أجور المذيعين "ولا بالأحلام"

انتقادات المشاهدين تزداد والمعنيون يبررون
13:25 مساء
قراءة 5 دقائق

شهدت الفترة الأخيرة هجوما جماهيرياً كبيراً على مقدمي برامج التوك شو بسبب زيادة أرقام أجورهم بشكل يراه الجمهور مبالغا فيه في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها المجتمع المصري، كما أن هناك تساؤلات عدة تدور في ذهن البعض حول كيفية تعويض الفضائيات المصرية لملايين الجنيهات التي تدفعها للمذيعين، وهل الإعلانات وحدها قادرة على تعويض رجال الأعمال عما ينفقونه؟ كل هذه القضايا نناقشها في السطور التالية . .

المذيع شريف عامر يرى أن الخوض في التفاصيل المادية الخاصة بأجور النجوم أمر غير مرحب به، لأن الماديات لا تهم المشاهد في شيء، والأهم هو تقييم محتوى البرامج التي يقدمها مذيعو التوك شو وتحديد أوجه القصور فيها ودعم إيجابياتها، كما أن العديد من الأسماء اللامعة في دنيا التوك شو العالمية تتقاضى الملايين والجمهور لا ينشغل بذلك كثيراً .

وطالب شريف عامر بدعم برامج التوك شو المصرية الهادفة بدلاً من التشكيك في أهدافها، خاصة أن المشاهد يستطيع تحديد البرامج التي تتواصل مع واقعه الحياتي وتقدم له خدمة إخبارية مميزة .

وتوافق المذيعة ريهام السهلي رأي شريف عامر، حيث أكدت أن عدد الأسماء البارزة في برامج التوك شو المصرية قليل للغاية، ومن الطبيعي أن تبحث الفضائيات عن المذيع النجم وتمنحه ما يستحق من أجر، خاصة أنه يحقق له إعلانات تدر دخلاً كبيراً على هذه الفضائيات والمذيع الفاشل لن يحقق إعلانات، وبالتالي لن يتقاضى أجراً كبيراً .

ريهام رفضت الكشف عن قيمة ما تتقاضاه من قناة المحور الفضائية، مشيرة إلى أنه من المؤكد يتناسب مع نجوميتها كمذيعة ومع خبراتها في تقديم برنامج 90 دقيقة، وهي تبذل مجهودا لتحقيق مزيد من النجاحات الإعلامية ولا تركز كثيراً على الماديات .

الخبير الإعلاني طارق نور اعترف بأن هناك برامج توك شو يتقاضى مقدموها مبالغ ضخمة، ولا يمكن للإعلانات أن تعوض قيمة هذه الأجور، ولكن أصحاب الفضائيات يرون أنه مع الوقت يمكن أن تصل محطاتهم لمستوى متميز يجلب شركات الإعلانات .

وعبر نور عن دهشته من الضجة التي تثار بعد الكشف عن قيمة راتب أحد المذيعين، وكأنه ارتكب جريمة، لأنه من المؤكد لم يجبر صاحب المحطة على منحه أجراً لا يستحقه، كما أنه لا بد من الاعتراف بقلة عدد المذيعين الأكفاء في مصر، لأن المواهب الإعلامية الشابة لم تأخذ فرصتها حتى الآن، واعتمدت الفضائيات على عدد محدود من الأسماء المشهورة يقيناً منها من أنها تستطيع جلب المال والشهرة لها .

وأكد نور أن فضائية القاهرة والناس التي يمتلكها، والتي ستنطلق بشكل يومي في نهاية شهر إبريل/نيسان ستعتمد على أسماء جديدة في التوك شو توفيراً للنفقات ولمنح الفرصة لمواهب تستحق المساندة .

الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أوضح أن الفترة الماضية أكدت أن الجمهور ينزعج بشدة عندما يسمع أن مذيعا يتقاضى الملايين في العام الواحد، وهو ما حدث مع محمود سعد ودينا عبدالرحمن وآخرين، وهذا يرجع لأن المشاهد يقارن بين وضعه المالي وبين المذيع الذي يتابعه على الشاشة والذي يتحدث عن مشاكل الفقراء وتدني الأجور .

