وكنت قد عبرت في إحدى المقالات السابقة عن قلمي الذي نشأت معه وتربى معي عبر سنوات حياتي ولازمني في أيامي وأصبح صديقي المفضل المقرب مع الوقت، كذلك هي الكتابة، عاصرتني وعاصرتها وأخذتني معها في عوالم بعد كل كتاب أقرأه، وألخص ما تعلمته ليبقى لديّ مخزوناً من المعرفة أغرف منه كلما احتجت، ولكن هل الكتابة هي موهبة أم مهنة أم نقل أحاسيس أو وسيلة للتعبير ونقل للأحداث التي نتعامل معها ونتأثر بها؟ أم بعض المشاعر أم عالم من الذكريات ننقلها للبشرية وتبقى ذكرى للذين قرؤوها أم زينة تزين أرفف المكتبات بأزهى الألوان والأحجام أم نبض القلب أو وصف الحبيب أو معالجة الأمور أو البحث عن وسيلة تنفيس أو وسيلة للخروج من عزلة مفروضة، أم وسيلة من وسائل الراحة أو الشهرة أو نوع من أنواع الترف أو عندما تعصف بك بنات أفكارك وتزلزل كيانك بهلوسة فكرية لتخرج للواقع؟
كثيرة هي الأسباب ولكن هل هناك قراء مبدعون يحاولون القراءة ويجدون تفسيراً لذلك أو يقدرون ما يكتبه غيرهم؟ وهل هناك من ينتظر الكتاب ويسأل عن كتاباتهم لينتقد لمجرد الانتقاد أو ليقرأ ليجامل أو ليستفيد وليتزود؟
رغم أن رتم الحياة السريع قضى على بعض المظاهر الجميلة من حياة الكثيرين إلا أنه يبقى للكتابة مميزات لا يشعر بها إلا من دخل في عوالمها. الكتابة نبض الحروف تترجم الى كلمات في سطور تعطيك معنى للحياة وتشعرك بالراحة وتنقل الحنين الجميل للماضي ليبقى عالقاً في المستقبل داعياً الأجيال اللاحقة لمعرفة السابق. لم أجد تفسيراً وتعبيراً ورداً للسؤال ولكن أقول إنها تجري في شراييني وحنايا قلبي من خلال مخي وما ينطقه لساني ويخرج من بين شفتي أمسكت قلمي بين أصابعي لتخرج الكلمة وتصبح واقعاً ربما لم أفكر أو أسأل، لماذا أخرجته؟ وسبب موضوعه؟ إلا أني أردت أن أقول إن ما خرج من وجدان عقلي الذي تغلغلت فيه المشاعر يقول لكم بإذن الله سوف أكتب ما دمت حية دون أن أعرف السبب أو أجد تفسيراً للسؤال السابق وهو، لماذا اكتب؟