عادي
دخل الساحة الخليجية بـ«واه واه»

وليد توفيق: الفرح في أغنياتي يعكس شخصيتي

04:25 صباحا
قراءة 5 دقائق
حوار: فدوى إبراهيم

لأغنيات وليد توفيق ذاكرة خاصة ونكهة مميزة، فليس منا من لا يردد «إنزل يا جميل» و«تجي نقسم القمر» و«يا ليل» و«يا بحر» و«وحدك حبيبي»، كما لنغمات ألحانه صدى لا يمحى. هو أحد كبار الفنانين الذين أسهموا في خلق أغنيات الفرح حتى في شجنها، أما أفلامه السينمائية فشكلت مرحلة فنية خاصة، عاصر عمالقة الفن الجميل وخلق فنّاً يراوح في جماله ما بين الأصالة والحداثة.
مع واحد من أهم أسماء الموسيقى والغناء الفنان وليد توفيق كان هذا الحوار خلال وجوده في الإمارات لإحياء عدد من الحفلات.

* ما الجديد الذي تحضّر له ؟
- نعكف على تصوير أغنيات «روح وما ترجع يا ليل» و«الليلة دي» و«ما كانش في حد فحياتي» بأسلوب «التانجو» كنوع من التغيير، وأغنية لرأس السنة وأعياد الميلاد كلمات هاني عبد الكريم وألحاني، وقبل عدة شهور أطلقت أغنية «الدنيا ماشية»، بالإضافة إلى الحفلات الغنائية، حيث أحييت حفلاً في «قصر السلطان» بدبي الذي يتميز بأجوائه الحميمية والعائلية، وسأحيي عدداً من الحفلات الأخرى.

* غنيت كثيراً باللهجة المصرية، فماذا يعني لك الجمهور المصري؟
- مصر لنا كعرب ميزان الوطن العربي، وتربينا على موسيقاهم وغنائهم وتعليمهم، فمصر هي الدولة الرائدة دائماً في مجال الفن، ولها الفضل الكبير على فناني العرب، خصوصاً الذين قدموا السينما أيضاً كصباح وفريد الأطرش، وأنا واحد من أولئك الذين نجحوا في السينما المصرية، من خلال ما يزيد على 10 أفلام. من ينجح في مصرفهو يعني أنه نجح فنياً في ذلك الوقت، أما اليوم فإن مفتاح الشهرة هو مواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحت الشهرة للجميع، بينما كان معيار نجاحنا هو الحب الذي يكنّه لنا الشارع المصري، وهو ما يعني النجاح الحقيقي، حينما أجد الناس تغني «ايه العظمة» و«إنزل يا جميل عالساحة».

* لكنك بقيت في إطار اللهجتين اللبنانية والمصرية؟
- أنا لحّنت للفنانة سميرة توفيق لحناً خليجياً، وكنت أول من يخوض هذه الغمار كملحن لبناني، وغنيت ليوسف المهنا «واه واه ودانة» و«قولي متى شوفك» وغيرهما في فترة كان فنانو الخليج محدودين جداً، وهو ما جعل لنا دوراً في الأغنية الخليجية أنا والفنانة سميرة توفيق، وبعد ذلك شهدت الساحة ظهور الكثير من الفنانين الخليجين، ما دعاني أعود لأركز على أغنياتي اللبنانية والمصرية.

* هل ما زالت السينما تدور بخاطرك؟
- بالتأكيد، أعشق السينما التي سرقتني في العام 1974 حينما كنت أغني حينها في بيروت، فأخذني المخرج المصري الكبير حسن الإمام إلى مصر، وقدّمنا حينها فيلم «كروان وشفايف» مع الفنانة سهير رمزي، وتوالت الأفلام وقتها مثل: سمك بلا حسك،، قمر الليل، أنا والعذاب وهواك، وداعاً للعزوبية، وساعي البريد وغيرها، إلا أنني توقفت حين اندلعت أحداث العراق والكويت، حيث انهار الإنتاج العربي وظهرت حينها موجة أفلام المقاولات التي لا تعني لي، فابتعدت تماماً، وحينها عرض علي ما لا يقل عن 10 أفلام لكنني رفضت، فلم أكن معتاداً أو حتى يلائمني أن أمثّل ما يلائم الموجة، في الوقت الذي كانت الأفلام تكتب لي خصيصاً، فأنا لا أمثل بالمعنى الحرفي بل ألعب أدواراً تتلاءم مع طبيعتي وشخصيتي، وأظن هذا السر في نجاح أفلامي.

* واليوم؟
- أقرأ نصاً لعمل تلفزيوني قد يكون سبب عودتي، لكن هذه المرة إلى التلفزيون، خاصة أننا نشهد حركة إنتاجية ضخمة في التلفزيون وأعمالاً تستحق الإشادة.

