عادي

إريك فروم.. الطريق إلى الحرية بغير عزلة

03:45 صباحا
قراءة دقيقتين
تعتبر كلمة الاغتراب من أكثر الكلمات تداولًا في الكتابات التي تعالج مشكلات المجتمع المعاصر، بل لقد أصبح من المألوف لدينا الآن أن نجد كثيراً من المفكرين المعاصرين يصف الإنسان المعاصر بأنه إنسان مغترب.
ويعتبر «إريك فروم» أحد هؤلاء المفكّرين الذين تعرضوا لأزمة الإنسان المعاصر من خلال تلك القضية؛ بل يمكن القول إن فروم أسهم في جعل مصطلح الاغتراب من المصطلحات المألوفة في القرن العشرين. وقضية الاغتراب من القضايا التي تضعنا للوهلة الأولى وجهاً لوجه أمام الإنسان، ولذلك فهي تمثّل الهمّ المشترك لعدد من التخصصات الإنسانية، مثل الفلسفة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم السياسة، والفن والأدب.
تتعدد معاني الاغتراب بحيث تشمل ظواهر متنوّعة. فعلى سبيل المثال تذكر دائرة المعارف البريطانية أن أهم المعاني الشائعة للاغتراب هي انعدام القدرة (العجز) وفقدان المعنى، وفقدان المعايير، وغربة الذات، والعزلة الاجتماعية، والغربة الثقافية، ويذكر أحد الكتاب المعاصرين أن كلمة الاغتراب قد استخدمت في العصر الحديث على نطاق شديد الاتساع، للإشارة إلى بعض الظواهر، مثل فقدان الذات، وحالات القلق، والانتحار واليأس، واستلاب الشخصية، واقتلاع الجذور واللامبالاة، والوحدة وفقدان المعنى، والتشاؤم وفقدان القيم والمعتقدات.
ويشير الكاتب نفسه إلى أن دائرة من يمكن وصفهم بالمغتربين تتسع في استخدامها الحديث، لتشمل النساء وعمال المصانع، والفنّانين والمضطربين عقلياً، والمدمنين والمسنّين، والمراهقين بشكل عام وغيرهم كثير.
ويهدف كتاب «الإنسان المغترب عند إريك فروم» للدكتور حسن حماد، إلى الإجابة على الأسئلة التالية: ما الجذور التاريخية لفكرة الاغتراب عند فروم؟ ما التجلّيات المختلفة لفكرة الاغتراب كما ترد في كتابات الفلاسفة المحدثين والمعاصرين، خاصة أولئك الذين تأثر بهم فروم، من أمثال هيجل، وماركس، وهيدجر، وماركيوز وغيرهم؟ ما الأبعاد المختلفة لاغتراب الإنسان عن ذاته وعن عالمه عند إريك فروم؟ ما منهج فروم في قهر الاغتراب؟
وفي سبيل الإجابة على هذه الأسئلة استخدم د. حماد المنهج التحليلي المقارن، وذلك للوقوف على مفهوم الاغتراب عند فروم، مع مقارنته بمن سبقوه ومن عاصروه من الفلاسفة. ولم يلجأ إلى المنهج التاريخي إلا بالقدر الذي يفي بضرورات البحث على نحو ما فعل في الفصل الثاني من هذا الكتاب.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"