عادي

«الفجيرة القديمة».. تاريخ متجدد من الأصالة والشموخ

00:07 صباحا
قراءة 3 دقائق
تمتاز إمارة الفجيرة بموقع يجمع بين عراقة التاريخ وجمال المنظر حيث الجبال الشاهقة التي تتخللها الوديان والسهول والأرض الخصبة وكلها عوامل ساهمت في ازدهار المنطقة بالتجمعات السكانية منذ القدم والدلائل الأثرية والاكتشافات الحديثة شاهدة على جمال المكان.
والفجيرة تميزت بأصالتها وعراقتها بما تزخر به من معالم أثرية يرجع تاريخها إلى آلاف السنين تضيف إلى روعة الحاضر وعراقة الماضي وأصالته الكثير وتحكي لزائرها تاريخ المنطقة التي مرت بالعديد من الحقب والعصور الإسلامية حتى عصرنا الحديث ، فهي تزخر بالكثير من القلاع والحصون التي تم إنشاؤها خلال العصر الإسلامي.
ومن أهم مناطق إمارة الفجيرة «منطقة الفجيرة القديمة» التي تحكي تاريخاً طويلاً لأهالي الفجيرة لما تحتويه من مخزون تاريخي فهي تسرد على زائرها قصة شعب أحب وطنه ودافع عنه وبناه وطوره وتعرفه بعادات وتقاليد وتراث شعب عريق سطر التاريخ من خلالها عظمة الارتباط بين الإنسان ووطنه.
وللتعرف إلى تاريخ «منطقة الفجيرة القديمة» أكد الدكتور أحمد خليفة الشامسي رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار أن تاريخ منطقة الفجيرة القديمة يرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ قلعة الفجيرة التي تلقب بالحصن وهي من أشهر القلاع في المنطقة الشرقية ، فهي تتوسط قرية الفجيرة القديمة خلف مزارع النخيل على بعد اثنين كيلو متر من البحر وثلاثة كيلو مترات من الجبال وقد بنيت على قمة جبل صخري صغير يبلغ ارتفاعه 20 مترا وهي من أشهر القلاع وأضخمها في الفجيرة والتي كان لها دور كبير في حماية المنطقة من المهاجمين الاستعماريين.
ويعود تاريخ قلعة الفجيرة استناداً إلى التحليل الكيميائي ما بين 1500 و 1550 ميلادية، وأوضح الدكتور الشامسي أن شهرة القلعة تأتي من شكلها المعماري الفريد وحالتها الجيدة من حيث البناء إلى جانب موقعها المتميز ، كما أنها تقع في منطقة تعد المدخل الرئيسي لإمارة الفجيرة.
وأضاف أنها تتميز بتصميمها الهندسي الفريد فتخطيطها يختلف تماماً عن سائر التخطيط الهندسي الذي عرفت به القلاع في المنطقة لأنها غير منتظمة الشكل وليست وفق أبعاد تضاريسية معينة بل أخذت شكل الربوة التي بنيت عليها فهي بنيت من قبل الأهالي من مواد محلية وكان الغرض من بنائها في المقام الأول دفاعي أبان الحروب ومحاولات سطوها على المدينة قديما فضلا عن أنها كانت مركزاً لإدارة الحكم.
وتمتاز «قلعة الفجيرة» بتصميمها غير التقليدي ، فهي تتكون من ثلاثة أبراج دائرية في الشمال الغربي والوجهات الشرقية والشمالية وكان يتم استخدام هذه الأبراج كأماكن إقامة الحراس أثناء حكم المغفور له الشيخ حمد بن عبدالله الشرقي.. أما بالنسبة إلى البرج الرابع فهو مستطيل الشكل ويعد أكبر أبراج القلعة.

وتتكون القلعة من دورين إضافة إلى السطح حيث يوجد في الدور الأرضي قاعة كبيرة وغرفة واحدة كبيرة ومدخل كبير للقلعة وسلم كبير يصل إلى الدور الأول الذي يتضمن قاعة للمجلس ويوجد به بعض الشرفات التي تطل فوق التل وممر كبير يصل إلى الدور الثاني و السطح.

وبالعودة إلى منطقة الفجيرة القديمة فإنها تتضمن إلى جانب قلعة الفجيرة المسجد القديم وبيوت الحكام الشرقيين ومن أشهر بيوت الحكام بيت الشيخ محمد بن حمد الشرقي والشيخ عبدالله بن حمدان الشرقي.

وحول تطوير «منطقة الفجيرة القديمة»، أوضح الدكتور أحمد الشامسي أنه تم ترميم المواقع الأثرية في الإمارة وإعادة تأهيلها وفق أسلوب علمي دقيق وإعادتها إلى سابق عهدها من خلال استخدام المواد المحلية التي تم استخدامها من قبل الأهالي في بناء مبانيهم والقلاع في الماضي أهمها صخور البازلت المنتشرة في الفجيرة إضافة إلى الحجر والحصى والطين والتبن ومادة الصاروج.
وأضاف الشامسي أن عملية تطوير وترميم المنطقة القديمة في الفجيرة شمل ترميم قلعة الفجيرة والقرية القديمة والسور المحيط بها إضافة إلى ترميم بيوت الحكام القديمة وبيوت الأهالي حيث تم العمل على إعادتها إلى حالتها الأصلية وذلك لإظهار معالمها التاريخية الوطنية الفريدة للسياح والزائرين.
وأشار الدكتور أحمد خليفة الشامسي رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار إلى أن السياحة الأثرية في الفجيرة المتمثلة بالقلاع والحصون جزء ورافد أساسي في جذب السياح من داخل الدولة وخارجها.وأكد حرص حكومة الفجيرة على تطوير هذا القطاع الذي يساهم بدوره على تنشيط القطاع السياحي وجذب السياح والزوار إلى الإمارة للاستمتاع بالمواقع الأثرية و تاريخ الإمارة الثري.(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"