الزيّ الإماراتي.. تراث أصيل وماضٍٍٍ عريق

لم تطمسه العولمة أو ثقافة العصر
01:51 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: علي داوود
يعتبر الزي الإماراتي أحد عناصر التراث الشعبي الأصيل، وهو يتميز بأصالة نادرة إلى جانب تلقائيته وبساطته. ولا شك أن الإنسان الإماراتي يشعر بشيء من الفخر والاعتزاز، لأن هذا الزي يحظى باهتمام الناس، ما يدفع الإماراتي بلا شك إلى المزيد من التمسك بهذا الموروث الأصيل، مثلما كان لسان حال الآباء والأجداد منذ القدم إلى يومنا هذا، حتى أصبح الزي الوطني موضعاً للفخر والاعتزاز والحضور البارز في كل المحافل الوطنية والإقليمية والدولية. كما يحرص كثير من السائحين على ارتدائه أو شراء الزي بأكمله من الكندورة والعقال والغترة هدايا إلى أقاربهم وأحبائهم في بلدانهم الأصلية.
أحمد الجنيبي، مواطن، التقيناه في محل الملابس، يؤكد أن زينة الشاب الإماراتي وكشخته تكتمل بالكندورة والغترة والعقال، فهي من أساسيات أناقته التي لا يستغني عنها، ويقول إن الزي الشعبي الإماراتي يمثل رمزاً لموروثاتنا ووطنيتنا وهويتنا المعروفة التي ورثناها من الآباء والأجداد، مؤكداً أن الغترة والعقال ما زالتا تقفان شامختين على رؤوسنا، برغم موجة العولمة التي تجتاح الملابس في جميع أنحاء العالم.
ويشير إلى أن المواطن الإماراتي اعتاد لبس الزي الإماراتي في جميع المناسبات الوطنية ومناسبات الأعراس والمناسبات الاجتماعية الأخرى، ويضيف أن للغترة أشكالاً وألواناً مختلفة وكل شكل يتميز عن غيره بميزة معينة، وهي تختلف في ألوانها وجودتها ومسمياتها، «الشال والشماغ والكوفية»، ويؤكد أنه من خلال حبه للزي الإماراتي يُقدم في بعض المرات على شراء كمية منه ويقدمها هدية لأشقائه أو بعض أفراد العائلة والأصدقاء، خصوصاً في المناسبات الاجتماعية.
ويقول جاسم يوسف عبيد العلي الذي وجدناه في متجر الجزيرة للأقمشة في أبوظبي: «أرتدي الزي الإماراتي في كل الأوقات وفي جميع المناسبات، وأستحي أن أخرج إلى مكان قريب من دون الزي الذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا، فهو تراث قديم وأصيل لا يمكن التخلي عنه مهما كانت المغريات ورغم العولمة التي تجتاح العالم، فآباؤنا منذ الصغر غرسوا فينا حب الوطن وتراثنا الأصيل».
ويضيف: «منذ الصغر كنت أخرج مع والدي وأرتدي الكندورة والغترة والعقال، وأنا فخور بهذا الزي الشعبي التراثي، الذي تطورت صناعته على مدار الأيام، ففي السابق كانت تختلف نوعية الأقمشة والخام المستخدم، ولكن اليوم هناك أنواع من الأقمشة من بلدان مختلفة».
ويؤكد أن الإنسان الإماراتي يشعر بالفخر والاعتزاز بالنفس لأن هذا الزي الجميل يلقى كل الاهتمام من جميع الناس، ما يدفع الإماراتي إلى المزيد من التمسك بهذا الموروث الشعبي الأصيل، الذي يتميز بالتلقائية والبساطة، ولم تستطع الثقافة العصرية طمسه على الإطلاق.
ويرى أن كثيراً من الناس خصوصاً الوافدين يرتدون الزي الإماراتي، وعندما تتحدث معه تجد أن لغته أو لهجته تختلف عن المواطن، وكل هذا دليل على أن الزي الإماراتي له حب خاص ونظرة كبيرة وقيمة لدى جميع شعوب العالم.
ويشير المواطن محمد الطنيجي، إلى أن الزي الشعبي يعتبر زينة الشاب الإماراتي وكشخته بالغترة والعقال على أساس أنهما من أساسيات أناقته التي لا يستغني عنها هو وأقرانه في دول الخليج العربي الذين توارثوا ارتداء الغترة، والعقال من أجدادهم .
