متابعةجيهان شعيب
يأتي المرسوم الأميري من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بإنشاء مؤسسة خاصة للأعمال الإنسانية في الإمارة، بمسمى مؤسسة خالد بن سلطان بن محمد القاسمي، استكمالاً ومواصلة لمسيرة الخير والإنسانية التي تشهدها الإمارة على يد سموه، وتخليداً للذكرى العطرة للشيخ خالد القاسمي «رحمه الله».
وحين النظر في جوانب العطاءات والمكرمات الإنسانية لسموه على مدار السنوات، تتأتى كلمات سموه حين إعلانه منذ أيام عن مشاريع تطويرية جديدة في مدن المنطقة الشرقية.
وإذا وقفنا على غيض من فيض يصعب حصره، من إنسانية سموه التي تتجلى في الكثير غير المتناهي من المبادرات نجد إعلان سموه الشهر الماضي عن إنشاء أربعة مستشفيات متخصصة في مناطق الشارقة المختلفة في كل من دبا الحصن، وخورفكان، وكلباء، والذيد في العام المقبل.
مبادرات لا تنسى
وفي استرجاع لمبادرات سامية أخرى ذات خصوصية في جوانب الإنسانية التي ترفل فيها، يتأتى أطلاق سموه عام 2012 لبرنامج «مبرة» لاستقبال المكالمات من المواطنين الذين لديهم مشكلات خاصة، ولا يستطيعون البوح بها عبر برنامج «الخط المباشر»، ولمن لا يستطيعون التواصل مع البرنامج، وللفئة المتعففة التي لا تبوح باحتياجاتها.
وعلى صعيد آخر كان سموه وجه هيئة كهرباء ومياه الشارقة ممثلة بمصنع زلال في سبتمبر2012 بتوفير مياه معدنية مجاناً للمدارس الحكومية في الإمارة.
وفي مستهل 2012 أيضاً أمر سموه بصرف مكافأة شهرية للباحثين والباحثات عن عمل المنتسبين إلى دائرة الموارد البشرية بالشارقة، خلال فترة التدريب العملي، حيث أمر سموه بتخصيص ميزانية مفتوحة لأبنائه الباحثين والباحثات عن عمل من خلال صرف مبلغ قدره 2000 درهم شهريا لمدة ثلاثة أشهر خلال التدريب الميداني لهم.
ذوو الإعاقة
تتجلى إنسانية صاحب السمو حاكم الشارقة رفيعة المستوى في مبادرة سموه عام 2015 بتغطية ذوي الإعاقة بمظلة التأمين الصحي، من خلال أمر سموه بتسجيل جميع مواطني إمارة الشارقة، ذوي الإعاقة، في دائرة الخدمات الاجتماعية في الإمارة، وتوفير التأمين الصحي لهم، وبناء على توجيهات سموه تمّ منح بطاقات التأمين الصحي لذوي الإعاقة من مواطني الإمارة، لتلقي خدمات الرعاية الصحية مجاناً في مستشفى الجامعة بالشارقة، أسوة بكبار السن، فيما كان سموه اعتمد قرار شمولية التأمين الصحي للأشخاص لمن هم في عمر 55 عاماً فما فوق من المستفيدين من مساعدات دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، كما اعتمد سموه شمولية التأمين الصحي لمواطني إمارة الشارقة لمن هم في عمر 65 عاماً فما فوق.
والإنسانية لا تتجزأ لدى سموه وقرينته سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، حيث ترد كلماتها في كل ما قدمته وتقدمه يداها من خير داخل وخارج الإمارة في قول سموها: «إن كل المؤسسات المجتمعية والإنسانية في إمارة الشارقة، تسعى لمساعدة الأفراد الذين لا حول لهم ولا قوة، ويقعون ضحايا المشكلات والحروب والدمار في العالم، هؤلاء يحتاجون منا إلى كل عون».
أحدث المكرمات
عن أحدث المكرمات الإنسانية لسموه، «مؤسسة خالد بن سلطان بن محمد القاسمي للأعمال الإنسانية»، قال محمد عبيد الشامسي مدير عام صندوق الضمان الاجتماعي في الشارقة: الشيخ خالد بن سلطان رحمه الله تعالى، بذل الكثير من الوقت والجهد في سبيل الخير، وكان رجلاً صادقاً مع نفسه، متسامياً عن الأهداف التي يسعى الكثيرون لنيْلها، معطاء بلا حدود، لذا جاءت مؤسسة خالد بن سلطان القاسمي للأعمال الخيرية كمبادرة من صاحب السمو حاكم الشارقة لتخليد ذكرى نجله الراحل خالد بن سلطان القاسمي، والتي تعنى بالمشاريع الخيرية غير الربحية.
ومن خلال علاقتي الوثيقة بالراحل، والتي تمتد إلى مقاعد الدراسة وسنوات الطفولة والشباب، فقد عرفته قلباً عامراً بالعطاء للجميع، تمتد مواقفه الإنسانية إلى خارج حدود الوطن، فلم يكن يوماً رجل أقوال، ولكن أفعال وأعمال.
باب جديد
وقال د. ماجد بوشليبي أمين عام المنتدى الإسلامي في الشارقة: كتب المولى على عباده ما كتب، وأمضى مشيئته، والمؤسسة الخيرية التي أعلن عنها صاحب السمو حاكم الشارقة ليكتب أثرها للمغفور له بإذنه تعالى الشيخ خالد القاسمي إنما هي باب جديد من أبواب الإنسانية، التي جعل فيها من تلك المحنة منحة خير يرأف بها قلوب من هم في حاجة، وعمل يصل ثوابه، ودعاء يرتفع كسنابل خير مثمرة، يستجيب بهم من فضل الله لحاجات عباده، ويفتح نعما ويغيث محتاجا، أولئك يحتسب عن طريقهم الخير، ويُعرف أنهم أهله يفك بهم عسر المعسر، وكرب المحتاج، لا يغيبون من دعاء الناس لهم، وهذه المؤسسة قد تركت في ذلك الأمر برا مفتوحا، ونهرا بإذن الله جاريا، نسأل الله أن يكتب ثوابها لمن أوقفت له، ولمن عمل بها صالحا.
تجسد الرحمة
وقال خالد الغيلي عضو لجنة الأسرة في «استشاري» الشارقة: مكرمة سامية، قمة في الإنسانية، تفتح أبوابا متسعة للخير، وتجسد الرحمة، وتعكس الرأفة والخلق الطيب الرحيم لصاحب السمو حاكم الشارقة، فضلا عن دورها في تخليد الذكرى العطرة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خالد بن سلطان بن محمد القاسمي رحمه الله، وتبقى شاهدة عليه، وعلى أعماله الباقية، فيما تتوالى على الدوام المبادرات الإنسانية لسموه، التي تعزز قيم الإنسانية، والسمو والرقي.