أشبه صباح

* ماذا عن حالة الفرح التي تميز أغنياتك، حتى وإن كانت تحمل الشجن في كلماتها؟
- هذا بالضبط ما قاله الإعلامي الكبير سعيد فريحة، وهو ما يعكس طبيعتي، فنوع الصوت يعكس شخصية الإنسان، وخاصة الإحساس الذي يحمله، وأشبه نفسي بهذا الخصوص بالفنانة الكبيرة صباح، التي مهما غنّت نتلمس الأمل والفرح، واعتبر هذه نعمة من الله تعالى. وأظن أنها أيضاً تترجم في وجودي في كل عيد ميلاد بأغنية «إنزل يا جميل عالساحة»، التي أينما أحضر اليوم تطلب مني في الحفلات، نجاحها لم يقتصر على الجمهور العربي بل حتى الهنود يعرفونها ويحبونها، لذلك أفكر أن أقدّمها دويتو مع مطرب هندي.

* برأيك ما سر نجاحها؟
- في الحقيقة كنت متأثراً جداً من عدم قدرتنا على خلق أغنية عيد ميلاد عربية، بل دائماً ما نردد لحن «هابي بيرث داي» الأجنبية، وفكّرت كيف يمكن أن أقدّم أغنية تعج بالفرح والرقص، وفي ذات الوقت كان لدي أغنية «إنزل يا جميل عالساحة» كلمات عبد الرحيم منصور وألحاني، وطلب منا أن نغني في عيد ميلاد الفنانة آثار الحكيم ضمن أدوارنا في فيلم «من يطفئ النار»، وأذكر حينها لم يصدّق مخرج الفيلم أنني يمكن أن أقدّم جديداً بهذا الصدد، فخلق التحدي بداخلي وخرجت بلحن جديد في لحظتها لأغنية عيد ميلاد ودمجناها حينها بأغنية «إنزل يا جميل». فأحياناً حينما يكون الإحساس حاضراً بقوة تخرج الألحان والكلمات بدقائق معدودة، ومنها أغنية «يا بحر» التي لحّنتها على الطاولة في إفريقيا حين كنت مشتاقاً لأبنائي.

* كيف تقرأ الساحة الفنية اليوم؟
- الفن مرآة لواقعنا، وما نشاهده اليوم على أرض الواقع نلاحظه في الفن من تخبط، خاصة في الإنتاج وليس في الأصوات، حيث نشهد ظهور أصوات جميلة للغاية، وقد يكون ذلك لسهولة ظهور من يمتلكون أصواتاً جميلة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، وبرامج المسابقات التلفزيونية المعنية بإظهار تلك الأصوات، لكن ما يعيب تلك البرامج عنصرين، المستوى، والتجارة، فكلمة نجم لا يجوز أن تطلق على فنان في سنة، فكنا قبل نمكث 4 سنوات في برنامج الهواة «استوديو الفن» لنثبت جدارتنا، وللأسف لمعان تلك البرامج يضطر بعض الشباب لترك دراستهم لأجل اللحاق بها، وهكذا يتوالى الفنانون والاستهلاك السريع دون أن تترك لأحدهم فترة ليثبت نجاحه، فينسوه وينساه الجمهور، ولذلك أجد أن الفنان الشاب أحمد جمال الذي يعتبر صوته من أجمل الأصوات لم يأخذ حقه فنياً.

* ما الذي تعتبره علامة سلبية في تلك البرامج؟
- العنصرية والحساسية التي خلقتها بين أبناء الدول العربية، والتي تتجلى من خلال رفع أعلام الدول العربية من قبل الجمهور، وهذا ما لا نشهده في برامج المواهب في أمريكا مثلاً، حيث لا نجد علماً واحداً يرفع، أو في أي دولة لأنها تخصص لأبناء الدولة الواحدة، فليس من المنصف بالأصل التنافس بين مواهب الدول العربية، وطالما أن الأمر وقع، فمن الطبيعي أن يصوّت ابن البلد لمن هو من بني جلدته ويرفع علم بلاده، لأن تلك البرامج حصرته في هذه الزاوية. فنحن أحببنا مصر من الأفلام وفنانيها العظام، وفيروز جذبت الناس لحب لبنان.

لفيت المداين

* اتجهت في فترة من حياتك للتلحين لنفسك فقط، لماذا؟
- أنا ملحن منذ بدأت مشواري الفني، لكنني لم أكن أعلن ذلك، ليتاح لي أن آخذ ألحاناً من غيري من الملحنين، وهو ما اكتشفته في أحد المواقف التي حصلت معي حين امتنع ملحن الكبير أن يمنحني ألحاناً فقط لأنني ملحن، بعدما كان لحّن لي أغنية لاقت نجاحاً، فعكفت على ألبوم كامل لحنته بسبب امتناعه. كان أول لحن ألحّنه في عمر 18 سنة لأغنية «لفيت المداين»، وحينها لم أكتب أن الأغنية من ألحاني لخجلي من ذلك، لكنها لاقت النجاح، ومن هنا بدأت مشواري، فاستطعت أن آخذ ألحاناً من بليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب وفيلمون وهبي والرحابنة، وغيرهم، كما تعاملت مع وليد سعد في أغنية «متغرب»، أما اليوم فأنا على ذات المنوال أحب أن آخذ من ألحان غيري، لكنني للأسف لم أجد حتى اليوم اللحن الذي أشعر أنه مختلف عن ألحاني، لذلك أعكف منذ فترة على تلحين أغنياتي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"