جدل بيزنطي

06:00 صباحا
قراءة دقيقتين

حملت الجولة الرابعة من دوري اتصالات للمحترفين تغييرا في جدولة الترتيب في القمة والوسط، وكان العين والاهلي أبرز المستفيدين من نتائجها، عندما صعد الزعيم للمرة الأولى الى الصدارة منفردا، واستعاد الفرسان موقعهم الريادي من خلال الوصافة التي جاءت بعد مرحلة ضبابية عاشها الأحمر وتخللها تشكيك فني ونفسي بقدرته على صناعة معادلة تنافسية مساوية لقدرات الثلاثي العين والجزيرة والوحدة الذين تصدروا قائمة الترشيحات نظير عروضهم في الجولات الثلاث الأولى.

وفي جولة اعادة الحسابات، حقق الشعب فوزه الأول على حساب الوحدة وسقط الشارقة أمام عجمان وحقق النصر انتصارا كاسحا على الظفرة، وهي عناوين لم تكن متوقعة قبل انطلاق الجولة، الا أن دورينا أثبت مرة أخرى انه بطولة اللامنطق ومايسري على جولة ليس بالضرورة أن يستمر في جولات أخرى، وهذه مشكلة أكثر مما هي ميزة، على اعتبار أن التذبذب في المستوى له تبعات فنية لاتصب أبدا في صالح اللاعب الاماراتي وفي النقلة الاحترافية النوعية المتوقعة بعد انتهاء عصر الهواية .

وبعيدا عن المنافسة وتوزيع فرقها، أفرزت الجولة أكثر من حالة كان لها تداعيات وأشبعت كلاما وتحليلا،ومن أهمها النقاش حول تراجع مستوى لاعب الوحدة محمد الشحي، وانتقاد الخشونة التي تعرض لها ساحر العين الجديد التشيلي خورخي فالديفيا في مباراة الشباب، والحديث القديم الجديد عن العامل النفسي والغذائي لدى اللاعبين وتأثير ذلك على ادائهم خلال المباريات.

في حالة الشحي خرج البعض ليكتشف البارود بعد طول عناء، معللا تراجع مستواه الى بنيته الجسمانية الهزيلة، ومشبعا رأيه بنظريات عن الكريات الحمراء والبيضاء والهرمونات وغيرها، ليتوصل أخيرا الى نتيجة بأن الشحي وفي ظل غياب الأمن الغذائي عنده لايستطيع الأداء لأكثر من شوط واحد.

لانعرف من أين أتى صاحب هذا الرأي بنظريته، مع ان الشحي بجسده الهزيل هذا،هو نفسه من نال لقب أفضل لاعب في الامارات الموسم الماضي ومن قارع أقوى المدافعين في دورينا وفي آسيا خلال المشاركة مع ناديه الوحدة أو المنتخب، ومن كان أفضل اللاعبين في مراحل الناشئين، ومسألة تراجع مستواه طبيعية كلاعب مهاجم وهي تصادف لاعبين كثراً قد يفوقونه نجومية.

وخرج آخرون لينتقدوا الخشونة التي يواجه بها الخصوم لاعب العين فالديفيا متحججين بسعره القياسي، وكأن سعره يؤمن له حماية خاصة، متناسين ان امتلاك اللاعب لمهارات استثنائية هو الذي يفرض هذا الواقع، كما كان يحصل مع مارادونا سابقا وميسي ورونالدينيو حاليا، والموهبة والخشونة لايمكن أن ينفصلا.

أما السالفة الثالثة فهي موجة الحديث عن الطبيب النفسي والخبير الغذائي التي أصبحت موضة، وهي وظيفة على أهميتها في الفرق والمنتخبات الأوروبية، فهي في فرقنا العربية مثل حكاية الطبيب الذي أراد معالجة مجنون فأصبح أكثر جنونا منه، حيث انه بمجرد ان تحدث ميتسو عن عدم اتزان اللاعبين المعنوي بعد مباراة السعودية، بدأت حملات لتعيين طبيب نفسي وآخر غذائي وفي عهدهما خسرنا بالاربعة بعدما كنا سقطنا بثنائية قبلهما.

خارج الخطوط

عندما يصبح الجدل من أجل الكلام وتعبئة الوقت، يصبح بيزنطيا وأشبه ب حوار الطرشان.

معن خليل

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"