التدخين ظاهرة ذكورية تتسلل إلى عالم الفتيات

يراه البعض متعارضاً مع رقة الأنثى
00:45 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: سارة خالد دبدوب

انتشرت ظاهرة التدخين بين كثير من الفتيات في مجتمعنا الشرقي، حيث نجد البنت تدخن السجائر والشيشة فى كثير من المطاعم والمقاهي والأماكن العامة، من دون الاهتمام بنظرة الناس إليها، ولا الالتفات لمضار تلك العادة السيئة على صحتها والمحيطين بها، والغريب في الأمر تزايد إقبال طالبات الجامعات والمدارس على هذه الآفة على الرغم من فهم مضارها.
تختلف أسباب اللجوء للتدخين من فتاة إلى أخرى، ومن أغرب الأسباب اعتبار الموضوع حرية شخصية، عندما تقرر أنها فتاة حرة ولها الحق في أن تفعل ما يحلو لها وهناك من يعتبرنها مجرد تجربة عابرة تنتهي بانتهاء السيجارة، ومنهن من تعتبرها موضة أو وسيلة لجذب الأنظار، وبعض الشباب والفتيات يحبون تقليد أصدقائهم في التدخين، فيتحول الأمر من عادة إلى إدمان للتبغ بأنواعه.

ومن الأسباب الأخرى التي تدفع الفتيات إلى التدخين، الادعاء أن للسيجارة فوائد كثيرة منها المساعدة على التركيز أو الاسترخاء أوالهدوء، وبعض الفتيات يلجأن للتدخين هرباً من ضغوط الحياة، ولكن قي حقيقة الأمر يشكل التدخين خطراً كبيراً على الفتيات أكثر من الشباب، فبجانب أمراض التدخين المعروفة وخطر الإصابة بأمراض السرطان والقلب والرئة وارتفاع ضغط الدم، يسبب للفتيات اضطراب الدورة الشهرية، وتشوه الأجنة بالنسبة للحوامل، وغير ذلك، فما رأي الشاب في الفتاة التي تدخن وهل يمكنه الارتباط بها ؟ وما الدوافع التي تجر الفتاة إلى تلك الهاوية؟
يقول حسان محمد: «تلفت انتباهي الفتاة خلال قيامها بذلك السلوك، ولا أمانع من الارتباط بفتاة مدخنة».
واعتبرها فادي حسن ،حرية شخصية، يقول: «في بعض الأوقات تلفت انتباهي الفتيات بحركاتهن حين يدخن لكن في الواقع تلفت انتباه الناس لها،ولا أفضل الارتباط بفتاة مدخنة ،لأن ذلك يؤثر في الأولاد في المستقبل».
وعبر أسامة محمود عن رأيه قائلاً: «أنا ضد الفتيات اللاتي يدخنّ لأن التدخين لا يليق بالبنات ولا بالنساء المتزوجات، وبشكل عام يجعل البنت أو المرأة تفقد احترامها عندي نوعاً ما، ولا أرغب في الارتباط بفتاة مدخنة».
ويقول هاني ياسر: «لا أدخن ولا أحبذ التدخين لا للشاب ولا للبنات، وأرفضه للفتاة أكثر لأنها تمثّل النعومة والأنوثة ،وأشعر أن التدخين يخدش هذه الصفة، وأيضاً قريباً ستكون أماً لأولاد وعندما تدخّن أمام ابنها فبالتأكيد سوف يقلدها عندما يكبر».
وعبر حمد أحمد عن رأيه قائلاً: «لا أحب الفتاة المدخنة لأن ذلك السلوك غير لائق بشخصيتها ويتعارض مع احترامها لنفسها ولعائلتها في المجتمع الشرقي خاصة، ولا أشجع الرجل ولا الفتاة على التدخين من باب الحفاظ على صحته أو صحتها».
ويقول خالد محمد: «لا أحب الفتاة المدخنة ولا الارتباط بها، وأوجه سؤالاً إلى المدخنة:»لماذا تشوهين أنوثتك ورقتها وتدمرين صحتك؟«.
ويستنكر رامي مصطفى ذلك السلوك قائلاً: «لا أحب التدخين ،كذلك لا أميل إلى الفتاة التي تدخن ولا أحب أن تكون زوجتي في المستقبل مدخنة».
تقول نجوى:«أنا والحمد لله لا أدخن وأكره تلك العادة السيئة، وبالأخص عند الفتيات فهن عندالتدخين يفقدن بعضاً من أنوثتهن بمجرد ظهور علبة السجائر في حقيبتها أو يدها، فالتدخين طابع ذكوري كما أنه ليس موضة كما يراه البعض».
وتقول دانا:»هناك بعض الأسباب التي يمكن أن تدفع الفتاة للتدخين منها الميل لتجربة المجهول، وأيضاً يعتبر عادة تكتسب من الرفيقات، وفي طياتها تحد إلى حد ما للشاب وللتقاليد والعادات المسيطرة».
وتعارض هنا كل من نجوى ودانا قائلة: «لست ضد التدخين لأنه يعتبر حرية شخصية وبالنسبة لانجذاب بعض الرجال للبنت أو المرأة المدخنة فالبعض على الجانب المعاكس ينفر، ولكن في كل الأحوال يمكن للفتاة أن تدخن كما تشاء وليس لأي شخص شأن بها».
تقول سمية، ربة منزل: «بدأت التدخين من سن ال 18، ومارست هذه العادة من باب التجربة والعناد، باقتراح من صديقتي، واستمرت العادة معي بعد الزواج وزوجي لا يمانع».
وتوضح يسرا: «بدأت علاقتي بالشيشة من عمر21، وبقيت حتى الآن، وتمثل لي هواية أكثر من أي شيء آخر»، وتضيف: «جدتي تدخن مع السيدات في المنزل ولا تغضب أمي لذلك أو تعتبره عيباً، لكنها تنظر للفتيات المدخنات باشمئزاز».

