الدرس الأول

13:08 مساء
قراءة دقيقتين

كثيرة هي الدروس في الحياة، فغالباً ما يكون الدرس الأول له ميزة خاصة ووقع مميز في الذاكرة البشرية، ويلازم الفرد مدى الحياة، وهو ما نتعلمه من بعض المواقف التي نتعرض لها أو التجارب التي تمر علينا أو تفاجئنا، وقد يكون درساً ايجابياً أو سلبياً، ويترك ردة فعل قد تستمر معك أو ظروف الحياة قد تنسيك اياها.

الدرس الأول لكل منا هو تكوّن الانسان من بذرة الى جنين لدى خروجه للدنيا، ويفاجأ بمن حوله، ويحتاج لمن يلبي احتياجاته من عناية ورعاية وتربية واهتمام حتى يستطيع تفهم الدروس الأخرى من النمو والمشي والدروس التي يتعلمها بعد أن يقع أول مرة وهو يلعب مع أقرانه محاولاً استكشاف ما حوله بكل الطرق والوسائل أو عندما يتعلم الدرس الأول في النطق، ويبدأ بكلمة بابا أو ماما وغالباً ما تكون بابا مع أن التربية للأم.

وبعد البيت يكون الدرس الاول عندما يلتحق بالروضة، وهذا الدرس من أصعب الدروس التي قد تبعده عن أمه أو من تربى معهم لمدة 4 سنوات، فيكون مشحوناً بالبكاء لوعة الفراق، ليعد مخزوناً في ذاكرته، ويعطيه اشارة بأن لابد من الخروج من المنزل، وتبدأ رحلة الدرس الأول في الفصل الدراسي وساحة المدرسة ومع رفاق الفصل الدراسي والمعلمة، وعلى طاولات وكراسي يتقاسمها مع أقرانه ليتعلم التعاون والجلوس بانتظام والاستماع الى الشرح والتعرف الى الدرس الاول من مواد اللغة العربية والتربية الاسلامية والعلوم والحساب، وتكون جملة مع حمد قلم أولى الجمل التي تدخل في مخزون الذاكرة كما تعلمنا نحن في المدرسة، وتتوالى الدروس المدرسية في حياة الطالب سواء الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية الى ان يصل الدرس الأول في امتحانات مواجهة الحياة الجديدة من الدراسة الجامعية ليدخل معها حياة أوسع وأشمل، ومعها يبدأ رحلة البحث ليتمكن من استيعاب الدرس الأول في الجامعة ثم يبدأ في التفكير والدرس الأول في الحياة العملية، وكيفية الحصول على الوظيفة ليكون سلم الدرس الأول هو ما يسعى إليه كل خريج يستعد لامتحان التوظيف، وقد يكون امتحان الدرس الاول للوظيفة ايجابيا أو سلبيا ليبدأ مشوار البحث للوصول للوظيفة.

سوف تمر علينا دروس كثيرة سواء الأولى منها أو المتكررة أو الجديدة، والتي تحتاج الى الصبر وتحمل المسؤولية كدرس تكوين الأسرة واختيار شريك الحياة المناسب ورحلة الإنجاب وتكوين الأسرة ثم تربية الأبناء ودروس مواجهة المحن والأزمات التي قد تمر بالحياة الزوجية وكيفية الاستفادة من تجارب الحياة التي لا بد أن نتسلح بها وتكون من المخزون لأجل حياة أفضل وأيام اكثر إشراقاً.

لذا كان الدرس الأول هو ما يبقى عالقاً في الأذهان ومخزوناً يتكون مع الأيام منذ الخطوات الأولى ونما وكبر حتى صار هذا المخزون كمعجم المنجد يحوي نماذج قيمة احتفظ بها لتكون عوناً وسنداً يستخرجها كلما احتاج اليها طالب أو من أراد أن يسترجع الذكريات ويأخذ من هذا الدرس ليعلم من حوله من الذين يريدون التزود بتجارب الدرس الأول.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"