عادي
أعمالها وصلت ثلاث مرات إلى القائمة القصيرة للبوكر

إنعام كجه جي: لغة الصحافة ساعدتني في الرواية

03:26 صباحا
قراءة 3 دقائق
حوار: نجاة الفارس

أكدت الروائية إنعام كجه كجي، أن جائزة البوكر أسهمت كثيراً في دفع الرواية إلى المشهد، وتقريبها إلى القراء، مضيفة أنها مدينة للصحافة بما وصلت إليه من تقدير أدبي، ومن بلوغ رواياتها البوكر 3 مرات، فالصحافة طوعت لغتها وعلمتها الوضوح، والاختصار، قائلة «تعبت على لغتي في الصحافة، ومنها انتقلت إلى لغتي في الرواية». وتابعت في حوار مع «الخليج»: أتمنى أن يكون للأديب العربي حرية أوسع، ولو أني أدرك أن الحرية المطلقة غير موجودة لا في الشرق، ولا في الغرب.
وكجه جي صحفية وروائية عراقية مقيمة في باريس، اختيرت رواياتها: «الحفيدة الأمريكية»، و«طشاري»، و«النبيذة»، في القوائم القصيرة لجائزة الرواية العربية (البوكر)، ولها أيضاً «لورنا» 1998 و«سواقي القلوب» 2005 وأنطولوجيا عن الأدب النسوي العراقي باللغة الفرنسية 2003.

كيف اتخذت قرار التوجه للعمل الروائي.. ومتى كانت البداية؟

- في لحظة من اللحظات بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، شعرت بأن وسائل التعبير المختلفة لم تعد تستوعب الصرخة الحبيسة في حنجرتي، فلا أستطيع أن أعبر عما كان في قلبي من احتراق لهذا البلد الجميل، فكانت الرواية هي وسيلة التعبير التي جاءت عفواً.

كيف أثّر عملك في الصحافة في نتاجك الأدبي؟

- أنا مدينة للصحافة بما أنا عليه اليوم من تقدير، ومن بلوغ رواياتي البوكر ثلاث مرات. ربما من دون الصحافة لم أستطع أن أمتلك هذه التجربة، وهذه المعرفة بأنواع البشر، ولا هذا الوصف لبلدان عدة، تجري فيها أحداث رواياتي، ولا لهذا النوع من الشخصيات الذي لا يكتفي بالظهور في مقابلة صحفية، بل يستحق أن يسجل في نمط آخر أبعد، وأعمق، وهو الرواية. كل صحفي عنده دفاتر صغيرة يسجل فيها ملاحظاته، وهذه الدفاتر تتجمع لديه من أسفار عدة، وصحف تنقل فيما بينها، ثم في لحظة شعرت بأن هذه الأسماء تستصرخني وتطلب أن تخرج من دفاتري لتجد مكاناً أوسع، وساحة أرحب تعيش فيها حياتها، ومن دون الصحافة لم يكن يتاح لي أن أسافر، أو التقي ببشر، ولا أن أعيش حياة لا تتاح لكثيرين، خاصة للنساء في بلادنا، من جانب آخر، طوعت الصحافة لغتي، وعلمتني الوضوح والاختصار، وأحياناً يقولون لي إن رواياتي تحمل الأسلوب الصحفي، فأقول إن هذا الأسلوب وسيلة تواصل جيدة، وليس من السهل بلوغ لغة سهلة بسيطة واضحة ليس فيها ركاكة، هذا يحتاج إلى تدريب وخبرة، تعبت على لغتي في الصحافة، ومنها انتقلت إلى لغتي في الرواية.

كيف تختارين أبطال أعمالك الروائية؟

- عادة أختار الموضوع قبل الشخصيات، فالموضوع هو الذي يفرض نفسه عليّ، عندما أقرر أن أتكلم عن الهجرة، عن الشتات العراقي الواسع في أرجاء العالم، 6 ملايين عراقي غادروا العراق، وتشعبوا في بلاد الأرض، والقارات جميعها، رقم ضخم، ولكل شخص قصة، فالموضوع هو الذي فرض نفسه عليّ في جميع رواياتي، والشخصيات ولدت وترعرعت في أوطان عربية، ولكن هذه الأوطان في فترة من الفترات ولأسباب عدة أصبحت طاردة لأبنائها.

كيف تنظرين كروائية وكاتبة إلى سقف الحرية بالنسبة إلى الكاتبة العربية؟

- سقف الحرية لا يستثني امرأة ولا رجلاً، وعندما ينخفض هذا السقف يشمل ذلك الجميع، ولا أظن وجود ما كان يشاع سابقاً عن أن المرأة لا تجرؤ أن تتطرق إلى بعض المواضيع، خاصة حول العلاقة الحميمة مع الرجل، ففي السنوات العشرين الأخيرة ظهرت روايات مكتوبة بأقلام نساء بمنتهى الجرأة، وتطرقت إلى أمور من صلب مشاعر الإنسان، وسقف الحرية يتراوح من بلد لآخر، فهو يرتفع في بلد مثل لبنان، أو المغرب، مثلاً في الكويت ليلى العثمان تكتب بمنتهى الجرأة، ولكن بصفة عامة يعاني الجميع انخفاضاً واضحاً لمستوى الحريات، ففي بلد كان رائداً مثل مصر، نسمع أن بعض الكتّاب يلاحقون بتهمة خدش الحياء، الأدب لا يخدش الحياء.. الأدب رسالة جمالية، وأتمنى أن تكون للأديب العربي حرية أوسع.

ما أهم التحديات التي تواجهك ككاتبة وما طموحاتك المستقبلية؟

- التحدي الأهم هو الوقت، لأني مرتبطة بعمل يومي صحفي، وأنا مسؤولة عن عائلة، ولا أستطيع أن أنقطع عن عملي في الصحافة، كل يوم أستيقظ مبكراً، وأؤدي واجباتي الصحفية، وعندما أكون على سفر، أضطر أن أنجز أعمالي مسبقاً، وأتمنى مستقبلاً أن أتقاعد، وأتفرغ للكتابة الأدبية.

ما رأيك بجائزة البوكر للرواية العربية، وهل اطّلعت على الأعمال الفائزة سابقاً؟

- الجائزة ساهمت كثيراً في دفع الرواية إلى المشهد وتقريبها إلى القراء، وصارت لحظة الإعلان عن الجائزة محاطة بلغط ما بين مؤيد، ومعارض، وهذا مفيد، ولو لم تكن الجائزة مهمة، لما أثارت هذا الاختلاف في الرأي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"