بأبهى حال عدت ياعيدُ

01:41 صباحا
قراءة دقيقتين
أحمد البيرق

عيد الشارقة الكبير يعود مجدداً حاملاً بين ثناياه هدايا الفكر والتنوير، يهل علينا هلاله مستبشرين برسوّ مراكب النور حاملة رفاق القلم على ضفاف مرافئ منابع العز.
عيدنا الثامن والثلاثون يزداد بهاءً بمن يرعاه ويدعمه، وبضيوفه وقاطني دوره؛ بالمشاركين فيه وزواره، ببرامجه وجلساته ومحاضراته وتنوع فعالياته.
عيدنا أكثر بهاءً بكاتب شغوف، وقارئ متلهف، وإصدار جديد، ومرجع قيّم، وبلقاء أصحاب، ورفقة أقارب، وزيارة دار، ومعرفة ناشر، ونصيحة باقتناء كتاب، ودعوة على فنجان قهوة.
معرض الشارقة الدولي للكتاب عيد ليس كباقي الأعياد؛ فيه الفرح يسكن الروح، وفيه المعرفة تغذي العقل، فيه الفكر ينير البصر ويحفز البصيرة، فيه الحوار يعزز الحصافة والنباهة، فيه الحرف والكلمة أساس الكياسة والفطنة.
معرضنا البهي، كنز الأعياد، فيه من الحلي والدرر النفيسة ما قل أن تلقى له مثيلاً بين كنوز معارض الكتب الأخرى، ففيه الحب للكلمة، وللكلمة فيه سطوة، فيه نحن وفيه الآخر، فيه تتلاقى وجهات النظر، وتتمحور الأفكار، وتبنى جسور التواصل، فيه نُسمِعُ ونَسْمَع، فيه نكتب ونقرأ، فيه نهدي ويهدى لنا.
معرضنا جامع مانع، لا يقتصر فقط على المثقفين أو المتخصصين أو الناشرين أو الكاتبين؛ بل أصبح يحقق رؤى وأبعاداً أكثر شمولية وأكثر خدمة لأفراد المجتمع بمختلف أعمارهم وطبقاتهم وجنسياتهم وأجناسهم، صار ملتقى فكرياً واجتماعياً واقتصادياً وفنياً وأسرياً وتربوياً.
معرضنا متجدد خلاق، بدءاً من حفل افتتاحه حتى يوم وداعه، نشهد فيه ولادة لناشر ومنشور، وفي كل زاوية منه تجد الحياة، إما في كتاب أو ندوة أو محاضرة أو ورشة أو حفل توقيع، أو مقهى أو منصة، ولدى كل واحد منا فيه قصة، هو مكان لا نشعر فيه بالغربة، فإن لم تتحدث مع شخص تحدثت مع كتاب.
ثمان وثلاثون دورة شاركت فيها آلاف من دور النشر، وعُرض فيها أكثر من مليوني عنوان، وزار فعالياتها وشارك في برامجها واقتنى كتبها ملايين البشر، والألق يزداد دورة تلو دورة، والمكان واحد والهدف واحد، وراعي الحدث واحد.
كم نتوق إليك! وكم نشتاق لعودتك، وكم نسر بقدومك، مبارك لنا وعلينا عودتك الميمونة، فإنك بأبهى حال عدت يا عيدُ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"