عادي
حضر في بكين الجلسة الافتتاحية لمنتدى «الحزام والطريق» بمشاركة زعماء العالم

محمد بن راشد: الإمارات محطة حيوية على طريق الحرير

05:21 صباحا
قراءة 7 دقائق
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات تلعب دوراً محورياً ومؤثراً في تعزيز التعاون الدولي وتوثيق روابط المنطقة مع العالم، بما لها من مكانة وعلاقات متميزة تجمعها بمختلف الدول الشقيقة والصديقة، مشيراً سموه إلى حرص الدولة على تعزيز أطر شراكاتها العالمية في شتى المجالات، تأكيداً لنهج الإمارات المنفتح على العالم وثقافاته، وسعيها الدائم لبناء المزيد من جسور التواصل الإيجابي والعمل المشترك نحو ترسيخ مقومات التنمية المستدامة لضمان الاستقرار والتقدم لشعوب المنطقة والعالم.
جاء ذلك بمناسبة حضور صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي«رعاه الله»، الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية لمنتدى «الحزام والطريق للتعاون الدولي» الذي انطلقت أعماله أمس (الجمعة) في العاصمة الصينية بكين تحت شعار «التعاون بين الحزام والطريق.. تشكيل مستقبل مشترك أكثر إشراقاً» بمشاركة نحو 40 من رؤساء الدول والحكومات ووفود حوالي 150 دولة ومنظمة دولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي وغيرها من الجهات التي تشملها المبادرة التي أطلقها شي جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية في العام 2013.
نوّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بعمق العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين دولة الإمارات والصين في مختلف المجالات، وتوافق الرؤى بينهما حول مختلف الملفات والقضايا الدولية الراهنة، مشيراً سموه إلى أن دولة الإمارات تجمعها اليوم بالصين اتفاقيات اقتصادية وتجارية، بالإضافة إلى العلاقات الثقافية والاجتماعية بين الشعبين الصديقين.
وأشاد صاحب السمو بأهمية الأهداف التي تسعى مبادرة الحزام والطريق إلى تحقيقها، مثمّناً مردودها الإيجابي في دفع علاقات التعاون بين عشرات الدول في قارات العالم الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا، إحياءً لفكرة طريق الحرير التاريخي.
وقال سموه: «دولتنا شريك في بناء مشروع الحزام والطريق... وأهدافه تتوافق مع رؤيتنا وخططنا للمستقبل... ولدينا من المقومات ما يؤهلنا للقيام بدور رئيسي في إنجاح أهدافه من موقع استراتيجي وقدرات لوجستية وبنى تحتية وتاريخ طويل كمركز محوري لحركة التجارة العالمية.. نتطلع للتعاون مع كافة الأطراف في إنجاح هذا المشروع العالمي الواعد بكل ما يمهد له من فرص».
وأضاف سموه: «الاقتصاد العالمي قائم على الفرص المشتركة، بما يستدعيه ذلك من تضافر الجهود نحو توسيع الشراكات الدولية وتعزيز التدفقات التجارية وتحفيز القدرات الاستثمارية للدول... منطقتنا العربية لها أهميتها على خارطة العالم الاقتصادية، وهي حافلة بالفرص رغم ما يحيط بها من تحديات نثق في قدرتها على تجاوزها لبدء مرحلة جديدة من النمو والازدهار».
واختتم سموه بالقول: «التعاون الاقتصادي الإماراتي الصيني في ازدهار... وهناك اتفاق كامل على أهمية توسيع دائرته وتعميق مردوده الإيجابي... حريصون على تعزيز مكانة الإمارات ضمن مختلف المشاريع الدولية التي تخدم مصالحنا ودول المنطقة، وتعود بالخير والنماء على شعوب العالم».
وغرد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على «تويتر»: «حضرت الجلسة الافتتاحية لقمة الحزام والطريق للتعاون الدولي.. العالم بحاجة لمبادرات اقتصادية كبرى بهذا الحجم لتسريع النمو الاقتصادي العالمي.. هذه القمة تؤكد أن العولمة الاقتصادية هي الطريق الأمثل لترسيخ نمو مستدام في الاقتصاد الدولي».
وقد استمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والوفد المرافق لسموه، للكلمة الافتتاحية لمنتدى الحزام والطريق والتي ألقاها الرئيس شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية ورحب فيها بالقادة والزعماء الحضور والوفود المشاركة من مختلف أنحاء العالم، مؤكداً أن المبادرة تسير نحو تحقيق أهدافها في ضوء النتائج المشجعة التي حققتها الصين في تعاونها مع الدول الشريكة في تنفيذ المبادرة خلال الفترة الماضية ومنذ إطلاقها في العام 2013.
