عادي
أشعاره عكست العنفوان والكبرياء الوطني

وفاة «راوية المخيم الفلسطيني» الشاعر أحمد دحبور

06:07 صباحا
قراءة 4 دقائق
رام الله:«الخليج» -رويترز
توفي أمس الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور عن 71 عاماً في مدينة رام الله بحسب ما أكدته وزارة الثقافة الفلسطينية.
وقالت الوزارة في بيان «برحيل دحبور تفقد فلسطين ليس فقط واحداً من عمالقة الأدب والإبداع الفلسطيني، بل بوصلة كانت حتى اللحظات الأخيرة تؤشر إلى فلسطين».
ولد دحبور في إبريل/‏‏‏‏ نيسان عام 1946 بمدينة حيفا التي غادرها مع عائلته إلى لبنان ثم إلى سوريا حيث نشأ ودرس في مخيم حمص للاجئين، وعاد إلى الأراضي الفلسطينية بعد توقيع اتفاق أوسلو للسلام بين الفلسطينيين و«إسرائيل».
عمل مديراً لتحرير مجلة (لوتس) حتى 1988 ومديراً عاماً لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية وكان عضواً باتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.وكان دحبور قد نقل مؤخراً إلى أحد المستشفيات «الإسرائيلية» بقرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة رامي الحمد الله بعد تعرضه لوعكة صحية أدت إلى تدهور حالته الصحية، ويعتبر دحبور من رموز الثقافة الفلسطينية بالنظر إلى ثراء مسيرته الأدبية والوطنية.
أصدر أحمد دحبور ثماني مجموعات شعرية، من أشهرها (الضواري)، و(عيون الأطفال)، و(حكاية الولد الفلسطيني) و«شهادة بالأصابع الخمس» و«كسور شعرية»، وحصل على جائزة توفيق زياد في الشعر عام 1988.
ولا تزال الكثير من الأغنيات التي كتب كلماتها تتردد في العديد من المناسبات الوطنية ومنها (اشهد يا عالم) و(عوفر والمسكوبية) و(يا شعبي يا عود الند) و(والله لأزرعك بالدار) و(يا بنت قولي لأمك) و(غزة والضفة) و(صبرا وشاتيلا) وغيرها.
ونعى الشاعر الراحل عدد كبير من المثقفين والفنانين منهم الشاعر المصري زين العابدين فؤاد والشاعر السوري محمد علاء الدين عبد المولى والكاتب الأردني معن البياري والروائي المصري وحيد الطويلة والمصور الفوتغرافي الفلسطيني أحمد المحسيري كما نعاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
اتحاد كتاب فلسطين: خسارة فادحة للثقافة الوطنية
أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين بياناً نعى فيه الشاعر أحمد دحبور، وجاء فيه: «ببالغ الحزن، وأصدق مشاعر الأسى، ينعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، إلى شعبنا الفلسطيني العظيم، وأمتنا العربية المجيدة، وكافة الأحرار في العالم، والإنسانية جمعاء، الشاعر الفلسطيني الكبير أحمد دحبور، الذي توقف قلبه عن الخفقان ظهيرة يوم أمس عن واحد وسبعين عاماً.
إن الاتحاد، وهو ينعى الشاعر الكبير دحبور، يستشعر الخسارة الفادحة التي منيت بها الثقافة الوطنية الفلسطينية المقاومة، والثقافة العربية جمعاء، فبرحيله، تخسر هذه الثقافة اليوم واحداً من أهمِّ أعلامها الشعراء، وعلاماتها الشعرية الفارقة التي ارتبطت بشكل عضوي بقضية شعبنا الفلسطيني، كهمّ يومي لها، وهاجس دائم، فضلاً عن ارتباطها بقضايا أمتنا العربية، وقضايا التحرر في العالم أجمع».
وجاء في البيان: بدأ الشاعر أحمد دحبور تجربته الشعرية مبكراً، وكرّس حياته، وكتاباته للتعبير عن التجربة الفلسطينية المريرة، وتجلى ذلك في مجموعاته الشعرية، وفي الأشعار التي كتبها لصالح فرقة (أغاني العاشقين)، التي تتردد حتى اليوم. وحاز دحبور جائزة توفيق زياد في الشعر عام 1998، كما كرّمه الرئيس محمود عباس بوسام الاستحقاق والتميز.
ترك الشاعر الراحل إرثاً شعرياً يشكّل علامة بارزة في الشعر الفلسطيني، بشكل خاص، وبدعم من الرئيس محمود عباس، كان للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين قد تشرف بطباعة الأعمال الشعرية النّاجزة للشاعر أحمد دحبور، في مجلدين تضمنا اثنتي عشرة مجموعة شعرية، وذلك قبل أيام من رحيله.
والاتحاد إذ ينعى إلى شعبنا الفلسطيني العظيم، وأمتنا العربية المجيدة، وأحرار العالم، رحيل هذه القامة الشعرية العملاقة، فإنه يتقدم من عائلته، ومن شعبنا بأصدق مشاعر العزاء والمواساة، ويؤكد الاتحاد على أنّ الوفاء لفلسطين، لا ينفصم عن الوفاء لأبنائها الذين كرّسوا حياتهم في سبيلها».
بدورها نعت وزارة الثقافة الفلسطينية أحمد دحبور في بيان جاء فيه: «بمزيد من الحزن والأسى، ننعى القامة الإبداعية الكبيرة، الشاعر أحمد دحبور، الذي وافته المنية في مدينة رام الله، بعد ظهر أمس، فرحيله خسارة كبيرة على المستويات الوطنية، والثقافية الإبداعية، والإنسانية، وإنه من الصعب بمكان سد الفراغ الذي سيتركه صاحب «حكاية الولد الفلسطيني»، وكاتب كلمات الأغنيات الخالدات، ومنها: «اشهد يا عالم»، و«عوفر والمسكوبية»، و«يا شعبي يا عود الند»، و«الله لأزرعك بالدار»، و«يا بنت قولي لأمك»، و«غزة والضفة»، و«صبرا وشاتيلا»، وغيرها الكثير من الأغنيات التي كان الوطن جوهرها، وسكنها النضال من أجل الحرية مع كل حرف من كلماتها وعباراتها، ففلسطين في أغانٍ دحبور أهم من الحزب والانتماءات الضيقة، وهي التي سكنها في سني عمره الأخيرة، فكان «العائد إلى حيفا» ولو لساعات بين فترة وأخرى.
وشددت الوزارة على أنه برحيل دحبور تفقد فلسطين، ليس فقط واحداً من عمالقة الأدب والإبداع الفلسطيني، بل بوصلة كانت حتى اللحظات الأخيرة تؤشر إلى فلسطين، وأيقونة لطالما كانت ملهمة للكثير من أبناء شعبنا في مختلف أماكن إقامتهم، وفي مختلف المفاصل التاريخية الوطنية، هو الذي كان بكلمات أشعاره يعكس العنفوان والكبرياء الفلسطيني.
وأكدت الوزارة، في بيانها، أنها كانت وستبقى الحريصة على تعميم إرث دحبور الشعري والنثري، مختتمة بيانها بالتأكيد، لو رحل دحبور جسداً تبقى كلماته حية في وجدان الشعب الفلسطيني بأجياله المتعاقبة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"