عادي
روائية وفنانة تشكيلية

دلندا الحسن: فضاء القصة القصيرة محدود

03:37 صباحا
قراءة 4 دقائق
حوار: نجاة الفارس
دلندا الحسن، كاتبة أردنية، حاصلة على بكالوريوس إحصاء واقتصاد من جامعة اليرموك 2001، ودبلوم فنون جميلة من مركز تدريب الفنون الجميلة 2010، ودبلوم تصميم داخلي من كلية القدس 2012، تعمل حالياً باحثة إحصائية في ديوان الخدمة المدنية في الأردن، صدر لها، «تباشير» (نتاج ورشة الكتابة الإبداعية مع مجموعة قصاصين) 2014، و«تقاسيم» (نتاج محترف الكتابة الإبداعية مع مجموعة قصاصين)2017، ورواية «أحلام الأوركيدا» 2017. شاركت في عدة ملتقيات للقصاصين الشباب، وفازت في مسابقة القصة القصيرة في مسابقة سواليف 2013 عن قصة (المدينة الحجرية). كان للخليج الحوار الآتي معها.

} كيف ومتى بدأت رحلتك مع الكتابة؟
رحلتي بدأت بكتابة الخاطرة والتي تطورت مع الوقت إلى كتابة القصة القصيرة، وكانت معلمة اللغة العربية أول من شجعني للمشاركة في المسابقات الأدبية مما صقل موهبة الكتابة عندي.
} بدأت الكتابة كقاصة ثم انتقلت للرواية، لماذا؟ وأين تجدين شغفك أكثر؟
انتقالي لكتابة الرواية بعد القصة القصيرة جاء بسبب حاجة الفكرة التي كتبتها إلى فضاء واسع، خاصة أني انتقلت بين ثقافتين وعالمين مختلفين (الأردن والصين)، فكان فن الرواية هو الأنسب لبلورة فكرتي، فضاء القصة القصيرة محدود ويحتاج لتكثيف الفكرة لأنها على شكل ومضة سريعة، أما الرواية فتستوعب الكثير من التفاصيل سواء في امتداد الزمان أو المكان أو الأحداث، والسرد فيها يأخذ الكاتب لأبعاد عميقة يستطيع من خلالها البوح بحرية أكبر، وذلك أيضاً حسب الفكرة وقدرتها على التمدد داخل مجال الرواية. أجد شغفي أكثر في الرواية لأني أحب الإبحار في السرد اللامتناهي.
} روايتك «أحلام الأوركيدا» كان لها ضجة جميلة على الساحة الثقافية، هل تحدثينا عن هذه الرواية؟
رواية «أحلام الأوركيدا» رحلة من الألم إلى الأمل ورحلة إلى الذات بين ثقافتين (العربية والصينية)، عبر ثيمة العمل وهي زهرة الأوركيدا، موضوعها يتحدث عن أسرار زهرة الأوركيدا وعلاقة أبطال الرواية بها، وبشكل خاص البطلة شيرين التي بعد أن تفقد عائلتها خلال أحداث تفجيرات عمان 2005، وتلازم الكرسي المتحرك عدة سنوات، تبدأ رحلتها في البحث عن الحب وعن ذاتها، ويكون حلمها بزهرة الأوركيدا دافعاً لها، لتسافر في بعثة دراسية إلى الصين، وتتعرف إلى هذه الزهرة، وتقترب أكثر من الحكمة الخفية داخلها.
} هل قدمت الرواية من أجل ترجمتها إلى لغات أخرى؟
نعم قدمت الرواية لترجمتها إلى اللغة الصينية، حيث شاركت الصين كضيف شرف في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وكانت فرصة رائعة للالتقاء والتواصل مع الأدباء الصينيين والمترجمين، وقد تم التنسيق مع بيت الحكمة الصيني لترجمة الرواية إلى اللغة الصينية.
} ما مشروعك الأدبي القادم؟
أحضر حالياً لمخطوط روائي جديد قيد البحث، إلى جانب فكرة كتابة جزء ثان من رواية أحلام الأوركيدا، تدور أحداثها في الصين بشكل أوسع.
} من هم كتّابك المفضلون؟
القراءة شغفي منذ الصغر ومجالات القراءة عندي منوعة ما بين الأدب والروايات، الشعر، علم الفلك، التاريخ، الجغرافيا، الأنثروبولوجيا، علم الاجتماع، وحتى الطبخ عند الشعوب، وغيرها من المعارف، لأن الكاتب يحتاج أن يلمّ بمعارف مختلفة تثري من حصيلته الفكرية وتوسع مداركه وخياله.
كاتبتاي المفضلتان هما إيزابيل الليندي ورضوى عاشور، لإنهما تتميزان بقوة الفكرة وغزارتها، حساسية الطرح والتعبير، بطريقة تصل لشغاف القلب والروح، تلهمني نصوصهما كثيراً لتأمل الحياه والعيش داخلها، والنبش في التراث والمعلومة.
} هل لديك طقوس خاصة بك للقراءة والكتابة؟
أحب القراءة الليلية، لأن مساحة الهدوء الليلي تجعلني أتوحد مع النص بعمق، أما طقوس الكتابة فهي نهارية خاصة بعد الفجر بصحبة العصافير، وأحياناً مع أنغام الموسيقى الكلاسيكية.. أحب قبل الكتابة قراءة الشعر لأنه يمنحني إلهام الكتابة بلغة شاعرية حساسة ومرهفة، وأن ارتدي أجمل ملابسي وأضع أزكى عطوري، مع الكتابة أكون على موعد غرامي مع النص وشخوص حكاياتي التي لا تنتهي ببوحها معي.
} تمتلكين ثروة لغوية جميلة، كيف تشكل لديك هذا المخزون اللغوي؟
قراءة المعلقات الشعرية، ديوان المتنبي، ديوان الأشعري، كتاب المستطرف في كل فن مستظرف، أشعار ابن زيدون وغيرها من كتب الأدب العربي القديم الغنية بالبلاغة، والتي طالعتها وحفظت منها الكثير خلال المرحلة المدرسية كان لها الأثر الكبير في لغتي، أيضاً مطالعة قواميس اللغة مثل المعجم الوجيز والمحيط من المصادر الرائعة للغة العربية.
} من هم أبطال أعمالك الأدبية؟ وأين تجدينهم؟
أبطالي من كل العوالم، من نسج خيالي ومن الأشخاص الذين أقابلهم في الحياة وأعيش معهم، أو أقرأ عنهم في الجرائد والمجلات، ثم أمزج الخيال بالواقع ليتشكل الأبطال.
} كيف تنظرين إلى المشهد الثقافي العربي؟
سؤال كبير مثل هذا، يحتاج الخوض فيه الكثير من النقاش، لكن أرى المشهد الثقافي العربي اليوم يضج بالمُنجز الغث والسمين، والإعلام والجوائز الأدبية يلعبان دوراً كبيراً فيه لتسويق الأعمال مهما كان المستوى.
}ما انطباعك عن الثقافة في الصين بعد زيارتها؟
سافرت إلى الصين وزرت عدة مناطق، من بينها مدينة بكين وخواينن ووادي الأوركيدا وغيرها، كانت فرصة رائعة للاطلاع على الثقافة الصينية العريقة المرتبطة بالروحانيات بشكل كبير، والتي جعلتني أبحث واقرأ عن ثقافتها من خلال الكتب والروايات الصينية المترجمة التي استطعت من خلالها فهم البنية الاجتماعية، لكن الاحتكاك بالشعب عن قرب له انعكاس قوي في الروح.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"