كما تضمنت الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، كلمات ألقاها عدد من رؤساء وقادة الدول الذين أشادوا برؤية الصين بما يتعلق بتنمية الاقتصاد العالمي، وما تتسم به من انفتاح ورغبة في مشاركة الفرص على أساس متوازن يكفل دفع معدلات التنمية المستدامة على مستوى الدول التي تشملها المبادرة والمنتشرة عبر قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، معربين عن عزم دولهم التعاون مع الصين في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمبادرة بما يعود بالنفع على الجميع.
ويترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الوفد الإماراتي الرسمي رفيع المستوى، المشارك في أعمال منتدى الحزام والطريق في بكين والذي يضم: سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومحمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وسلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد، والدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، وريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، والدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، وزير دولة، وخلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار، وخليفة سعيد سليمان، مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، والدكتور علي عبيد الظاهري، سفير الدولة لدى جمهورية الصين الشعبية.
وتهدف الدورة الثانية للمنتدى، إلى دعم فرص النهوض بالتعاون الدولي وتنويع مساراته لاسيما على الصعيد الاقتصادي في إطار مبادرة «الحزام والطريق» الرامية إلى إحياء «طريق الحرير» التاريخي الذي ربط الصين بمناطق عدة حول العالم وكان له أثر إيجابي أسهم في دعم العديد من الحضارات القديمة امتداداً من آسيا شرقاً وحتى أوروبا غرباً.
وتسعى المبادرة إلى خلق مناخ اقتصادي عالمي جديد يقوم على مبدأ الشراكة المتوازنة والتضمين ويدفع بالعولمة إلى آفاق أكثر انفتاحاً مع مراعاة ضمان النجاح لكافة الأطراف وبما يتواكب مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة للعام 2030، فضلاً عن توفير مساحات جديدة للتقارب والتعاون بين دول العالم شرقاً وغرباً.
وأظهر تقرير أعده مكتب المجموعة القيادية لدعم مبادرة الحزام والطريق، بعنوان «مبادرة الحزام والطريق: التقدم والإسهامات والآفاق» أن المبادرة كان لها أثرها في استحداث محركات نمو جديدة لتسريع وتيرة التطوير في الدول المشاركة من خلال إنشاء سلاسل للصناعة والتوريدات والخدمات، وأوضح التقرير أنه خلال خمس سنوات وتحديداً من العام 2013 إلى العام 2018، وصل حجم الاستثمار الصيني المباشر في الدول المشاركة في المبادرة، إلى أكثر من 90 مليار دولار أمريكي، مولداً إيرادات بلغت 400 مليار دولار.
وفي عام 2018، سجلت الشركات الصينية ما إجماليه 15.6 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات المباشرة غير المالية بالدول المشاركة، بزيادة 8.9 في المئة على أساس سنوي، ما مثل 13 في المئة من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر غير المالي في الصين خلال نفس الفترة، وأورد التقرير ما جاء في دراسة أجراها البنك الدولي، عن أن شبكة النقل التي اقترحتها المبادرة يمكن أن تؤدي إلى زيادة بنسبة 4.97 في المئة في إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الدول المشاركة، كما أشار البنك الدولي وغيره من المؤسسات الدولية أن التعاون ضمن الحزام والطريق، سيخفض كلفة التجارة العالمية بنسبة تتراوح من 1.1% إلى 2.2%، وسيسهم في دعم النمو الاقتصادي العالمي لنسبة متوقع لها ألا تقل عن 0.1% خلال عام 2019.
وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، وصل عدد اتفاقيات التعاون التي وقعتها الصين إلى 173 اتفاقية مع 125 دولة و29 منظمة دولية بنهاية مارس 2019، بينما تسعى المبادرة إلى تعزيز ترابط البنى التحتية، حيث تربط ستة ممرات اقتصادية رئيسية بين الدائرتين الاقتصاديتين الآسيوية والأوروبية، مع استهداف تعزيز التدفقات التجارية دون عوائق، إذ تبلورت شبكة من مناطق التجارة الحرة، بتجارة بين الصين ودول الحزام والطريق الأخرى وصل حجمها إلى 1.3 تريليون دولار أمريكي في 2018، بزيادة 16.4 في المئة على أساس سنوي، فيما تهدف المبادرة وفقاً للصين إلى تلبية مطلب المجتمع الدولي بنظام حوكمة عالمية يتميز بالنزاهة والمساواة والانفتاح والشمول.

