عادي
المشروع بطول 89 كم ويتضمن 5 أنفاق بإجمالي 6700 متر

سلطان يفتتح طريق خورفكان الجديد بـ 5.5 مليار

04:46 صباحا
قراءة 7 دقائق
الشارقة: «الخليج»

افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، صباح أمس، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، المرحلة الأولى من طريق خورفكان، والبالغ طوله 89 كيلومتراً، بتكلفة إجمالية بلغت 5 مليارات و500 مليون درهم.
ويعد طريق خورفكان من أضخم المشاريع الحيوية والتنموية، التي تبنتها إمارة الشارقة، وسيخدم شريحة كبيرة من أفراد المجتمع، وسيربط مدينة خورفكان بمدينة الشارقة بصورة مباشرة، ما ينعكس بصورة إيجابية على سهولة التنقل والنمو الاقتصادي، إضافة إلى إسهامه بقفزة عالية في تطوير المناطق المجاورة الواقعة على امتداد هذا الطريق.
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة، أن المواطن وأمنه وسلامته في مقدمة أولوياته، فمن أجله سخرت الإمارة كافة إمكاناتها في إنشاء الطرق، وإقامة المشاريع الحيوية؛ ومنها طريق خورفكان الجديد؛ حيث كان أهالي شيص بحاجة ملحة لطريق يخدمهم، ورغم التكلفة الكبيرة للمشروع، وصعوبة العمل فيه؛ كونه في منطقة جبلية شاهقة ووعرة؛ لكن وضعنا هدفاً أساسياً هو خدمة المواطن والمقيم.
وبارك صاحب السمو حاكم الشارقة لأهالي المنطقة وزوارها والسياح من إمارة الشارقة وخارجها على افتتاح المرحلة الأولى من طريق خورفكان، وتحدث عن بدايات التأسيس لمرحلة إنشاء هذا الطريق، قائلاً: «منذ ما يقارب من 14 سنة، كنتُ هنا في شيص، وكانت المعاناة كبيرة لأهل شيص؛ لأنهم كانوا ينقلون مرضاهم، ولا يستطيعون الوصول إلى المدن أو المستشفيات، إلى جانب عدم توفر الخدمات، وكنت أصلُ إلى هذا المكان دائماً؛ حيث كانت لي زيارة مرة في كل سنة، وكان والي منطقة شيص خميس النقبي- الله يعطيه الصحة والعافية - معنا دوماً، وكانت القرية على الجبل، وكنا نتسلق الأحجار الكبيرة المهتزة، فقلت لخميس النقبي: سوف نبني سلالم هنا حتى يسهل عليكم وعلينا الوصول إلى القرية في قمة الجبل، فرحب بفكرة صاحب السمو حاكم الشارقة وقال: لعله خير».
ومضى سموه في حديثه عن بداية فكرة إنشاء طريق خور فكان الجديد قائلاً:«قلت له (والي شيص)، المرة المقبلة لن آتيك من الطريق المعروف؛ بل سآتيك من هذا الجبل، فقال والي شيص: يا شيخ سلطان، لم يمرّ أحدٌ من هنا من قبل، وما وطئت أقدام البشر هذا الجبل من قبل. فقلت: بإذن الله وبقدرته سوف ننجح، ولو شققنا الطرق في الجبال التي تفصل شيص عن باقي المناطق، سنكون قد وصلنا إلى خورفكان، فأجابه والي شيص: ستكون تكلفة عالية، فقلت: مهما كانت التكلفة، والله لو وضعنا كل ميزانية الشارقة».
وتحدث سموه عن الصعوبات، التي واجهت فكرة طريق خورفكان الجديد، والتي صاحبها تردد من شركات البناء لتنفيذ المشروع نسبةً لوعورة المنطقة، وصعوبة إنشاء أنفاق في وسط الجبال، فكانت إرادة وتحدي سموه؛ الدافع الأكبر لإقامة هذا المشروع، وقال سموه:
«منذ عامين، ونحن نتردد على هذا المكان سواء كان من ناحية خورفكان أو من ناحية شيص، والمهندسون يترددون في الإقدام على البدء، ويقولون: هذا المشروع مستحيل، كل شيء ممكن إلا هذا الجبل، فقلت لهم: هذا الجبل أعرفه جيداً، يتحداني من الأرض، ويتحداني من السماء. فخلال زياراتي السابقة عدة مرات، كنت آتي بطائرة مروحية تابعة لوزارة الداخلية، حتى إذا وصلنا إلى هذا الجبل، كان يمنعني من العبور، فتأتي رياحٌ قوية تدفع الطائرة إلى الأعلى، هذا الجبل بيني وبينه تحدٍ».
واستكمل سموه حديثه قائلاً: «بعد دراسة لمدة عامين كاملين، جال فيها المهندسون المكان كثيراً من كل الجهات، من الأرض ومن الجو، استقر الرأي على أن نبدأ في المشروع، وكانت التكلفة عالية، وتوكلنا على الله في ذلك وبدأنا».
وأشار سموه إلى طريق خورفكان الجديد وأهميته؛ رغم الصعوبات، التي واجهت العاملين والمهندسين في المشروع من حفر وبناء الأنفاق في الجبال الشاهقة؛ حيث تم بناء أطول نفق جبلي في منطقة الشرق الأوسط، والبالغ 2700 متر؛ لكن في المقابل سيقدم خدمات جليلة لأهالي شيص والمناطق التي حولها ومدينة خورفكان.
