الحلبة العاطفية

معاً في الملعب
05:10 صباحا
قراءة دقيقتين
معن خليل

احتفلت جائزة أبوظبي للفورمولا واحد، أمس، بمرور عشر سنوات على انطلاق منافساتها بأفضل طريقة، وقدمت كعادتها نسخة استثنائية في حلبة ياس، التي يصح أن يطلق عليها «الحلبة العاطفية»؛ كونها أصبحت شاهدة في كل عام، على اختتام نجوم كبار وأساطير لمسيرتهم الرياضية هنا في عاصمة الإمارات أبوظبي، وكان الموعد هذه السنة مع المخضرم الإسباني فرناندو ألونسو، بطل العالم مرتين، واضعاً حداً لمسيرة حافلة استمرت 17 عاماً.
وأكدت جائزة أبوظبي للفورمولا واحد؛ أميرة البطولات العالمية على أرض الإمارات، على مدى عشر سنوات من انطلاقها، أنها حققت الأهداف التي أقيمت من أجلها، فهي ليست مجرد حدث رياضي مميز؛ بل ملتقى دولي يلتئم على مدى ثلاثة أيام في نوفمبر/‏تشرين الثاني من كل عام، وتعكس من خلاله الإمارات كل سنة لضيوفها، صورتها الرياضية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية الناصعة، بمرآة على شكل سباق، وهي صورة تزداد توهجاً مع مرور الوقت، وكأنها تسابق زمانها نحو الأفضل.
وانطلقت جائزة أبوظبي للفورمولا واحد، من فكرة رائعة اختصرها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في تصريحه الأخير بأنها تُبرز الصورة الحضارية لدولة الإمارات وشعبها، وإمكانات أبنائها في تنظيم واستضافة كبرى المناسبات والفعاليات بمعايير عالمية، وبكفاءة واقتدار وتميز، كما تُسهم في ترسيخ مكانتها على الخريطة العالمية، باعتبارها وجهة ومركزاً رئيساً متكاملاً، لاستضافة مختلف الفعاليات الرياضية الكبرى، وفق أعلى المعايير العالمية.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، أن «بطولة الفورمولا ليست حدثاً رياضياً فقط؛ بل ملتقى للتواصل والتعارف بين مختلف ثقافات وشعوب العالم. ويُسعدنا في دولة الإمارات أن نكون جسراً وحلقة وصل، لتعزيز التبادل الثقافي الحضاري بين شعوب العالم».
نعم.. إنها الإمارات جسر وحلقة وصل بين العالم، وهي الإمارات التي تحوّل أي بطولة تنظمها، إلى عرس عالمي وحدث مهم. ويكفي أن من ظن أن تنظيم أبوظبي لآخر جولة من بطولة العالم للفورمولا واحد، يقتل متعة الإثارة طالما أن البطل يكون معروفاً في معظم النسخ قبل مرحلة الختام قد خاب ظنه، والدليل هو نفس الشغف الذي امتلكه 60 ألف متفرج أمس، في حلبة ياس ومعهم الملايين من المشاهدين عبر شاشات التلفزة، وهم يرون المنافسة التقليدية بين البريطاني لويس هاميلتون، والألماني فيتيل، كما امتلكت جائزة أبوظبي حصرية اللحظة التاريخية في تتويج البطل فوق منصة حلبتها، وأعطت لحدثها بُعداً عاطفياً وإنسانياً لا تجده في أي حلبة أخرى في العالم.
اختصر توتو فولف، رئيس فريق مرسيدس المشهد، بتأكيد أن سباق أبوظبي أصبح بمثابة ساحة للاستعراض، في غياب الضغوط، بعد حسم لقبي السائقين والفرق. وقال أيضاً: «سنخوض هذه المنافسة وكأنها سباق منفصل وساحة للتألق».


[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"