يستحق فرصة

03:09 صباحا
قراءة دقيقتين
معن خليل

كان المشهد صادماً في استاد الجوهرة،حين سقط منتخب الإمارات بالثلاثة أمام شقيقه السعودي في ظرف 15 دقيقة، تحولت إلى كابوس وأصبحت أشبه بلقاء غير متكافئ بين ملاكم من وزن ثقيل وآخر كان يفترض أن يكون من الوزن نفسه، لكنه تحول فجأة إلى آخر من وزن وزمن لا نعرفه، يتلقى الضربة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ويعلن استسلامه، في مشهد كنا لا نحب أن نرى الفريق الذي أطلقنا عليه يوماً «منتخب الأحلام» في كادره.
كان كل شيء في «الديربي الخليجي» كارثياً، لعبنا أول 20 دقيقة ومن بعدها اختفى كل لاعبي المنتخب دون استثناء، وسيطر «الأخضر» دون أن يسجل، قبل أن يفطن المدرب الهولندي مارفيك لورقة تحمل اسم فهد المولد ابن الاتحاد ومدينة جدة، الذي نزل وسدد «على الطائر» كرة «خيالية» من سوء حظنا أنها عانقت شباك ماجد ناصر، ومن سوء حظنا أكثر أن الكرة لم تسجل في تاريخ كرة القدم المعاصر سوى مرتين، الأولى كانت عندما فعلها فان باستن، ابن بلد مارفيك نفسه، بهدف في مرمى الاتحاد السوفييتي في نهائي «يورو 1988»، ومن منا لا يذكر ماركو تلميذ مدرسة أياكس النجيب الذي جعلنا نعشق كرة قدم ذلك الزمان.
لا نعرف لماذا أصبح فهد المولد «فان باستن» وتذكر أن القميص الذي يرتديه سبق أن عرفه عباقرة حملوا اسمه مثل المهلل والهريفي والغشيان، لكن الذي نعرفه أن فهد الذي أضاع كرة سهلة وبشكل لايصدق أمام أستراليا، أراد ومعه القدر أن يعاقبا «الأبيض» على كرة القدم الهزيلة التي يقدمها حالياً والتي لا تشبه أبداً مباريات مازالت عالقة في أذهاننا عندما فزنا على البحرين 6-2 والكويت 3-صفر وديا، ونلنا دورة «خليجي 2013» بعروض خلابة، ثم هزمنا اليابان في كأس آسيا،ورغم خسارتنا إلا أن سيطرتنا المطلقة وفرصنا أمام إيران كانت حديث العالم.
نتذكر كل تلك الأيام الجميلة «ومنتخب الأحلام»، وجيل الذهب وحبيب الفردان وعامر وهيكل وصنقور لنقول أن كل هؤلاء لا يشبهوا أبداً الفريق الذي أحببنا وتعلق به جمهور الإمارات وأعطوه ثقة لم تعط لأحد من قبل،منذ جيل الطلياني وأبطال صعود عام 1990 في إيطاليا.
المنتخب الذي رأيناه في «الجوهرة» وقبله أمام أستراليا وفي 25 دقيقة أمام تايلاند لا نعرفه، ولا يشبه الفريق الذي سيطر في مباراة ذات يوم بنسبة خيالية وصلت إلى 65%، هذا المنتخب الذي أنزل دموعنا حزناً على بطل انهار ليس هو الذي نعرفه، عندما حقق حلم الأولمبياد والخليج ورفع رؤسنا عاليا، وأصبحت كرة الإمارات مضرباً للمثل من أجله.
لكل هذا، للذكريات الجميلة، من أجل مهدي علي وعموري وأحمد خليل ومبخوت وماجد وخالد وخميس وإسماعيل وحبيب وهيكل ومهند وعامر وصنقور، من أجل ذكريات لندن والمنامة وسيدني وقبلها الدمام وغوانغزهو، من أجل الذين أسعدونا دائماً، فلنعطهم الفرصة التي لم نخسرها بعد، لكن بشرط ألا نقدم أمام العراق ذلك العرض الذي أخجلنا و«استحى» منه فارس عوض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"