاج .

ما الفشل الكلوي؟

-الفشل الكلوي هو عبارة عن خلل في وظيفة الكليتين مع عدم قدرتهما على التخلص من السموم والفضلات والسوائل الزائدة عن حاجة الجسم، إلا أنه في المراحل المبكرة من المرض تكون وظائف الكليتين طبيعية، ولكن توجد دلائل أخرى على وجود إصابة كلوية سواء كانت حادة أم مزمنة .

ما أنواع الفشل الكلوي؟

- هناك نوعان للفشل الكلوي النوع الأول وهو الفشل الكلوي الحاد الذي يتطور بسرعة خلال أيام أو أسابيع وهو في بعض الحالات قابل للتحسن أو الشفاء والنوع الثاني وهو الفشل الكلوي المزمن الذي يتطور ببطء وتدريجياً خلال سنوات وهو غير قابل للتحسن، ولكن يمكن الحد من تقدمه أو تأخيره .

ما أسباب الفشل الكلوي بنوعيه؟

- بالنسبة للفشل الكلوي الحاد فإن أهم أاسبابه تتضمن الإصابة بحالات الجفاف الشديدة ونقص السوائل، النزيف الحاد، الانتانات الشديدة التي قد تؤدي إلى الصدمة الانتانية وتجرثم الدم، إضافة إلى المادة الظليلة التي تستخدم في التصوير الشعاعي والقسطرة القلبية، وبعض الأدوية وخاصة المضادات الحيوية من زمرة الأمينوغلوكوزايد، والتهابات الكبب الكلوية الحادة والانسدادات الحادة في مجرى التبول مثل ضخامة البروستات .

أما أسباب الفشل الكلوي المزمن، فتتضمن، لداء السكري وارتفاع الضغط الشرياني إضافة إلى مرض الكلية المتعددة الكيسات (تكيس الكلى) والتهابات الكبب الكلوية المزمنة، (الكبة الكلوية هي جزء من النفرون وهي المسؤولة عن تصفية الدم من البول)، كما يمكن للحصيات الكلوية المتكررة والتهابات الكلية المتكررة أن تؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن خاصة إذا تم إهمالها وعدم علاجها بشكل آني، كما أن الاستخدام الطويل الأمد للمسكنات ومضادات الالتهاب غير الستروئيدية قد يؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن .

ما مراحل الفشل الكلوي؟

- يمر الفشل الكلوي المزمن (أو يسمى أيضاً بالمرض الكلوي المزمن) بخمس مراحل، وتعد المرحلة الأولى هي المرحلة المبكرة التي تكون وظيفة الكليتين فيها طبيعية تماماً ولكن توجد دلائل أخرى على وجود المرض الكلوي مثل ظهور البروتين أو الألبومين في البول، أما المرحلة الثانية من المرض يكون هناك ضعف خفيف في وظيفة الكليتين وفي المرحلة الثالثة ضعف متوسط الشدة، وفي المرحلة الرابعة ضعف شديد، وفي المرحلة الخامسة من المرض تصبح وظيفة الكليتين متدنية جداً وفي هذه المرحلة يحتاج المريض إلى التنقية الدموية (أو ما يعرف بالعامية غسيل كلى) أو إلى زراعة كلية .

ما أعراض الفشل الكلوي؟

- عادة وفي المراحل المبكرة من المرض لا توجد أعراض أو علامات . أما في المراحل المتقدمة من المرض فقد تظهر بعض أو جميع الأعراض التالية، دوخة وعدم القدرة على التركيز، الشعور بالبرودة، غثيان واقياء، تورم في الساقين، ضيق في التنفس، حكة جلدية، ضعف جنسي، وهن عام واضطراب في التبول .

كيف يتم تشخيص الفشل الكلوي؟

- يتم تشخيص الفشل الكلوي الحاد عن طريق قياس مستوى اليوريا والكرياتنين في الدم، أما الفشل الكلوي المزمن، فإضافة إلى قياس الكرياتنين في الدم (والذي قد يكون طبيعياً في المراحل المبكرة من المرض) فإنه يتم قياس الألبومين والكرياتنين في البول .

ما دور العامل الوراثي في الإصابة بالفشل الكلوي؟

- يعد وجود قصة عائلية للمرض الكلوي المزمن أحد عوامل الخطورة للإصابة بهذا المرض .

هل هناك علاقة بين الفشل الكلوي وداء السكري؟

- يعتبر الداء السكري أهم سبب للإصابة بالمرض الكلوي المزمن والفشل الكلوي المزمن نحو حيث يشكل نحو ثلث أسباب المرض . وفي حالات عدم ضبط الداء السكري بشكل ممتاز فإنه من الممكن أن يؤدي إلى اعتلال الكلية السكري الذي يبدأ بظهور كمية زهيدة من البروتين أو الألبومين في البول وينتهي بالفشل الكلوي النهائي المزمن

ما أهمية الكشف المبكر؟

- يعتبر الكشف المبكر ذا أهمية بالغة سواء في الفشل الكلوي الحاد أم المزمن، حيث يتيح الكشف المبكر الفرصة للعلاج المبكر وبالتالي الحد من تطور المرض نحو الفشل الكلوي النهائي وخاصة في حال المرض المزمن حيث إن الكشف المبكر وعلاج المرض مبكراً قد يمنع أو يؤخر من تطور المرض لسنوات عديدة قد تزيد عن العشر أو الخمسة عشر سنة، كما أن الكشف المبكر يتيح الفرصة لعلاج الأمراض المرافقة للمرض الكلوي المزمن مثل فقر الدم، وأمراض العظام، والأمراض القلبية الوعائية مبكراً، ما يحسن من نمط حياة المريض ونشاطه وعمره بمشيئة الله .

