ورائحة الكتاب

القهوة
12:40 مساء
قراءة دقيقتين

هل هناك علاقة بين القهوة والكتاب؟ وكيف هي هذه العلاقة، ومتى نشأت ولماذا ارتبط كلاهما بالآخر، وقهوة الصباح تعطيك انتعاشاً أياً كان نوعها أو صنفها أو بأي طريقة أعدت، سواء كانت سريعة التحضير أو على نار هادئة، لتبدأ يومك بعدها باحتساء العديد من الفناجين سواء في المنزل أو العمل، وتترقب العامل ينتقل بين المكاتب يوزع القهوة حسب طلب كل موظف بسكر أو من دون سكر أو وسط. وفي اعتقادي انه عندما تتصفح الكتاب أو الجريدة أو المجلة تفوح من الأوراق رائحة مميزة، وكلما كان الكتاب قديماً كانت الرائحة اكثر من مميزة، ولن تكتمل متعة القراءة إلا بوجود قهوة ذات نكهة وجودة عالية، ومميزة في الإعداد والتقديم ليصبح جو القراءة أو الاطلاع مميزاً، وهو ما يضفي عليك متعة اضافية ويعطيك شعورا جميلا لتستمتع بهذا الجو وترى الصفحات تتراقص اكثر كلما خرجت رائحة القهوة من الفنجان وتشكل رائحة اكثر تميزاً مع رائحة الكتاب.

هناك آلاف يعايشون هذه العلاقة بين طعم القهوة ورائحة الكتاب التي وجدت نوعاً من الحب أو الود والارتباط الوثيق بين الكتاب والقهوة غالباً ما تشاهده لدى الكتّاب أو الأدباء أو الشعراء أو الرسامين أو الفنانين أو الباحثين الذين يقضون الساعات الطوال أمام الأوراق أو اللوحات ويقرون بأن وجود القهوة والتلذذ بشربها يعطيهم دافعاً لاستكمال العمل أو قضاء وقت فراغ جميل.

والآن باتت اغلب المقاهي سواء الشعبية منها أو المتحضرة تستقطب أنواعاً مختلفة من الإصدارات لكي تضمن جلوس مرتادها لأطول فترة ليستمتع باحتساء قهوة ويتلذذ مع القراءة والتصفح مع الاستماع للموسيقا أو الاغاني الطربية. وكذلك ترى الآن اكبر المكتبات تحاول استقطاب أشهر محلات تقديم القهوة السريعة وتنشئ الأماكن الخاصة لجذب الزبائن للقراءة في جو يفضله البعض للهروب من ضغوط الحياة والتمتع بلحظات يحتاجها للتخلص من الروتين أو الدخول في عالم لا يشعر به إلا من لديه حب وعشق لطعم القهوة ورائحتها سواء العربية أو التركية أو الانجليزية أو الأمريكية، حيث لكل منها ميزتها وجودتها.

هذا الإحساس قد يعيشه الإنسان أكثر بين احضان الطبيعة في غابة أو رمال الصحراء الذهبية أو على شاطئ البحر عندما تمسك الفنجان بيد وتقلب الكتاب بيد وتسافر معه عبر لحظات تحاول من خلالها نسيان ما حولك ومن حولك ولا تشعر بهم لأنك دخلت في عالم يقابل الرواية أو القصة التي تستمتع بقراءتها مع طعم القهوة.

إنها طقوس قد تمارسها بصفة يومية ولكن لا تعيرها انتباهاً لأنها أصبحت جزءاً من عاداتك اليومية وقد تحتسيها واقفاً خلال فطور الصباح اليومي أو تستمتع بها ضمن اجازتك مع تناولك الصحيفة من أمام الباب أو الحديقة لتقرأها بكل هدوء ونشاط مع فنجان من القهوة.

وقد حاولت ايجاد هذا التفسير فلم أستطع لأنني حتى وأنا اكتب هذه الكلمات كنت احتسي القهوة وسط موسيقا من بحيرة البجع لتخرج كلمات من حب رائحة الكتاب الممزوجة بطعم القهوة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"