«لنرى ما كان وما يجب أن يكون»

04:02 صباحا
قراءة دقيقتين
أحمد البيرق

دروس الحياة لا تنتهي، فمع كل يوم تعلن فيه الشمس عن بداية جديدة نحمل معنا دروساً من الليلة السابقة علينا تطبيق ما تعلمناه منها على ما سنواجه اليوم. أمسهم الذي عاشوه تاريخ لنا، ويومنا الذي نعيش تاريخ للأجيال القادمة من بعدنا، وعلى كل منا أن يعي تاريخ من كان قبله كي يرسم مستقبله ويتجاوز كل ما من شأنه أن يعرقل مسيرته ونهضته. وقد قال الشاعر:
من لم يعِ التاريخ في صدره
              لم يدرِ حلو العيش من مره
ومن وعي أخبار من قد مضى
              أضاف أعماراً إلى عمره
بمثل هذا الفهم العميق لأهمية التاريخ ودوره المفصلي في بناء المستقبل وازدهاره، وكيف لنا من خلاله أن نرسم سياساتنا التطويرية، استهل صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته في حفل انطلاق الدورة السابعة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة بعبارة تعزز هذا الفهم حين قال: «لنرى ما كان وما يجب أن يكون».
وفي صدد أخذ العبرة والعظة من تاريخ السابقين، سرد سموه عدداً من النماذج الدولية التي استطاعت أن تحوّل انهزامها إلى نصر وتحوّل الدمار إلى إعمار وتحوّل تخلفها إلى تقدم، فقط لأنها تعلمت من دروس التاريخ واهتمت بإنسانها وحافظت على هويته وعززت فيه روح الإقدام وطوت عنه الانهزامية وحصنته من العبث وقدمت له ما ينفعه ولَم تنجر خلف الآخرين ورسمت مشروعاتها بعيداً عن أي تأثير خارجي.
لقد كان سرد سموه تلك التحولات التاريخية في بلدان كانت مهزومة أضحت اليوم تشكل القوى الصناعية والتقنية والتقدمية في العالم ومقارنتها بواقعنا العربي الذي يكاد أن يكون قد مرّ بذات الظروف، وفي منتدى دولي يتناول الألفية الرقمية موضوعاً أساسياً له أراد من ذلك أن نلتفت إلى ما فعلوه كي نصل إلى ما وصلوا إليه ونسعى لتطبيق ذلك على مجتمعاتنا العربية.
كلمة صاحب السمو حاكم الشارقة تناولت ما ينبغي علينا أن ندركه وسط هذا التحول التقني الرقمي السريع الذي يشهده العالم، وما هو واجبنا تجاه المجتمع في مواجهة ما يحمله هذا الفضاء الواسع، وكيف أن هذا النوع من التطور والتحول رغم فوائده التي لا تحصى إلا أنه يجب علينا تحصين أبنائنا مما فيه من عبث و فوضى.
لقد اختزلت كلمة سموه العديد من الأفكار والمضامين التي تجعلنا أكثر جاهزية لمواجهة كل أشكال وأساليب التطور، خصوصاً تلك المتعلقة بالتقنيات والبرمجيات التي أصبحت جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، وقد طرح سموه من خلال كلمته مجموعة من التساؤلات التي يتطلع من المؤتمرين في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي أن يصلوا إلى أجوبة وافية لها كي نكون مستعدين لفتح أبوابنا لتلك التقنيات والبرمجيات واستقبالها لنستفيد منها ونحن محصنون من كل شائبة تحملها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"