عادي

أبو حامـد الغزالـي شخصيـة عالميــة

04:17 صباحا
قراءة دقيقتين

القاهرة: الخليج

أصدرت دار آفاق للنشر والتوزيع كتاب أبي حامد الغزالي «مشكاة الأنوار»، تحقيق وتقديم أبو العلا عفيفي، والكتاب أحد أهم محطات التصوف الفلسفي في الحياة الفكرية، لمن أطلق عليه في تاريخ الفكر الإسلامي لقب حجة الإسلام، فأبو حامد الغزالي أشهر علماء المسلمين قاطبة، عاش في القرن الخامس الهجري، وكان فقيهاً وأصولياً ومتكلماً ومتصوفاً فيلسوفاً، جمع بين الأضداد بجدارة.

وتمثل «مشكاة الأنوار»، مرحلة الإشراق الصوفي عند الغزالي، وهي مرحلة لا يتوقف أمامها كثيرون، لأنها قد تجب وتنسخ الكثير من أفكار الغزالي السابقة عليها والتي أسست لشهرته ونفوذه، تلك الأفكار التي أصبحت فتاوى، وكانت سبب سعي السلطة السياسية في عصره إليه.

حقق رسالة «مشكاة الأنوار»، عالم كبير متمكن من الفلسفة والتصوف الإسلامي في مصر والعالم العربي، هو الدكتور أبو العلا عفيفي، الذي يوضح أن «مشكاة الأنوار»، من المؤلفات المتأخرة التي تمثل عصر النضج الفكري والروحي، لكننا لا نستطيع أن نضع تاريخاً محدداً لتأليفها، كما فعل ماسينيون في كتابه «مجموع نصوص غير منشورة خاصة بتاريخ التصوف في الإسلام».

يوجد لهذه الرسالة ما لا يقل عن 36 مخطوطة مبعثرة في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك لم تلق من عناية الباحثين ما لقيه بعض كتب الغزالي الأخرى، على الرغم من أهميتها ومنزلتها العالية بين كتب المؤلف، التي كتبها في عصر نضجه، والرسالة جديرة بالدراسة والتحليل العميق لما تلقيه من ضوء على بعض المسائل، التي عالجها الغزالي في كتب سابقة عليها.

ولعل السر في عدم إقبال الباحثين على دراسة هذه الرسالة أنها تدور حول موضوع خاص ضيق في مظهره وإن كان واسعاً وعميقاً في حقيقته، فقد يتوهم الناظر فيها نظرة عابرة أنها ليست إلا تفسيراً لآية قرآنية خاصة هي آية النور، ولا يدرك أن الغزالي قد لخص في هذا التفسير فلسفة إشراقية كاملة، ونظرية في حقيقة الوجود.

يستوي في عدم العناية بدراسة المشكاة الباحثون العرب والغربيون، أما الباحثون العرب فقد شغلوا أنفسهم بموقف الغزالي من الفلاسفة ورده عليهم، أما علماء الغرب فقد جذبتهم في الغزالي شخصيته العالمية فعنوا بدراسة كتبه من حيث صلتها بعلم الأديان المقارن وبالغزالي الصوفي لا الغزالي الفيلسوف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"