ما مكونات الاقتصاد الرقمي؟

01:55 صباحا
قراءة 4 دقائق
د. علي توفيق الصادق *

الاقتصاد الرقمي هو النشاط الذي ينتج عن الاتصالات اليومية عبر الإنترنت. العمود الفقري للاقتصاد الرقمي هو الارتباط التشعبي مما يعني تزايد الترابط بين الأشخاص والمؤسسات، والآلات، وتكنولوجيا الهاتف النقال، وإنترنت الأشياء.

تعبير «الاقتصاد الرقمي» أصبح متداولاً بشكل متسارع في مجالات الاقتصاد، والتكنولوجيا، والإنترنت في ظل تحول رقمي بسرعة فائقة. والتحول الرقمي في جوهره، يتعلق باستخدام أحدث التقنيات للقيام بما نقوم به بالفعل ولكن بشكل أفضل. والاقتصاد الرقمي هو النشاط الاقتصادي الذي ينتج عن مليارات الاتصالات اليومية عبر الإنترنت بين الأشخاص والشركات والأجهزة والبيانات والعمليات. العمود الفقري للاقتصاد الرقمي هو الارتباط التشعبي مما يعني تزايد الترابط بين الأشخاص والمؤسسات، والآلات، وتكنولوجيا الهاتف النقال، وإنترنت الأشياء.
يُطلق على الاقتصاد الرقمي أحياناً «اقتصاد الإنترنت» أو «الاقتصاد الجديد» أو «اقتصاد الويب» على نحو متزايد. و يتشابك الاقتصاد الرقمي مع الاقتصاد التقليدي مما يجعل عملية تحديد الحدود بينهما أكثر صعوبة. وقد أدى الاقتصاد الرقمي إلى ظهور العديد من الاتجاهات الجديدة والأفكار الناشئة والشركات العملاقة مثل (جوجل وأبل ومايكروسوفت، وأمازون) من العالم الرقمي.
ويتكون الاقتصاد الرقمي من عدة مكونات، من أهمها الحكومة، السياسة والتنظيم، الإنترنت والشبكة العالمية (WWW)، والبنية التحتية للكهرباء، وصناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية، مقدمو الخدمات الرقمية، والتجارة الإلكترونية وصناعة التجارة الإلكترونية، ونظم إدارة المعلومات والمعرفة، والاقتصاد الرقمي يتسم ببعض المزايا المهمة التي تتجسد في التالي:
* تعزيز استخدام الإنترنت: يمكن أن يتم معظم الأعمال اليومية على الإنترنت؛ حيث أدى النمو الهائل للتكنولوجيا والإنترنت إلى شبكة عالمية. لذا، هناك زيادة هائلة في الاستثمار في كل الأمور ذات الصلة: الأجهزة، البحوث التكنولوجية، البرامج، الخدمات، الاتصالات الرقمية.. إلخ. وهكذا كفل هذا الاقتصاد أن الإنترنت موجود للبقاء، وكذلك الشركات القائمة على الويب.
* ارتفاع في التجارة الإلكترونية: لقد ازدهرت الشركات التي قامت بتكييف وتبني الإنترنت واعتناق الأعمال التجارية عبر الإنترنت في العقد الماضي. ودفع الاقتصاد الرقمي قطاع التجارة الإلكترونية إلى آفاق بعيدة. ليس فقط البيع المباشر ولكن الشراء، والتوزيع، و التسويق، والإبداع، وكل ذلك أصبح أسهل بسبب الاقتصاد الرقمي.
* السلع والخدمات الرقمية: لقد ولت أيام فيلم مسجل على أسطوانة (DVD) أو الموسيقى المضغوطة أو السجلات. في الوقت الحاضر في، أواخر العقد الثاني من الألفية الثالثة، هذه السلع متاحة لنا رقمياً. ليست هناك حاجة لأي منتجات ملموسة بعد هذا التاريخ. وينطبق الشيء نفسه على خدمات مثل الخدمات المصرفية والتأمين وما إلى ذلك. ليست هناك حاجة لزيارة البنك الذي تتعامل معه إذا كان يمكنك القيام بكل المعاملات عبر الإنترنت. لذلك تم تحويل بعض السلع والخدمات إلى أرقام رقمية بالكامل في هذا الاقتصاد الرقمي.
