«كواليس المدينة».. دراما واقعية عن الفساد وأهله

بدأ عرضه وفريق العمل يستكمل تصوير حلقاته
01:14 صباحا
قراءة 4 دقائق
بيروت: هدى الأسير

مجموعة حكايات عن الفساد والقهر والظلم، والنزاهة والعدل والحب.. أحداث واقعية تحاكي أمس واليوم وغداً.. مسلسل «كواليس المدينة»، يحمل كل هذه التناقضات ويضيء عليها، بدأ عرضه على شاشة «الجديد»، وتستكمل أسرته الفنية والتقنية تصوير حلقاته بقيادة المخرج أسامة شهاب الحمد. «الخليج» التقت بعض العاملين فيه في هذه الجولة..

الفنانة كارمن لبّس تُجسّد شخصية «رنا»، المرأة الحديدية التي شكّلت شبكة واسعة من العلاقات برجالات السلطة بفضل صفقات وأموال مشبوهة، ما يدفعها للذهاب بعيداً في جميع تصرفاتها من دون خوف من حسيب أو رقيب. وحسب ما تقوله كارمن، نشأت «رنا» في عائلة صغيرة وأصبحت غنية من خلال سبل غير سوية، الأمر الذي جعل المال والسلطة بالنسبة لها أهم من كل شيء.. ومن أجلهما تدوس على كل القيم والتقاليد. وهي إذ ترى في تنويع المواضيع الدرامية ضرورة إنتاجية وجماهيرية، ترى «في زحمة هذا التنوع، ضرورة تقديم قصص تلامس الواقع. فإن ذهبت الدراما كلها في تجاه واحد يحل الفراغ وعدم التوازن».

عمّار شلق يؤدي شخصية الضابط التحري «أنور» الذي سيكون على الضفة الأخرى من «رنا»، الأمر الذي سيضعه أمام تحديات خطرة، شخصية ومهنية على السواء. ويصف «كواليس المدينة» بأنه «العمل المميز الذي يثبت أن الدراما اللبنانية الصرفة قادرة على اختراق الشاشات العربية».
سارة أبي كنعان تؤكّد الجانب العاطفي لشخصية الصحافية «علا» التي تجسّدها، والتي سيتقاطع خطها بحكم تحقيقاتها الاستقصائية، عبر مواجهة قضايا ظلم ضد من حولها ومجتمعها والغوص في ملفات حسّاسة، وتشكل مع «أنور» تحالفاً عملياً يشهد تطورات كثيرة.

ميرفا القاضي توضح أن تجسيدها دور «يسرا» زوجة «أنور» لا يضعها داخل قالب الجمال، إذ تتعدى ملامح الشخصية الدرامية إلى تركيبة الأنثى الداخلية التي تتصارع أحياناً بين الولاء لعائلتها أو زوجها، إضافة إلى خصوصيتها في التعامل مع ما تريد وما يفرض عليها، ومع ما تحصل عليه وما تحرم منه، مضيفةً أن «يسرا» يمكنها الذهاب إلى أبعد مما يتصوره المشاهد.

يوسف حدّاد بدور القاضي «فارس»، تمنى أن تشكل شخصيته في المسلسل درساً للكثير من القضاة الذين يشبهونه في الفساد. وأضاف: «في بلدنا يوجد قضاة صالحون، لكن في المقابل هناك الكثير من القضاة الفاسدين الذين يمررون ويغطّون فساد السياسيين. ألعب هذا الدور وأنا مقتنع بأن الرسالة في العمل إنسانية جداً ووجدت أن الإنتاج والإخراج والممثلين لديهم هدف وطني وأنا مشارك فيه». ولفت حداد إلى مرونة جهاز الرقابة على الأعمال الفنية في لبنان قائلاً: «أشكر الأمن العام اللبناني على تمريره الكثير من الأمور في العمل، وأيضاً الكاتبة على جرأتها وصراحتها ونضالها في سبيل الحد من الفاسدين والفساد في البلد». وتابع: «دوري ينطوي على تفصيل درامي سيثير الجدل على الأرجح»، من دون أن يحدد ماهيته، لكنه شدّد على استعداده لمثل هذا الأمر بسبب رصيده الفني.

خالد السيّد بدور «فخري» شخصية بارزة في العمل، تمثل أحد المسؤولين الكبار، تدعمه علاقات كثيرة مع رجال الدولة الفاسدين أمثاله، وقال: «يوجد الكثيرون مثل هذه الشخصية في بلادنا. هي جزء صغير من الواقع المخفي الذي لا أحد يراه في لبنان، والذي ينهش الناس ويأكل حقوقها ويستفيد منها ولا يفيدها بشيء أبداً».

وأوضح خالد أن «فخري» رجل فاسد يكذب على زوجته، أولويته ليست العائلة، يعنيه المال والملذات والنفوذ وليس أي شيء آخر.
ماذا تقول كاتبة العمل غادة عيد، معدة ومقدمة برنامج «الفساد» على شاشة «الجديد»، ما يعني أن ما كتبته يرتبط مباشرة بموضوع الدراما وما يؤكد واقعية المسلسل وصدقه.

} ما الذي دفعك إلى كتابة «الدراما»؟

وسيلة جديدة وأكثر جماهيرية من الإعلام للتعبير عن أوجاع الناس، هذا ما تؤكده نسبة مشاهدة الدراما أكثر من برامج «التوك شو» حتى تلك التي تتناول قضايا واقعية. الإنسان يفضّل البكاء على آلام غيره وليس على آلامه. هذا ما تأكدت منه حين تناولت في حلقة من برنامج «الفساد» قضية فتاة تمّ اغتصابها من قبل أربعة أشخاص، ومع ذلك لم تلق التعاطف الذي لاقته «فاطمة» في المسلسل التركي الذي تابعه الملايين. لم أتحدث يوماً عن أمور شخصية في برنامجي، بل أنطلق من شكاوى الناس وبعد التحري عن أصحاب العلاقة وكشف فسادهم. وهكذا حالي في «كواليس المدينة».

} علام تستندين في جرأتك؟

على محبة الناس، ليس كلام إنشائي إنما حقيقة تمسني في الصميم ونابعة من إيماني. كل ما أسعى إليه الكشف عن معاناة الناس بإحساسهم ولسانهم. إنني مرتاحة في حياتي في ظل عائلة مستقرة مادياً ومعنوياً، وباختصار أنا سعيدة بما حققته إعلامياً، وما سوف أحققه درامياً.

} أنت مع تجزئة الأعمال الدرامية؟

إذا كانت تتحمل التجزئة. "كواليس المدينة" موضوع قابل لذلك، حبكته الأساسية تبقى نفسها مع البطل والبطلة (الضابط والإعلامية)، ولكن تتغير القصص التي يختبرونها في المجتمع، ففي الوقت الذي تنتهي إحدى قصص المسلسل بطريقة إيجابية، تنتهي الثانية سلباً.

} تناولت قضايا الفساد في حلقات لم تتوقف حتى الآن.. إلى أي مدى حافظت على الموضوعية في كتابتك الدرامية؟

ربما.. المهم أن أمتلك وسيلة تعبير وانتشار أكبر.

} هل تدخلين مجال التمثيل يوماً؟

أبداً.. لا أهوى الأضواء كثيراً، هناك أمور في الحياة توّفر السعادة التي نتطلع إليها، وبين هذه الأمور الانتصار على الباطل. لا أدّعي القدرة على إلغاء الفساد، ولكنني قادرة على أن أكون سنداً لمن يحتاج المساعدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"