عادي
ينتظر «الأوسكار» عن «عفواً للإزعاج»

آرمي هامر: لا أصلح لكل الأدوار

04:54 صباحا
قراءة 6 دقائق
هوليوود: محمد رُضا

بعد أدواره في أفلام مشهود لها بإثارة النقاش، ناهيك عن الإعجاب، أنجز آرمي هامر نقلة جديدة في مهنته في فيلمه المقبل «عفواً للإزعاج».
هو شاب في الثانية والثلاثين من العمر. ولد في لوس أنجلوس، وانتقل مع والديه إلى تكساس؛ لأن والده كان يدير شركة أبيه أرماند هامر، أحد كبار رجال البترول في الولايات المتحدة في مطلع القرن الماضي؛ لكن آرمي خط لنفسه طريق التمثيل؛ ما جعله يعود إلى هوليوود، ويدخل مضمارها بنجاح.
نال الإعجاب في أفلام؛ مثل: «ذا سوشيال نتوورك» و«ج. إدجار» و«مرآة مرآة» وسواها. حالياً هو الممثل الذي ينتظر ما سيكون عليه مصير فيلمه الجديد «عفواً للإزعاج»؛ كون دوره ليس جديداً فحسب؛ بل هو مثير للأعصاب:
«هذا ما أستطيع وصف دوري في هذا الفيلم. شاهدته ووجدت نفسي أنفعل مع وضد ما أراه في وقت واحد. انفعلت كما لو لم أكن أحد ممثليه»، كما يقول في هذه المقابلة، التي تشمل أيضاً أعماله السابقة وصولاً إلى فيلم «نادني باسمك»، الذي عرض في العام الماضي، ومطلع هذه السنة.

يتحدّثون عن فيلمك الجديد «عفواً للإزعاج» بكلمات إعجاب كبيرة نصفها لك. هل تعتقد أن هذا يقود الفيلم إلى أوسكار العام المقبل؟

- تسأل سؤالاً صعباً لا يمكنني الإجابة عليه. كيف لي أن أدري إذا ما كان سيرشح أم لا؟ لكن ما أعلمه هو أنه فيلم جيد يستحق وأنا أستحق أيضاً (يضحك) لم لا؟!
• يقولون إنك مبدع في دور الشرير. أحدهم كتب أنه لا توجد كلمات كافية لوصف جودة ما تقوم به في هذا الفيلم.
- قرأت العديد من المقالات، التي تشيد بالفيلم وبعضها يذكرني لكن ما تنقله أنت لي لم أقرأه. لكن ربما صحيح ما يجمع عليه النقاد الذين شاهدوا الفيلم. أعتقد أن عروضه شملت عدداً محدوداً حتى الآن، الحقيقة أنني شاهدت الفيلم واحترت قليلاً في رد فعلي عليه. لا أقول إنه دور جديد عليّ فقط؛ بل هو دور مثير للأعصاب. شاهدته ووجدت نفسي أنفعل مع وضد ما أراه في وقت واحد. انفعلت كما لو لم أكن أحد ممثليه. عادة مثل هذه الانفعالات تقع لمشاهدين حيادين لا علاقة لهم بالفيلم الذي يرونه؛ لكني كنت سعيداً وحانقاً في الوقت ذاته ولأسباب لا أعرفها. الواضح أنني تصرفت كما لو أنني لم أكن في هذا الفيلم أو ممثلاً في الأساس.

تؤدي شخصية رجل عليه أن يحل مشاكل تقع في المستقبل القريب والفيلم خيال علمي مع تشويق وكوميديا. هل وجدت أن الشخصية التي تؤديها فيها شيء منك؟

- لا. مطلقاً. لا علاقة لي بستيف ليفت (اسم الشخصية التي يؤديها).