بينج: سنواصل السير في طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية

أكد الرئيس الصيني شي جين بينج، في افتتاح الدورة الثانية لمنتدى قمة «الحزام والطريق»، أن بلاده ستواصل السير في طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بخطوات واسعة، والتمسك بالإصلاح العميق والشامل والتنمية العالية الجودة، وتوسيع الانفتاح على الخارج عن طريق التنمية السلمية، بما يدفع إلى إقامة مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.
وقال إن الصين ستعمل في المرحلة التالية على تسهيل دخول الاستثمار الأجنبي إلى السوق الصينية، وتعزيز التعاون الدولي بشأن حماية حقوق الملكية الفكرية، وتوسيع استيراد السلع والخدمات الأجنبية، وتعزيز تنسيق السياسات الاقتصادية مع الدول الأخرى، وإيلاء المزيد من الاهتمام للانفتاح على العالم الخارجي، داعياً المشاركين في مبادرة الحزام والطريق إلى مواصلة دفع المبادرة باستمرار نحو مسار التنمية عالية الجودة.
وأكد أهمية التمسك بمبدأ التشاور الشامل، والبناء المشترك، والمنافع المشتركة، وضرورة الالتزام بالمناهج المنفتحة، والخضراء، والنزيهة.
كما طرح الخطوات التي ستتبعها بلاده مستقبلاً، لدفع بناء الحزام والطريق جنباً إلى جنب مع شركائها في المبادرة.. وقال إن الصين ستجري مفاوضات وتوقع اتفاقيات تجارة حرة عالية المستوى مع المزيد من الدول.
وأضاف «شي» أن ما إجماليه 10 آلاف مندوب من الأحزاب السياسية والمؤسسات البحثية والمنظمات غير الحكومية من الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق سيتم دعوتهم إلى الصين لمزيد من التنسيق وتبادل الخبرات في السنوات الخمس المقبلة.

(وام)

بوتين: العلاقات الاقتصادية الروسية الصينية وصلت لمستوى غير مسبوق

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن العلاقات الاقتصادية بين بلاده والصين تطورت بنجاح أكبر من المخطط لها، ليتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام المنصرم ال108 مليارات دولار.
جاءت تصريحات الرئيس الروسي بعد لقائه نظيره الصيني شي جين بينج، على هامش منتدى «الحزام والطريق» المنعقد في الصين، حسبما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية.
وأضاف بوتين: «لقد وصل تعاوننا إلى مستوى غير مسبوق، ليصبح مثالاً على كيفية بناء العلاقات الحكومية الدولية في العالم الحديث».
وأشار إلى أن مسؤولي البلدين وضعا سقفاً لحجم التبادل ليصل إلى 100 مليار دولار، إلا أنه وصل إلى 108 مليارات دولار، مرتفعاً بنسبة 24.5%.
بدوره، رحب وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير بإعلان الرئيس الصيني شي جين بينج عن مزيد من الانفتاح في السياسة الاقتصادية.
وفي المقابل، أوضح ألتماير، أمس، في بكين على هامش قمة «طريق الحرير الجديد» أنه يرى أن الصين ملزمة الآن بتطبيق إصلاحات، وقال: «المهم بالنسبة إلي أن الرئيس الصيني قدم اليوم على نحو واضح اعترافاً بالتجارة العالمية الحرة والتعددية والاستدامة... سنأخذ هذه الوعود على محمل الجد»، مضيفاً أن بلاده ستقدم أيضاً مقترحات لتطبيقها.
ووصف ألتماير تصريحات الرئيس الصيني بأنها «مشجعة للغاية»، مضيفاً أنه إذا تم تطبيق تعهدات الرئيس تدريجياً، فستكون هناك فرصة لوضع أطر مستقرة لمزيد من التنمية للاقتصاد العالمي مع فرص للنمو.
وأكد الوزير أن الهدف يتعين أن يكون ممارسة تجارة حرة ونزيهة على أساس شروط منافسة متساوية، والتزام بحماية المناخ وحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن الصين لم تضمن حتى الآن على نحو كاف حماية الملكية الفكرية.
وقال ألتماير إن الصين شريك ومنافس في الوقت نفسه، مؤكداً ضرورة أن يضع الاتحاد الأوروبي استراتيجية تصنيع خاصة به في ظل تزايد منافسة الشركات الصينية.
من جهته، قال وزير المالية البريطاني فيليب هاموند، إن بلاده ملتزمة بالمساعدة على تحقيق إمكانات مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"