كم تبلغ نسبة المصابين بالفشل الكلوي من البالغين والأطفال؟

- تقدر نسبة المصابين بالمرض الكلوي المزمن في العديد من دول العالم بنحو 11-13% من عدد السكان، ويعتقد أن دول الخليج العربي لديها نفس نسبة الإصابة بالمرض إن لم تكن أكثر وذلك بسبب الانتشار الواسع لداء السكري .

ما أكثر الفئات العمرية إصابة بالفشل الكلوي؟

- إن جميع الفئات العمرية عرضة للإصابة بالفشل الكلوي الحاد أو المزمن إلا أن كبار السن هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض .

ما الأمراض المصاحبة للفشل الكلوي؟

- قد يؤدي الفشل الكلوي المزمن إلى الكثير من الأمراض المصاحبة له مثل فقر الدم، وذلك نتيجة نقص إنتاج هرمون اريتربيوتين من الكليتين، وأمراض في العظام نتيجة نقص في تفعيل فيتامين د وفرط نشاط غدد جارات الدرق، كما يعتبر المرض الكلوي المزمن حتى في مراحله المبكرة أحد عوامل الخطورة للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية مثل جلطات القلب والدماغ، كما يمكن للفشل الكلوي سواء الحاد أم المزمن أن يؤدي إلى اضطراب في شوارد الدم وخاصة ارتفاع البوتاسيوم الذي قد يؤدي إلى اضطرابات مميتة في نظم القلب، كما أن تجمع السموم في الدم قد يؤدي إلى التخليط الذهني والوهن وإلى غثيان واقياءات والتهابات في المعدة .

ما طرق العلاج؟

- إن الكشف المبكر يتيح الفرصة للعلاج المبكر وبالتالي الحد من تطور المرض نحو الفشل الكلوي، ففي المراحل المبكرة يجب أولاً معرفة السبب ثم علاجه إن أمكن، ويجب ضبط سكر الدم بشكل ممتاز للأشخاص المصابين بالداء السكري كما يجب ضبط ضغط الدم، كما يعتبر استخدام أدوية ضغط من زمرة مثبطات الانجيوتنسين ذا أهمية بالغة للحد من تطور المرض وخاصة في اعتلال الكلية السكري وأمراض الكلية المترافقة مع بيلة بروتينية، كما ينبغي علاج ارتفاع الكولسترول بشكل فعال ويفضل استخدام الأدوية من زمرة الستاتين في هذه الحالات مع محاولة إنقاص مستوى الكولسترول السيئ إلى دون ،70 كذلك يجب علاج الأمراض المصاحبة للفشل الكلوي مثل فقر الدم وأمراض العظام والأمراض القلبية الوعائية وعند وصول المريض إلى المرحلة الرابعة من المرض فينبغي، تحضيره إلى عملية التنقية الدموية أو زراعة الكلية .

ما أحدث الوسائل المستخدمة في العلاج؟

- عند وصول المريض إلى المرحلة الخامسة من المرض الكلوي المزمن ينبغي إجراء التنقية الدموية إما عن طريق مدخل وعائي (الفستولا) في الطرف العلوي للمريض أو عن طريق جوف البريتوان، كما يمكن في هذه الحالة اللجوء إلى زراعة الكلية، أو في حالة الفشل الكلوي الحاد يحتاج المريض إلى التنقية الدموية التي يمكن أن تكون مؤقتة أو دائمة بحسب السبب الذي أدى إلى الفشل الكلوي الحاد .

متى يتم اللجوء لزراعة الكلية؟

- يتم اللجوء إلى زراعة الكلية عند التأكد من وصول المريض إلى الفشل الكلوي النهائي وغير القابل للتحسن، وعند توفر المتبرع والشروط اللازمة مع عدم وجود مضادات استطباب للزراعة .

ما نسبة نجاح عملية الزراعة؟

- إذا توفرت الشروط اللازمة لزراعة الكلية فإن نسبة نجاح العملية والمرحلة بعد العملية وعلى الأمد البعيد تعتبر مرتفعة، وكذلك فإن نمط حياة المريض الذي أجرى زراعة كلية وبشكل عام هي أفضل من المريض الذي يقوم بإجراء التنقية الدموية وكذلك الحال بالنسبة لمتوسط عمر المريض .

ما المضاعفات التي تترتب على التأخر في زراعة الكلية؟

- يمكن إجراء التنقية الدموية لمريض الفشل الكلوي ريثما تتوفر الشروط لإجراء زراعة الكلية، وإذا لم تتوفر الشروط، فيمكن المتابعة بالتنقية الدموية ولأجل غير محدود ولسنوات عديدة .