وثمّن سموه جهود العاملين والشركات القائمة على المشروع، الذي يعد باكورة تعاون بين مؤسسات الإمارة والشركات العاملة في المشروع، قائلاً سموه: «هذا الطريق الذي بدأناه ليس بهمتنا نحن فقط، أود أن أقول للناس، من يسمعني، أو يشاهدني أو هو حاضرٌ هنا الآن، تطورنا وتقدمنا ليس عن طريقنا فقط؛ بل شاركونا فيه أناسٌ يخدمون ويعملون على المواقع وسط الجبال، بالله عليكم.. من يعمل في هذه الجبال؟ من يعمل في هذه الأنفاق؟ هؤلاء أشخاص سخرهم لنا الله- سبحانه وتعالى-، يقدمون لنا هذه الخدمات. صحيح هم يعملون للقمة العيش، ولكن نقول لهم: وما جزاء الإحسان إلا الإحسان».
وأعلن سموه عن مكرمة جديدة للعاملين في حكومة الشارقة من غير المواطنين؛ حيث أمر بزيادة 10% على مرتباتهم، على أن تبدأ بأثر رجعي من الأول من يناير/‏‏كانون الثاني 2018.
وكشف سموه عن عدد من المشاريع التطويرية والحيوية، التي تخدم أهالي خورفكان، والتي من المتوقع أن يتم الانتهاء منها مع نهاية السنة، وتتضمن مشروعات الواجهة البحرية، وتطوير كورنيش خورفكان، وشاطئ اللؤلؤية، والزبارة.
وأشار سموه إلى أن الإمارة سخرت كافة الإمكانات؛ لخدمة المواطنين وإسعادهم؛ حيث أمر سموه بتكفل حكومة الشارقة بدفع قيمة الإيجار السنوي للمواطنين القاطنين في منازل أو شقق إيجار في منطقة خورفكان، والبالغ عددهم 300، من المستحقين لمنح من حكومة الشارقة؛ وذلك حتى استلام منازلهم من الحكومة.
وبيّن سموه أن الإحصاءات، التي وصلته عن أهالي خورفكان تشير إلى أن عدد السكان القاطنين على أرض خورفكان يبلغ 21 ألفاً و500 فرد، وعدد الأسر 3 آلاف و300 شخص، ونسبة الذكور والإناث متساوية 50%، ويبلغ عدد المتعلمين من أهالي خور فكان 1158 خريجاً؛ حيث يحملون شهادات الدبلوم والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
وتطرق سموه إلى رغبته وأمله في حل المشكلات، التي تشغل بال أهالي خورفكان، واعداً سموه بالعمل على حل هذه المشكلات، ووضع الحلول المناسبة؛ ومن هذه المشكلات: عزوف الشباب والبنات عن الزواج، والتهرب من الدراسة، والصعوبات التي يواجهها الأهالي في تربية الأطفال المرضى أو المعاقين، مقدراً سموه جهودهم الكبيرة في الإسهام في دمجهم في المجتمع، إضافة إلى فئات المجتمع من الأيتام، التي تحتاج إلى رعاية وعناية خاصة.
وكشف سموه عن إقامة احتفال كل عام بيوم يُسمى «عيد خورفكان»؛ بمناسبة افتتاح هذا الطريق، وافتتاح مؤسسات ومرافق عامة، وهناك مفاجآت لأهل خورفكان سيتم الإعلان عنها نهاية العام بإذن الله.
واستهل صاحب السمو حاكم الشارقة، جولته بتدشين المرحلة الأولى من المشروع، وكانت البداية في منطقة الطي؛ حيث كان في استقبال سموه، المهندسون والمسؤولون عن المشروع؛ حيث أزاح سموه الستار؛ إيذاناً بالافتتاح.
ويمتد القسم الأول من طريق خورفكان الجديد لمسافة 65 كيلومتراً، يتخللهما مساران مزدوجان، و6 تقاطعات و8ممرات سفلية، ما يسهل حركة المرور والدوران والعودة بسهولة، ويساهم في ربط المناطق الواقعة على الطريق كافة مع بعضها، ويسهل التواصل الاجتماعي والتجاري بينها.
ويتمتع الطريق بكامل التجهيزات اللازمة من الإنارة والإضاءة الأرضية للشارع، وتم رفع مستوى الأمان للطريق؛ من خلال الحواجز المعدنية الوسطية، التي تحد من الكثبان الرملية، إلى جانب سياج محكم، وفق أعلى درجات السلامة على جانبي الطريق؛ لمنع دخول الجمال السائبة والحيوانات، إضافة إلى تشجير جانبي الطريق، ما يقلل من نسبة عبور الرمال المتحركة من الصحراء المحيطة إلى الطريق.
لينطلق بعدها موكب صاحب السمو حاكم الشارقة على طريق خورفكان الجديد، وتوقف سموه في ميدان وشاح بمدينة الذيد؛ حيث استُقبل سموه لدى وصوله بفرحة غامرة من الأهالي، الذي أعربوا عن سعادتهم بهذا المشروع الضخم، والذي سيكون شرياناً حيوياً مهماً يربط بين مدن ومناطق الإمارة.