ويؤكد الطنيجي أن الزي الإماراتي موروث ثقافي واجتماعي غرسه الأجداد في الأبناء بطريقة سلسة وسهلة، داعياً الأجيال الحالية والمقبلة إلى المحافظة عليه لأنه جزء من تراث الدولة وعاداتها وتقاليدها الجميلة السمحة.
ويضيف: «الزي الشعبي الإماراتي أصبح جاذباً لجميع الناس خصوصاً الزوار والسياح، فهذا تراث أجدادنا نفتخر به كثيراً ولم تطمسه ثقافة العصور، مهما شهد العالم من ثورة معلوماتية وغير ذلك».
ويرى عمر عبد الرحمن أن الزي الإماراتي جزء من شخصية الإنسان الإماراتي ولا يمكن للشخص التخلي عن تراثه مهما كانت المغريات، ويؤكد أن جميع المواطنين يرتدونه في المناسبات الوطنية والرسمية وفي المناسبات الاجتماعية، فهو يعتبر مكملاً للشخصية الإماراتية. ويضيف: «بعض الشباب أحياناً يجربون لبس البدل، لكن في نهاية الأمر الزي الإماراتي هو المفضل والمحبب لدينا، لأنه تراثنا الأصيل الذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا».
صديق أحمد، من بنجلاديش وجدناه في أحد متاجر مدينة زايد في أبوظبي، يحدثنا بحكم معرفته الطويلة عن الزي الإماراتي، قائلاً: «الغترة عبارة عن قطعة القماش التي يستخدمها الرجل لتغطية رأسه، وفي العادة تكون بيضاء أو حمراء، أما العقال فهو رباط من الصوف أو القماش يُستخدم لتثبيت الغترة».
ويوضح أن الاختلاف بين الغترة والشال في نوعية القماش القطني الأبيض، فالغترة خالية تقريباً من النقوش أو تحمل التطريزات الخفيفة في جوانبها، بخلاف الشال الذي يكون من الصوف وملوناً ويحمل نقوشاً عريضة بألوان مغايرة للونه.
ويؤكد أن الإماراتيين كثيراً ما يميلون إلى اللون الأبيض في لبسهم للغترة أو الشال. ويؤكد أنه خلال الفترة التي قضاها بالدولة شاهد كثيراً من الناس من جنسيات مختلفة يذهبون إلى المتاجر، لشراء الزي الإماراتي إعجاباً به وبجماله وأناقته وبالتراث الإماراتي الأصيل.
ويقول أحمد عبد الله، الذي يعد أحد المتخصصين في التسويق لبيع «الكنادير» إن عدداً كبيراً من الإماراتيين يأتون إلى المتجر، بغرض شراء كميات كبيرة من الزي الشعبي في مناسبات الأعياد والمناسبات الوطنية، فضلاً عن كثير من جنسيات مختلفة يأتون إلى المتجر لرؤية الزي الإماراتي وطابعه التراثي الأصيل، مشيراً إلى أن أسعاره تتفاوت حسب الجودة والطلب.
ويرى مالك الزبيدي، من اليمن، أن الزي الإماراتي بسيط جداً وليس فيه ما يشعر الإنسان بالتكلف، وهو موفر للوقت والجهد، فضلاً عن أنه تعبير عن مدى تمسك الإماراتيين بتراث أجدادهم وعاداتهم وتقاليدهم.
ويقول: «هناك كثير من الشعوب في العالم لم تهتم بتراثها وعاداتها وتقاليدها، إلا أن الشعب الإماراتي أصيل ظل متمسكاً بموروثاته وتقاليده السمحة التي ورثها عن أجداده، فهو لبس يجعل الشخص جميلاً ووسيماً ، فنحن نرى كثيراً من الناس يقلدون الشعب الإماراتي في لبسهم، وهذا دليل على أن الزي مكمل للتراث الإماراتي الأصيل، فقد ظل محافظاً على حضوره البارز في جميع المحافل المحلية والدولية».
ويضيف: «هناك كثير من الشعوب فقدت تراثها وعاداتها واندثرت ثقافتها وفقدت هويتها الوطنية، وسط الهجمة على الثقافة والتراث مع ضغوط الحياة العصرية، إلا أن الإماراتي ما زال متماسكاً قوياً يشعر بالفخر والاعتزاز بملابسه التقليدية وهويته الأصيلة، ما رسخ مكانته لدى كل المجتمعات».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"