قيمة التواصل

13:11 مساء
قراءة 3 دقائق

ما أروعها من صفة إنسانية حين تمتزج بالمودة والحب والرحمة، تشعر بها بكل نبضة حنان وعطف حين تصلك هذه القيمة، وتبدأ بالتغلغل في أعماقك لتشعر بقيمة من تواصل معك.

قيمة التواصل عصفت بها مجموعة من شتى أنواع الرياح سواء الموسمية أو الدائمة أو الفجائية أو أي نوع آخر قد يفقدك الاحساس بهذه الميزة وذلك لأسباب عدة مرت على البشرية ونهشت من شتى أنواع القيم، ولن نخوض في نوعية الأسباب أو الأزمات التي مرت أو كيف تأثرنا بها. ما يهمني الآن هو أن لهذه الصفة بقية باقية في الدنيا ما دمنا نتنفس ودورة الحياة تتوالى والتواصل نعمة من نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى أراد بها سبحانه وتعالى أن يؤلف بين القلوب، ويجمع بين الشعوب، ويقرب البعيد إلى القريب، لنتمكن من العيش ولو ببصيص من الأمل وبروح من التفاؤل والعزيمة والإصرار والتحدي ضد نوائب الحياة والتزود من هذه القيمة الإنسانية.

طوال حياة الفرد يشعر أحياناً بالمتعة مع التواصل وأحياناً لا وأحياناً يتمنى أن يصل ولو لجزء بسيط لهذا الشعور ولكن تمر عليه ظروف أو لا يحس بمن حوله أو يبادلونه هذا الإحساس، فعندما تمر بك ضائقة أو فترة عارضة أو أزمة صحية أو نكبة مالية أو نكسة عائلية أو لحظة حزن أو أي شعور إنساني تحتاج إلى من حولك.. هذا ما أحسسته عندما مررت بعدة أزمات صحية كانت خارجة على الإرادة ادت فعلاً إلى إحساسي بقيمة التواصل وإن كنت دائما على تواصل مع حولي بأغلب شؤون الحياة إلا أن هذه الأزمة أكدت لي أن التواصل موجود بقوة وعلى أسس ربانية وإيمانية انزرعت في الصميم البشري، وأعطاني القوة والدافع لأن أتواصل وأشعر بمن حولي وأتغلب على الذي أعاني منه وأخرج للحياة مرة أخرى.

بكلمات لا تمحوها الذاكرة وصلتني وجهاً لوجه أو عبر أسلاك هاتفية قريبة أو بعيدة أو رسالة نصية بعثت في قلبي الأمل بشجون الود الحب أو باقة ورد معطرة بدموع الفرح والصحة والسلامة أو رسالة إلكترونية من أشخاص لا أعرفهم ولكن سمعوا وتواصلوا بالسؤال والدعاء بالشفاء القريب والعاجل بإذن الله تعالى والحمدلله على ذلك.

مهما سطرت من حروف وعبرت من كلمات قلبية، سواء التعبير باللسان والكتابة أو نظرة أريد أن أصلها لمن أشعرني بهذه الصفة لن أصل إلا ما أريد أن أوصله لكم من عرفان وشكر وتقدير واحترام وود يبعث الرضا والأمل والبوح بمشاعر سوف تظل جميلاً في رقبتي وتاجاً على رأسي. لن تشغلني الأيام ولا السنين ولن تمر اللحظات أو تنسيني بأنني في يوم من الأيام أحسست بكم وأحسستم بي وكل حرف أو تعبير سوف يجري بدمي كأنه الدافع الجديد في حياتي، بعد أن وهبني الله سبحانه وتعالى الأمل والإيمان ونعمة الصبر ومحبة الناس وحبي للناس ولمن حولي وأجعل شعار حياتي من تواضع لله رفعه.

فعلاً ما أروعها من صفة امتزجت بالإخاء والإثار وأعطت معنى للإنسان في حياته لأنه مهما أشغلتك الظروف وأبعدتك الدروب فإن رصيد من عاشوا حولك وأعطوا للحياة معنى في التواصل وبريقاً يزين الوجود في ذاكرتك لن تمحوه أية رياح قد تمر بك أو تبعدك عنهم، ولكنهم بتواصلهم ومساندتهم أعطوا للروح الباقية في جسدي شعورا لم أنساه مادمت حية.

إلى قلوب بادلتني التواصل بمزيد من الحب والدفء والمشاعر الشفافة الممزوجة بالحب الإلهي والود الأخوي تقبلوا مني كلماتي البسيطة التي لن توفيكم ما بادلتموني إياه في حياتي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"