عندما لا تكون هناك علاقة ما بينك وبين الشخصية التي تؤديها هل يؤدي ذلك إلى مزيد من الاشتغال عليها؟

- يؤدي ذلك إلى النجاح فيها. كل الشخصيات على الممثل أن يشتغل عليها؛ للقيام بها سواء أكانت شخصيات حقيقية أو خيالية. بالنسبة لي وجدت في هذه الشخصية مجالاً لتناول خفيف وعميق علماً بأنني لا أوافقها على الإطلاق. إنها شخصية فوضوية وأنا لست كذلك».

لكن إذا لم تكن الشخصية حقيقية، ليست مثلاً مثل الشخصية التي لعبتها في «ج إدجار» كمساعد لرئيس البوليس الفيدرالي الأمريكي، كيف يمكن لك الاشتغال على الشخصية؟ هل تقوم بأبحاث معينة؟

- طبعاً. الحقيقة أن (المخرج) بوتس (رايلي) كتب سيناريو جيد جداً. أنا رئيس مجلس إدارة لشركة كبرى وميولي رأسمالية متطرفة؛ لكي أضع نفسي في هذا الإطار كان عليّ أن أفهم من أين يأتي الشخص الذي أقوم بتمثيله بهذا التطرف. أن أؤمن بما يؤمن به. هو متطرف عنيد يريد امتلاك كل شيء؛ لكن المسألة بالنسبة لي ليست مجرد حوارات وتصرّفات. قرأت كتباً حول أمريكا والرأسمالية؛ لكي أقوم بدوري على أفضل وجه.

بينما هذه الشخصية خيالية جداً، لعبت أكثر من شخصية لها أساس من التاريخ الفعلي.، هل تمارس حرية التصرّف عندما تؤدي مثل هذه الشخصيات الحقيقية؟

- يعتمد ذلك على الفيلم والسيناريو. في «ج إدجار» كان الدور يلزمني بإتباع تقاليد محددة. أنا في حضرة رئيس البوليس الفيدرالي الأمريكي في زمن عصيب من تاريخ الولايات المتحدة (الخمسينات). كان يرى أن عليه تطهير البلاد من الشيوعيين. خرجت من بحثي في ذلك الدور على أن عليّ أن أتبع سلوكاً منضبطاً وساعدني كلينت ايستوود؛ لأنه يستمع إليك كممثل وإذا وافق على رؤيتك يتركك على راحتك.

ماذا عن «البورتريه الأخير» إذاً؟

- هذا يختلف. لم يكن هناك قواعد علينا أن نتبعها. الشخصية كما ذكرت أنت حقيقية؛ لكن الاختلافات مسموح بها؛ لأن الفيلم ليس للتوثيق؛ بل هو مبني على ما هو واقعي كأساس ومتحرر من الالتزامات الأدبية أو شروط الواقع ككل.

هل شعرت أن السيناريو كان كوميدياً إلى حد ما؟

- طبعاً. هناك لمسات كوميدية عديدة؛ لكنها من النوع الجاد في ذات الوقت. أنت لا تضحك هنا بصوت مرتفع؛ لأن لا شيء يستدعي ذلك، لكنك تنظر إلى غرابة ما يدور وتثيرك كمشاهد، كما أعتقد، المعالجة الخفيفة للموضوع.

كتب البعض عنك قبل نحو سنة أنك من الوسامة ما يمنع عنك أدواراً تذهب لآخرين أقل وسامة. هل حدث ذلك معك فعلاً؟

- ليس إلى حد علمي (يضحك). هذا سيكون سبباً غريباً من نوعه؛ لكن عليّ أن أعترف أنني قد لا أصلح لكل الأدوار، ولا أعتقد أن هناك أي ممثل أو ممثلة يصلح لكل الأدوار، هذا لا علاقة له بالوسامة.

هل لديك «تكنيك» خاص لأداء الدور؟

- لا أعتقد؛ لكن حين التمارين أحب أن أتمعن في كيفية كتابة الحوار المسند لي. إذا كانت هناك فاصلة مثلاً فإن عليّ أن أتوقف... لكن لماذا عليّ أن أتوقف. أجد من الضرورة أن أعرف لأن ذلك يرتبط مباشرة بكيف سأتلو هذه العبارة أو التي بعدها.