ما الشروط التي يجب توفرها في عملية زراعة الكلية؟

- ينبغي إجراء تقييم كامل قبل الزراعة للمستقبل والمتبرع وإجراء تحاليل مخبرية وشعاعية، وإجراء فحوص نمط الأنسجة والتطابق بين المستقبل والمتبرع، وهنالك بعض الأمراض التي تمنع من زراعة الكلية مثل التهابات الكبد الوبائية والايدز والسل والسرطانات والأمراض القلبية والرئوية المتقدمة الدرجة وبعض الأمراض الأخرى .

كيف يتم إجراء الغسيل الكلوي، وشروطه؟

- يتم إجراء غسيل الكلية أو التنقية الدموية إما عن طريق مدخل وعائي في الطرف العلوي للمريض حيث يتم إجراء عمل جراحي يسمى بالفستولا أو مفاغرة الوريد بالشريان في ذراع المريض أو عن طريق قصطرة يتم وضعها في جوف البريتوان في البطن، وفي النوع الأول من الغسيل يتم وصل المريض بجهاز غسيل الكلية عبر ابرتين يتم وضعهما في الفستولا في ذراع المريض ثم عبور دم المريض عبر أنبوب إلى جهاز غسيل الكلية حيث يتبادل دم المريض عبر فلتر مع سائل نقي يسمى بسائل التحال ويتم مرور السموم الموجودة في دم المريض إلى سائل التحال الذي يتم طرحه إلى خارج الجسم ثم عودة الدم النقي عبر أنبوب آخر إلى الفستولا في ذراع المريض ومن ثم إلى جسمه . تكون مدة الجلسة الواحدة نحو 4 ساعات . أما في النوع الثاني من الغسيل الذي يسمى بالتحال البريتواني فيتم وضع سوائل نقية عبر قصطرة دائمة في جوف البريتوان في بطن المريض وإبقاؤه لمدة 6 ساعات تقريباً حيث يعمل غشاء البريتوان الموجود طبيعياً في جسم المريض كفلتر يتبادل عبره دم المريض مع سائل التحال مع خروج السموم من دم المريض إلى سائل التحال الذي يتم إفراغه إلى خارج الجسم بعد انقضاء 6 ساعات ثم تعاد الكرة 4 مرات يومياً .

ما مدى فاعلية عملية غسيل الكلى؟

- تتميز أجهزة غسيل الكلى الحديثة بقدرتها على مراقبة المريض بشكل ممتاز أثناء جلسة الغسيل ما يقلل أو يمنع حدوث الاختلاطات، حيث تستطيع هذه الأجهزة بمراقبة ضغط الدم بشكل متكرر ومراقبة الضغط الشرياني والوريدي داخل الفستولا والتحكم بكمية السوائل التي يتم سحبها والتحكم في تركيز الشوارد ودرجة حرارة الدم العائد إلى المريض وأشياء أخرى كثيرة، كما أن هناك أبحاثاً تجري حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام الطب التجديدي والخلايا الجذعية وقد تمت بنجاح في الفئران زراعة كلية مفرغة من محتواها استخدمت كهيكل خارجي ثم تم حقنها بخلايا جذعية وعائية وكلوية وكانت النتيجة باهرة بالحصول على كلية تعمل بشكل طبيعي أي في المستقبل يمكن الاستفادة من أية كلية حتى لو كانت تالفة واستخدامها كهيكل خارجي ثم حقنها بخلايا جذعية من المريض نفسه ما يقلل من عملية الرفض إن لم نقل بعدم حدوثها مطلقاً .

هل يقوم المستشفى بغسيل كلوي للمصابين بالفشل، وكم عدد الجلسات التي يحتاجها المريض في الشهر، ونسبة المقبلين على غسيل الكلى؟

- يمتلك المستشفى السعودي الألماني بدبي وحدة غسيل كلى مميزة حيث تتم عمليات غسيل الكلى يومياً وهناك حاجة ماسة لمثل هذه الوحدات، نظراً لزيادة عدد المرضى المصابين بالفشل الكلوي، اذ يحتاج المريض المصاب بالفشل الكلوي عادة إلى ثلاث جلسات بالأسبوع الواحد .

هل يصاب المريض بأعراض معينة بعد الغسيل الكلوي؟

- إذا تم إجراء غسيل الكلى ضمن الظروف والشروط اللازمة مع مراقبة المريض بشكل جيد أثناء جلسة الغسيل فعادة لا يصاب المريض بأي أعراض، ويمكن في بعض الأحيان أن تحدث بعض الأعراض نتيجة هبوط ضغط الدم أثناء جلسة الغسيل مثل تقلصات عضلية في الساقين، دوخة، غثيان وإقياء، ولكن سرعان ما تزول هذه الأعراض عند إعطاء بعض السوائل الوريدية للمريض، ويجب عند هؤلاء المرضى أن يتم تعديل كمية السوائل المسحوبة أثناء جلسة الغسيل لمنع حدوث هبوط ضغط الدم مرة ثانية .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"