* الشفافية: معظم المعاملات ودفع أثمانها في الاقتصاد الرقمي يحدث عبر الإنترنت. المعاملات النقدية أصبحت نادرة. وهذا يساعد على تقليل تبييض الأموال والفساد في السوق وجعل الاقتصاد أكثر شفافية. في الواقع تشجيع الحكومة لتسوية المعاملات عبر الإنترنت يعزز اقتصاد الويب.
يتشكل الاقتصاد الرقمي ويقوض المفاهيم التقليدية حول كيفية هيكلة الأعمال التجارية، كيف تتفاعل الشركات وكيف يحصل المستهلكون على الخدمات والمعلومات والسلع؟. يقول البروفيسور والتر برينر من جامعة سانت غالن في سويسرا: «الاستخدام الكثيف للبيانات هو تحويل نماذج الأعمال، وتسهيل المنتجات والخدمات الجديدة، وخلق عمليات جديدة، وتوليد فائدة أكبر، وإدخال ثقافة جديدة في الإدارة».
أشار موقع إخباري للاقتصاد الرقمي (تك كرانش)، إلى أن «أوبر» أكبر شركة سيارات أجرة في العالم، لا تملك أي مركبات، وفيسبوك، صاحب الوسائط الأكثر شعبية في العالم، لا يخلق أي محتوى. وليس لدى «إير بي إن بي»، أكبر مزود للسكن في العالم، أي عقارات... شيء مثير للاهتمام يحدث.
هناك أربعة مجالات أساسية للتحول الرقمي تعد أساسية لنجاح الأعمال في الاقتصاد الرقمي.
1- مستقبل العمل: يعمل الناس بانتظام من مكاتب مختلفة، أو منازلهم، أو في مقهى محلي. بينما تم تغيير مكان عملنا، نتوقع جميعاً نفس مستوى الاتصال في المكتب الفعلي. يتطلب ظهور هذه المؤسسة العالمية المرنة من المؤسسات إدارة نظام بيئي ديناميكي للمواهب، وتمكين عمليات الأعمال الرقمية من الجيل التالي التي تثبت فعاليتها، حتى عند توزيعها عبر أماكن ومناطق زمنية مختلفة.
2- تجربة الزبون: في الاقتصاد الرقمي، يريد جميع العملاء - من شركة إلى شركة وكذلك من شركة إلى مستهلك على حد سواء - التفاعل مع الشركات متى وأين يريدون ذلك وبطريقة ملائمة لهم. بالإضافة إلى ذلك، يرغب العملاء في الانخراط مع العلامات التجارية من خلال تجارب تتسم بالسلاسة والإبداع المباشر والمباشرة والشخصية.
3- شبكات الإمداد الرقمي: بينما من المتوقع أن تتوسع الطبقة الوسطى العالمية ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، إلا أن هناك ضغطاً متزايداً على موارد الأعمال الأساسية، والتي تنمو بمعدل أبطأ يبلغ 1.5 مرة. تكمن الإجابة على عدم التطابق هذا في كيفية قيام الشركات بمشاركة البيانات بشكل آمن في الوقت الفعلي لتمكين تطبيقات التجارة من الجيل التالي من الازدهار. تعمل رقمنة كل شيء على إنشاء شبكات رقمية ذكية جديدة من الشبكات تغير بشكل أساسي طريقة إدارة التجارة وتحسينها ومشاركتها ونشرها.
4- إنترنت الأشياء (IoT): مع استمرار انخفاض أسعار أجهزة الاستشعار، نحن على أعتاب حقبة يمكن فيها توصيل كل شيء - الأشخاص والشركات والأجهزة والعمليات - بعضها مع بعض. إن دمج العالم المادي والرقمي يجلب كل الأصول إلى مجال رقمي حيث تهيمن البرامج.
التحول الرقمي رئة الاقتصاد الرقمي والمتخلف عن الركب يبقى في مكانه نادماً على تفويت فرصة التحول الرقمي وقطف ثماره.

* مستشار اقتصادي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

خبير مالي وإقتصادي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"