هل كان تمثيل شخصية سيد العبيد في فيلم «مولد أمّة» فيه صعوبة من حيث مضمون هذا الدور؟

- لم يكن صعباً من الناحية الفنية أو تقنية الأداء. ليس هناك أي صعوبة في هذا المجال؛ لكني أعتقد أنك تعني المضمون كإحساس بالنسبة لفترة من التاريخ كان البيض والسود غير متساويين والعنصرية كانت قانوناً يُعمل به. في هذا الخصوص نعم. كنت أعلم أنه موضوع صعب ومؤلم؛ لكن كان علينا القيام به.

ماذا عن «نادني باسمك»؟ ألم يكن فيلماً صعباً كونه يتحدث عن المثلية في العلاقات؟

- كان صعباً من حيث إن كل دور في فيلم جاد عليه أن يكون صعباً. في الحقيقة لم يكن أصعب من سواه ولا أقل صعوبة من سواه أيضاً. كان تجربة في منح المشاهد موضوعاً شائكاً إلى حد لكنه معالج بنضج وليس لغاية الاستهلاك.

 لم أشاهد «عفواً للإزعاج» بعد لكني قرأت عنه ما هو متوفر حول حكايته. هل هو قريب من فيلم «ذئب وول ستريت» لمارتن سكورسيزي؟

- أصبت. هناك علاقة مهمّة بين الفيلمين بلا ريب؛ لأنهما يتحدثان عن صاحب الثروة الطائلة والجشع الذي لا يفارقهما. مع المال تأتي سبل اللهو والمتع والانحراف وهذا هو لب موضوع «عفواً للإزعاج» أيضاً؛ لكن اللقاءات بين الفيلمين تنتهي هنا؛ لأن هذا الفيلم الذي أمثل فيه دور الرأسمالي الجشع الشبيه بدور ليوناردو ديكابريو يذهب بي إلى مناطق جادة. هنا لا مزاح حول سلبيات الثراء الفاحش وطرق تحقيقه.

هل سنراك في فيلم أوروبي أو مثل بعض أفلامك الأولى قبل عشر سنوات؟

- عندما تتاح لي الفرصة لا أتوانى. مؤخراً كنت أتحدث مع مخرج «نادني باسمك» لوكا جوادانينو هاتفياً. لديه مشروع فيلم جديد يبدو لي أنه مثير وسأقرأ السيناريو حال انتهائه.

قوة السيناريو

يعتمد هامر في أغلب أعماله على قوة السيناريو قبل كل شيء، ويبرر ذلك بالقول: لا أقصد أن يختلق السيناريو المعجزات؛ بل أن يكون جيد الكتابة ومثيراً للخيال؛لأن المخيلة هي التي تثيرني بالدرجة الأولى. بعد ذلك يأتي الفعل التلقائي والميكانيكي لتعرف ما هي شخصيتك وكيف تريد تمثيلها ولماذا؟ هذه هي الأسئلة التي أضعها لنفسي وإذا أجبت عليها وافقت على الدور.

الممثل الأقدر إخراجياً

لا ينشغل هامر كثيراً بمسألة أن يعمل ممثلا تحت إدارة ممثل آخر، ويقول عن ذلك: مثلت تحت إدارة كلينت ايستوود ونيت باركر في «مولد أمّة» وكلاهما زملاء لي والمسألة ليست مختلفة كثيراً عن العمل مع مخرجين غير ممثلين من حيث الالتزام ومعرفة المطلوب وتأديته. لكن برأيي أن الممثل الذي يخرج فيلماً يعرف أكثر بقليل عن كيف يدير الممثلين في عمله. هذا كان واضحاً جداً خلال تجربتي مع كلينت ايستوود في «ج. إدجار». 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"