يقول د. ميرزا حسان، مختص أمراض صدرية: «التدخين عادة سيئة، فإذا كان الأب والأم يدخنان فهذه مصيبة بالنسبة للطفل وتؤثر في صحته سلباً، ومن أهم أسباب تدخين الشباب في سن المراهقة وجود أحد المدخنين بين الأهل، وعادة التدخين تعرض من يعتادها لالتهابات في القلب والرئتين كما تضر أعضاء الجسم كلها ابتداء من العينين ،حيث يسبب التهابات في العيون والأسنان»، وتابع: «استنشاق الدخان يسبب الالتهاب المزمن في الصدر والقصبات الهوائية ويؤدي إلى السعال وتراكم المخاط في مجرى التنفس، وليس لذلك من علاج سوى عن طريق المضادات وكمادات الأوكسجين في المراحل المتأخرة».

تأثير سلبي على الجنين

تقول د. جوان مراد، استشارية الأمراض النسائية والتوليد والإخصاب: «التدخين يؤثر على الجميع وخصوصاً القريبين من المدخن من حيث يؤثر عليهم الدخان ولو لم يكونوا مدخنين، وأضافت: «تأثير الدخان على المرأة الحامل سيئ في جميع مراحل الجنين، ويؤثر مباشرة على الدورة الدموية في المشيمة والتي تعتبر ضرورية لتغذية الجنين ونموه ويسبب نقصاً في وصول الأكسجين إلى دماغ الجنين، وهذه النتيجة تؤدي مباشرة إلى تأخير نموه الطبيعي وعادة يولد صغير الحجم والوزن، بالإضافة إلى أن له تأثير عكسي على الدماغ والكبد»، وتابعت د. جوان قائلة: «التدخين يؤثر على الرضاعة سلباً والمدخنة عادة تشكو من اعتلال صحي، ما يؤثر على تغذية الطفل عند المرضعة».

وتنصح د.جوان بتوقف المرأة عن التدخين بأشهر عدة قبل الحمل للتخلص من جميع آثار التدخين السلبية في الجسم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"