وطالب العالم بالفصل بين الأمور المادية التي تخص المذيعين وبين مهنيتهم وقدرتهم على دعم الإعلام المصري، لأنه ربما يتقاضى المذيع مبلغاً ضئيلاً في الوقت الذي يفشل في أن يكون على قدر مواجهة المشاهد، وبهذا الشكل يكون الضرر أكبر، ثم إن الفضائيات الخاصة غير ملتزمة بسقف محدد من الأجور مثل التلفزيون الحكومي، ومن حق صاحب القناة أن يدفع الأجر الذي يريده للمذيع من ماله الخاص .

الفنانة صابرين التي يعرض عليها تقديم برنامج توك شو في الفترة المقبلة، قالت إنها لو أقدمت على هذه الخطوة لن تفكر في أجرها بقدر ما ستركز في خدمة بلدها، وهي لا تبالغ بهذا الكلام لأنها ترى قدرتها على تحقيق ربح مادي من أعمالها الفنية من دون الحاجة إلى أن تجلس على كرسي المذيعة .

وأضافت صابرين إنها لا تخشى أن يتحدث أحد عن أجرها لأنها تثق كثيراً بفنها، وتحب دائماً أن تخدم الناس من أي موقع ومسألة الأجور مرتبطة بالأرزاق ولا ينبغي الوقوف عندها كثيرا، فهناك العديد من الأسماء تقدم ابتذالا وتضر الناس ومع ذلك لا يركز أحد عليها .

المذيعة رولا خرسا أشارت إلى أن هناك حملة على برامج التوك شو من أجل أن يتجاهلها الناس، ولذلك سمعنا في الفترة الماضية عن تسريبات تتحدث عن أرقام يتقاضاها المذيعون وتهدف لإثارة الجمهور، وبالفعل لو تابعنا مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة سنجدها تنتقد بشدة أجور مذيعي التوك شو وتسخر من خوضهم في موضوعات اقتصادية مرتبطة بالفقر والبطالة، وتصفهم بأنهم مرفهون ولا يعرفون شيئاً عن معاناة الشعب، ويتحدثون عن العشوائيات رغم أنهم يرفضون التبرع لها .

وربطت رولا بين الحديث عن أجور المذيعين وبين الفوضى الإعلامية الحالية التي جعلت كل من ليس له علاقة بالإعلام مذيعاً وقالت: الفضائيات الكبيرة التي تقدر قيمة الإعلام تختار أسماء كبيرة جديرة بتقديم برامج التوك شو، وللأسف هناك فضائيات أخرى تعتمد على أسماء ضعيفة بحجة أنها توفر في الماديات، ولكنها في الوقت نفسه يمكن أن تدمر سلوكيات وتقلل من مستوى الحوار، ولذلك علينا التدقيق في قيمة ما يقدم في برامج التوك شو ولا نقف عند الأمور المادية .

المذيع طارق علام قال إن موضة أجور المذيعين سببها الانفلات الإعلامي الحالي، لأن الناس من شدة انزعاجها من بعض برامج التوك شو بدأت تفتش في دفاتر الأسماء التي تقدمها وتربط بينهم وبين قيمة ما يتقاضونه، والمشكلة أساساً ليست في الأجر ولكن في معرفة مستوى الخدمة البرامجية التي تقدم للمشاهد، والتي أحياناً ما تهدف إلى التحريض ولا تحقق أهدافا إيجابية للمشاهد، كما أن هذا الأخير مسكين من هول ما يتابعه على شاشات الفضائيات وزيادة عدد المحللين السياسيين والاقتصاديين والرياضيين، والكل يشكك وينتقد ويستنكر ويدين ويتحدث في أمور غير مفهومة .

محمد عبدالمتعال مدير تلفزيون الحياة شدد على أن تميز الفضائيات يحتاج إلى نفقات مادية كبيرة، وهذا الأمر معروف في كل دول العالم والتلفزيونات العربية المميزة تتكبد ميزانيات ضخمة، ولكنها لا تتوقف كثيرا عند ذلك وتستطيع تعويض ما أنفقته لو اكتسبت ثقة الجمهور، ونفس الحال بالنسبة إلى المذيع الذي يتقاضى أجراً كبيراً، ولكنه يحظى بحب وتقدير المشاهد، ومن المنطقي أن تذهب إليه الإعلانات، فالمسألة مدروسة والفضائيات الكبيرة تدقق كثيراً في أسماء المذيعين، الذين يظهرون على شاشاتها وتمنحهم الأجر والدعاية التي تتناسب مع خبراتهم ونجوميتهم وكفاءتهم الإعلامية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"