ثم توجه صاحب السمو حاكم الشارقة إلى جسر دفتا، واستُقبل سموه لدى وصوله بالحفاوة والترحيب، وقدم أهلي المنطقة عدداً من الأهازيج والأغاني الشعبية؛ تعبيراً عن فرحتهم بهذه الزيارة الغالية، متبادلين التهاني والتبريكات بهذا المشروع، وأزاح سموه الستار؛ إيذاناً بتدشين جسر دفتا، الذي يربط دفتا بمنطقة شيص.
وتوقف سموه في منطقة شيص؛ حيث التقى سموه أعيان وأهالي المنطقة، واستمع إلى انطباعاتهم حول المشروع، شاكرين حرص سموه على كل ما من شأنه خدمة المواطن والحفاظ على سلامته.
ويمتد القسم الثاني لطريق خورفكان الجديد لمسافة 24 كيلومتراً، ويتكون من مسارين مزدوجين مع خمسة أنفاق تبلغ 6.7 كيلومترات من إجمالي طول الطريق، ويتكون من خمسة أنفاق مزدوجة بمسارين لكلٍ منها؛ وهي: نفق الروع، ويمر عبر جبل الروع ويمتد لمسافة 1300متر، ونفق الغزيّر ويمر عبر جبل الغزّير ويمتد لمسافة 900متر، ونفق السدرة بطول 2700 متر، ونفق الساحة ويمتد لمسافة 300 متر، ونفق الشقب ويمتد بطول 1500متر.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة، بضغط على زر التفجير للجزء المغلق المتبقي من نفق السدرة؛ إيذاناً بالتدشين للنفق، الذي يعد الأطول في الشرق الأوسط؛ ليشهد سموه بعدها اللحظة التاريخية، التي جمعت أهالي شيص يتقدمهم خميس محمد النقبي والي شيص، بأهالي خورفكان، ويتقدمهم خلف محمد الوالي والي وادي شي، وتبادلوا التهاني والتبريكات، معربين عن شكرهم وتقديرهم الكبير لصاحب السمو حاكم الشارقة، الذي جعل جل اهتمامه المواطن.
ويمر طريق خورفكان الجديد وسط مناطق طبيعية متنوعة، يجعل الرحلة فيه فرصة لمطالعة الطبيعة الساحرة على جانبيه؛ حيث وجه سموه بالمحافظة على المناطق التاريخية وإعادة إحيائها والاهتمام بها؛ لتكون جزءاً سياحياً في المناطق، التي يمر بها الطريق. وينقسم الطريق إلى قسمين، يمر القسم الأول عبر الصحاري والسهول الحصوية وعبر الجبال، بينما يمتد القسم الثاني بالكامل عبر الجبال.
رافق سموه، خلال افتتاحه وجولته، الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبد الله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة خورفكان، والشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة كلباء، وعبدالرحمن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، والدكتور عبدالله بلحيف النعيمي وزير تطوير البنية التحتية، والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، والفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية.
كما رافق سموه أيضاً خولة عبدالرحمن الملا رئيسة المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وسالم علي المهيري رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، واللواء سيف محمد الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، والدكتور طارق سلطان بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية، وخميس بن سالم السويدي رئيس دائرة شؤون الضواحي والقرى، والمهندس صلاح بن بطي المهيري المستشار في دائرة التخطيط والمساحة، والمهندس علي سعيد بن شاهين السويدي رئيس دائرة الأشغال، والمهندس خليفة مصبح الطنيجي رئيس دائرة الإسكان، والمهندس خالد بن بطي المهيري رئيس دائرة التخطيط والمساحة، وهنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، وعلي بن سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، وسالم بن محمد النقبي رئيس دائرة شؤون البلديات والزراعة والثروة الحيوانية، والمهندس يوسف بن صالح السويجي رئيس هيئة الطرق والمواصلات، وخالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وعبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، إلى جانب كبار المسؤولين في الدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية، وكوكبة من ممثلي وسائل الإعلام المحلية.

973bcb60-e4f5-4093-9d83-aca04f017470.jpg
 
39a392dc-ae08-4481-98b8-1cd1a5a0f2af.jpg

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"