عادي

نباتات وأشجار محلية موفرة للمياه تزين العين

21:53 مساء
قراءة 3 دقائق
العين: راشد النعيمي

اكتسبت مدينة العين سمعة عالمية بواحاتها وغاباتها وبساطها الأخضر وأشجارها التي حولتها إلى حديقة قاومت التصحر، وانتصرت عليه. وأعادت الاعتبار لأشجارها المحلية، وما استقدمته من الصحراء لتجميل شوارع المدينة، لتصبح نباتات البيئة المحلية أساساً في مشاريع تجميل الشوارع، لما لها من خصوصية بيئية، إضافة إلى خفض الكلفة التشغيلية لهذه النباتات باعتبار احتياجاتها من الخدمات الزراعية الأساسية محدودة، حيث اتضح من خلال الدراسات حجم الوفرات المائية والمالية المتوقعة، في حال تطبيق المشاريع التجميلية بالاعتماد على عناصر نباتية من البيئة المحلية، بما يعزز سياسة الحكومة في المحافظة على الموارد الطبيعية واستدامتها.
وتنفذ العين حالياً خطة طموحة لاستبدال الأشجار ذات الاحتياج المائي العالي والأشجار المتأثرة من خلال زراعة أشجار الغاف والنباتات والشجيرات المحلية ذات الاستهلاك الأقل من ناحية المياه وتكلفة الصيانة، ضمن مشاريع الزراعات التجميلية في عدد كبير من مناطق وسط المدينة والشوارع الرئيسية، وعدد من المماشي. واختيرت شجرة الغاف بناءً على الدراسة العلمية التي قامت بها بلدية مدينة العين بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة حول أكثر الأشجار المقاومة للتلوث في مدينة العين.
وفي إطار اهتمامها بأشجارها، قامت العين في وقت سابق بتثبيت لوحات تعريفية للأشجار المعمرة في عدد من حدائق المدينة، لما للأشجار المعمرة من أهمية بيئية واجتماعية، وما تشكله مواقع نموها كجزء مهم من تاريخ مدينة العين وتحتوي كل لوحة على الاسم العربي والعلمي للشجرة، ونبذة عن الشجر وأماكن انتشاره، حرصاً على حماية أشجار البيئة المحلية المعمرة التي ارتبطت بإنسان الإمارات منذ القدم وتعريف الجمهور بها.
وتستهدف المبادرة توعية وتثقيف المجتمع بالنباتات المحلية المعمرة في الدولة وتفعيل مشاركته في استدامة النباتات البرية المتنوعة وزيادة الرقعة الخضراء بمدينة العين وتشجيع تشجيعاً للجهات المختصة في الدولة للاهتمام بالأشجار البيئية المعمرة، إضافة إلى المحافظة على هذه النباتات من العبث أو الاقتلاع، لكون الاهتمام بهذه الأشجار وضمان استمرارية زراعتها للأجيال المقبلة مسؤولية مجتمعية وبيئية.
ومن الأشجار التي تم تثبيت اللوحات التعريفية عليها أشجار السدر، والسمر، والغاف، وغيرها من الأشجار التجميلية الأكثر شيوعاً في المنطقة مثل أشجار«الكينيا والداماس والنيم والتابوبيا والبنسيانا والفيكس بأنواعه، والياسمين الهندي والحنا»، وهي من نباتات الأقاليم الجافة، حيث تتحمل درجات الحرارة الجوية والمناخية العالية، مع الجفاف الشديد، وارتفاع نسبة الملوحة في التربة والمياه.

دليل النباتات

باشرت بلدية مدينة العين، ولأول مرة، بزراعة نبات «السيداف» المحلي ضمن مشاريع تجميل شوارعها باعتباره النبات المحلي الأكثر مقاومة للجفاف، ما يقلل من نسبة الاحتياج المائي وأعمال الصيانة مقارنة بنباتات الزينة الأخرى، ويعد نبات السيداف من النباتات البرية التي تنمو في مسارات الأودية والشعاب والسهول والجبال، ويتكاثر انتشارها مع هطول الأمطار، وجريان الأودية والشعاب في المناطق الجبلية.
واستثماراً لهذا النجاح أطلقت البلدية دليلاً لاستخدام النباتات المحلية في الزراعة التجميلية يتكون من ستة فصول، إضافة إلى قائمة بالنباتات البرية المحلية التي يمكن استعمالها في مشاريع الزراعات التجميلية، إضافة إلى قائمة بالنباتات التي تمت تجربتها في إمارة أبوظبي، وتم تقدير احتياجاتها المائية والظروف المناسبة لإنباتها وإكثارها، وكذلك أفضل الممارسات التي يمكن من خلالها تصميم وتنفيذ وتشغيل مثل هذه المشاريع، ومن المقرر اعتماد هذا الدليل كمصدر مرجعي للنباتات الصحراوية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"