أحمد العبدولي: تعلمت في مجلس والدي حسن استقبال الضيف

مزارع وعاشق للمقتنيات النادرة
03:41 صباحا
قراءة 3 دقائق
حوار: بكر المحاسنة

نذر أحمد علي بن داود العبدولي نفسه للحفاظ على تراث الإمارات لشغفه بجمع المقتنيات التراثية منذ الصغر، حيث ولد عام 1961 في بيت الكرين المبني من الحجارة والطين وسعف النخيل بمنطقة الطيبة القديمة بالفجيرة، وهو واحد ممن عاشوا حقبة التطور والبناء والعمران منذ بداية الاتحاد، كما أسهم في خدمه الوطن، بالتحاقه في القوات المسلحة فترة طويلة.
يقول العبدولي: نشأت وعشت بين أحضان والدي حياة بسيطة وقاسية، اعتمدنا فيها على رعي وتربية المواشي، وزراعة النخيل وكافة أنواع المحاصيل الزراعية وصناعة الصخام «الفحم» إضافة إلى جمع العسل من الكهوف الجبلية التي كانت تغص بها ربوع الطيبة، وتمسكت بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، حيث تعلمت من والدي الكثير، لأنه كان أمير منطقة الطيبة وكنت ملازماً له في مجلسه فتعلمت منه الكرم وحسن استقبال الضيف وإكرامه، وعلمني كيف أتسامح مع الناس، وفي عمر الخمس سنوات كنت أقوم بمساعدة والدي ووالدتي في أعمال الزراعة التي كانت تشتهر بها منطقتنا، ولكثرة أفلاج المياه فيها ولوجود «طوي ساتر» الذي عرف بمياه العميقة وكان يستخدم لري المزروعات، ولسقي الحيوانات والقوافل التجارية التي كانت تمر عبر المنطقة، إلى جانب ممارستي في تربية الماشية، وما زلت حتى وقتنا الحاضر أقوم بالزراعة والرعي.
ويضيف العبدولي: عندما كان عمري 7 سنوات توجهت للدراسة في منطقة مسافي عام 1968،وكانت الدولة تقدم لنا في ذلك الوقت وجبة غذائية متنوعة وملابس صيفية وشتوية إلى جانب معونات مادية للأيتام والمتعففين وكانت توفر لنا الكراسات والكتب، ووسيلة النقل في ذلك الوقت كانت إما السير على الأقدام أو ركوب الدواب ونسلك الطريق الجبلي القديم ما بين الطيبة ومسافي مروراً بمنطقة أعسمة التابعة لإمارة رأس الخيمة، وبقيت في المدرسة حتى مرحلة الصف الثالث الإعدادي، وعندما توفي والدي خرجت من المدرسة، وتوجهت للعمل في القوات المسلحة عام 1981 وعملت فيها حتى 2006، وبالرغم من التطور الكبير الذي جرى في منطقة الطيبة بشكل خاص ودولة الإمارات بشكل عام، إلا أنني ما زلت محافظاً على ممارسة مهنة الزراعة والرعي.
ويشير العبدولي إلى أن الحركة التجارية في الماضي كانت ما بين دبا وأسواق الساحل وهذه ساعدت في ازدهار التجارة في منطقتنا، حيث كانت القوافل التجارية، تتخذ من «طوي ساتر» استراحة لها، وبعضها كانت تبيت ليلة بجانب الطوي، لكونها المحطة الرئيسية للمارة.

تاريخ الأجداد

عن هوايته المفضلة يقول العبدولي: منذ الطفولة كانت تستهويني عملية جمع المقتنيات النادرة التي لها ذكريات في منطقتنا إلا أنني لم أعرف قيمتها المعنوية آنذاك، ومع مرور الزمن ازددت شغفاً في الحصول عليها واقتناء كل ما هو نادر ومميز، فأصبحت هذه الهواية هي هوايتي وحبي وأصبح الناس يعرفونني بحارس التراث، لذلك قمت بإنشاء متحف الطيبة التراثي، بمساعدة الأهالي، للمحافظة على تاريخ وتراث المنطقة وتعريف الأجيال بتاريخ الأجداد والآباء ومدى المعاناة التي عاشوها في تلك الفترة، حيث يعكس المتحف في كل ركن من أركانه تلك الحياة شديدة الصعوبة، وكيف أن الآباء أبدعوا في خلق عيشة أساسها التعاون والإخاء والالتزام بالأخلاق، وبفضل الله تعالى وفضل أهالي المنطقة أصبح المتحف مزاراً للسياح والزوار، حيث يضم العديد من المقتنيات والأدوات التراثية التي يتجاوز عمرها أكثر من 200 عام، كما يضم نماذج لمنازل الحجارة القديمة ومنازل العريش والمقتنيات الخاصة ببعض المهن القديمة التي كان الآباء والأجداد يعملون بها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"