كل لسان إنسان

لحظة حرية
03:54 صباحا
قراءة دقيقة واحدة

يقول صفي الدين الحلي: كل لسان في الحقيقة إنسان.

يعني أن كل لغة أجنبية يضيفها المرء الى رصيده المعرفي والثقافي هي نافذة جديدة ينظر من خلالها الى منطقة إبداع جديدة.

وإذا كانت معرفة اللغات شيئاً مهماً وضرورياً في كل العصور، فهي في عصرنا هذا أكثر أهمية وضرورة، كونه عصر العلم بامتياز، وباعتبار ارتباط العلم بعملية التنمية والتقدم، وفي العالم، على امتداده، أقوام وأجناس ولغات وثقافات، وقد أمر الله في الفرقان الحكيم الناس جميعاً بالتعارف، فبهذا يكون إعمار الأرض واستمرار النهوض وتبادل المعلومات والخبرات والتجارب.

إن عرب اليوم مطالبون بتحصيل اللغات الاجنبية، وفي الوقت نفسه نشر لغتهم الجميلة في العالم، فهي علامة فارقة في تاريخ الحضارة الإنسانية، ويستدعي ذلك إحياء حركة الترجمة والتعريب التي كانت في يوم من ايام الدهر حركة ثقافية عربية فاعلة ومؤثرة، استطاعت الاسهام في تأسيس الوعي وترسيخ صرح العلم، ورفع راية المعرفة الخالصة خفاقة في العالمين.

في مضمار تعليم اللغات الاجنبية لدينا تجربة جيدة في أبوظبي قام بها منذ عقدين المجمع الثقافي، وكان يؤمل استمرارها صعوداً وانتشاراً، لكنها بقيت أسيرة انحسارات متتالية، وظل الاهتمام بها شكلياً إزاء انشغالات مستجدة.

ويذكر لدورات المجمع في اللغات اليابانية والالمانية والفرنسية والايطالية والاسبانية أنها خرجت أفواجاً من المواطنين، شغف بعضهم باللغة التي تعلم لمدة سنتين وأكثر، فتابع تحصيلها في بلادها، واستفيد به بعد ذلك في دوائر حكومية وخاصة.

ولا يظنن أحد أن هذا يتعارض مع تقدير وحماية اللغة العربية، وانما يعرف الانسان لغته أكثر، ويحبها أبعد، كلما تعرف الى غيرها واقترب منه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"