عن دعم الإمارات لفلسطين

03:13 صباحا
قراءة 3 دقائق

في هذه اللحظات المصيرية التي تمر بها القضية الفلسطينية لا بدّ من التذكير بالدعم والمساندة الدائمة التي تقدمها دولة الإمارات لشعب فلسطين وقضيته، وذلك رداً على بعض من يقلل من هذا الدور والدعم، ويتناسى ويتجاهل أن الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لا يرتبط بفصيل واحد، لأن من ركائز سياسة الإمارات عدم الانجرار في سياسات الاستقطاب والمحاور والتحالفات المدفوعة بحسابات إقليمية، والابتعاد عن سياسات الانقسام والخلافات الفلسطينية .

تمثل القضية الفلسطينية ودعمها في كافة المجالات الإقليمية والدولية إحدى ركائز هذه السياسة . والدعم الذي تقدمه دولة الإمارات يرتبط بالشعب الفلسطيني ككل، وامتد ووصل إلى جميع المدن الفلسطينية، ولقد كان لغزة النصيب الأكبر، من خلال بناء المدن السكنية، والمساعدة التي تقدم عبر الهلال الأحمر الإماراتي الذي يترأسه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان الذي أعرف مدى حبه لفعل الخير من أجل فلسطين وشعبها . ولم تقتصر هذه المساعدات على هذه الجوانب، بل شملت مدناً أخرى وخصوصاً القدس، إضافة إلى دعم السلطة الفلسطينية .

ولذا أستغرب محاولات التقليل من هذا الدور من قبل البعض الذين تحكمهم المنطلقات الحزبية، ولقد كنت من أوائل الذين عاشوا في دولة الإمارات، وعملت في مدارسها، وأولى جامعاتها في العين، وكان لي شرف تعليم جيل من أبناء هذه الدولة، من كل الشرائح، ولمست مدى البعد العروبي لدى المواطن في الإمارات، وكانت دولة الإمارات من أوليات الدول العربية التي فتحت أبوابها لأبناء الشعب الفلسطيني، كما غيرهم من أبناء الدول العربية .

كما أن دولة الإمارات لا تميز بين أحد، والأساس في المعاملة هو العمل والانتماء والحب والعطاء لها، كما تعطي الجميع، إضافة إلى الوفاء والكرم الذي يغطي الجميع .

إن العلاقة بين فلسطين وشعبها مع دولة الإمارات ليست جديدة، بل هي ممتدة وعميقة وتعود إلى أيام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان يحمل فلسطين في قلبه، ويدافع عنها في كل المحافل والمنتديات، وظل هذا الالتزام قائماً حتى يومنا هذا، والزيارة التي قام بها وزير الخارجية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى غزة لافتتاح مدينة الشيخ خليفة ووضع حجر الأساس فيها، خير دليل على ذلك .

ولا أحد ينسى الدعم غير المعلن الذي قدمته دولة الإمارات للثورة الفلسطينية التي كانت في أشد الحاجة لهذا الدعم في سنواتها الأولى في الأروقة الدولية، وكيف كانت دولة الإمارات تقدم التسهيلات والدعم المالي لقياداتها . ولعلي هنا أذكّر فقط من لا يدرك حدود هذا الدور في خطب المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد، التي كان يؤكد فيها على الطابع القومي والعروبي لموقف الإمارات، وكيف كانت القضية الفلسطينية قضية محورية في كل خطبه، وخصوصاً تلك التي كان يدعو

فيها الفلسطينيين إلى الترفع عن خلافاتهم، والتوحد حول قضيتهم . ومازالت هذه السياسة راسخة بالنسبة إلى دولة الإمارات .

إن دولة الإمارات لا تتعامل مع السياسات الفصائلية الفلسطينية الضيقة، ولذلك هي ليست معنية بالانقسامات الفلسطينية وإن كانت تدعو إلى إنهائها، وهي تتعامل مع الجميع من منظور الحرص على القضية، لكن سياستها تبقى ثابتة بالنسبة للقضية، ودعمها بكل الوسائل .

من هنا تبقى دولة الإمارات من الدول المهمة لنا كشعب فلسطيني، وكقضية فلسطينية هي في أشد الحاجة لمثل هذا الدعم ومازالت دولة الإمارات تحتضن الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يعملون على أرضها وفي كافة مؤسساتها، ولعلي أذكّر من لا يعرف حدود هذا الدور، بأن أهم سمة من سمات سياسة دولة الإمارات هي الوفاء والعطاء وتبني البعد الإنساني في دعمها القضايا كافة، أما أن يتخذ البعض موقفاً من الإمارات لمساندتها مصر، فهذا أمر غير منطقي، ويتعارض مع المصلحة الفلسطينية، لأن العروبة تبقى إحدى ركائز هذه السياسة، وهذا مجرد درس ينبغي لنا نحن الفلسطينيين أن نذكره دائماً لهذه الدولة المعطاءة، وخصوصاً في دعمها للشعب الفلسطيني وقضيته، وليس التقليل من هذا الدور .

لهؤلاء أقول، يجب مقابلة الوفاء بالوفاء وليس بنكران الجميل .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أكاديمى وباحث فلسطيني في العلوم السياسية متحصل على الدكتوراه من جامعة القاهرة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، ومتخصص في الشأن السياسى الفلسطيني والخليجي و"الإسرائيلي". وفي رصيده عدد من المؤلفات السياسية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"