الشارقة مهد التطور الطبي في الإمارات

الأوبئة فتكت بالمنطقة بدايات القرن الماضي
13:28 مساء
قراءة 11 دقيقة

تمتاز الخدمات الطبية في إمارة الشارقة، وغيرها من إمارات الدولة، بالتطور وتقديم أحدث الخدمات الطبية لكل المرضى، وتتمتع الشارقة بالعديد من المستشفيات والمؤسسات الطبية والعلاجية الحديثة التي زودت بأحدث الأجهزة المستخدمة في مجال الطب في العالم . وكانت الشارقة مهد انطلاقة الخدمات الطبية الحديثة في الدولة وذلك في العام ،1908 وأولى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هذا القطاع الاهتمام الأول لما يمثله من أهمية للمواطن والمقيم مع غيره من الأولويات كالتعليم والثقافة والإسكان .

يبدو أن عام ،1893 كان بداية لاجتياح الطاعون بلداناً عديدة في العالم، وبدأ الوباء في هونغ كونغ والصين، وأخذ بالانتشار خلال السنوات العشر التالية عن طريق السفن التجارية التي تنقل البضائع ومعها الفئران المصابة إلى أكثر من 87 مدينة ساحلية في العالم . بمعنى أنه انتشر في كل أنحاء العالم، وكانت الهند أكثر الدول تضرراً، إذ فقدت عدّة ملايين من سكانها، كما انتشر الطاعون في شرق إفريقيا والإسكندرية ودلتا النيل في مصر ووصل إلى سيدني بأستراليا وروسيا وسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، وقدّر ضحايا الطاعون أو (الموت الأسود) بنحو 12 مليون إنسان .

ولا يوجد سجل صحي يؤرخ للحالة الصحية في المنطقة، ولكننا من خلال بعض الوثائق وخاصة الإنجليزية منها، نستطيع أن نضع سجلاً صحياً أولياً للمنطقة، فيه ملامح لسجل الأمراض الوبائية التي مرت بمنطقة الخليج العربي أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، واقتطفت من مصادر وثائقية سجلت من قبل المعتمدية السياسية البريطانية في البحرين .

كانت الأوضاع الصحية في المنطقة سيئة للغاية، وكان الجدري والحصبة والتراخوما والملاريا والسعال الديكي والسل والأمراض المعوية من الأمراض الشائعة، وكذلك الأنفلونزا وأمراض الحصى في الكلى، غير أن السرطان والأمراض القلبية لم تكن معروفة . وبسبب هذا التعرّض المستمر للأمراض، ظهرت بعض التسميات لسنين كان فيها فتك الأوبئة شديداً، حيث سميت سنة ،1919 الموافق للعام 1337 هجرية بسنة الرحمة، وهي السنة التي انتشر فيها داء الأنفلونزا أو ما يسمّى بالحمّى الأسبانية، وتوفي بسببها خلق كثير في كل مدن الخليج الساحلية منها والداخلية، ولا يزال أهل المنطقة يتناقلون عن أسلافهم بعض القصص والأحداث والأمراض التي فتكت بالمنطقة وحصدت أرواح الكثيرين من أهلها، ولا يزال بعض المعاصرين لتلك الأحداث يتذكرونها، وقالوا عنها: إننا لم نكن ننتهي من دفن عدد من الأشخاص حتى يأتوا بغيرهم إلى المقابر، حتى ظل بعضنا في المقابر لا يبرحها لحفر القبور لاستقبال الموتى الجدد، وقد هلك منا خلق كثير بلغ أكثر من ثلثي عدد السكان، ومع دخول الصيف انحسر ذلك المرض واختفى فجأة وكأنه لم يكن فكانت رحمة من الله وسميت تلك السنة بسنة الرحمة ويسميها البعض بسنة الحمى الوهف أي الشديدة . وتعتبر عيادة الدكتور توماس التي افتتحت في الشارقة عام 1908 أقدم عيادة طبية تقدم خدمات طبية حديثة تتأسس على سواحل الإمارات، إذ وصل د . شارون توماس إلى الشارقة قادماً من البحرين، وفتح عيادة في ذلك الوقت ومارس علاج عدد من المرضى، وشهدت منطقة ساحل الإمارات زيارة عدد من الأطباء الزائرين، ففي عام 1902 زار الطبيب شارون توماس الشارقة ودبي، ووردت في مذكرات هذا الطبيب قصة رحلته إلى إمارات الساحل مروراً بالبحرين التي كانت المقر الرئيس للبعثة الإرسالية، وبدأ أعضاء البعثة منذ أن وضعوا أقدامهم في المنطقة بزيارة القرى الواقعة حول مدينة الشارقة وقاموا ببيع بعض الكتب المسيحية التبشيرية إلى جانب أنهم كانوا يقضون أوقاتهم في الشارقة بعلاج المرضى الذين وصل عددهم خلال خمسة أيام إلى 500 مريض .

وعام 1908 زار د . توماس الشارقة ودبي مرة أخرى يصحبه د . ستانلي ميلي وبرفقتهما بائع كتب يدعى (أمين) والصيدلي جوليس، ومنذ وصولهم قاموا بأعمال التبشير إلى جانب التطبيب، وفتحوا عيادة في الشارقة، وأخرى في دبي .

ولم تستمر هاتان العيادتان اللتان فتحتا في الشارقة ودبي عام ،1908 وكذلك العيادة التي فتحت في أبوظبي عام ،1909 حيث أغلقت وتوقفت عن تقديم خدماتها الطبية بمجرد مغادرة د . توماس إلى عمان ليفتتح مستشفى توماس في مطرح .

وفي 1911 منع حاكم دبي الشيخ بطي بن سهيل (1906-1912) دخول السفن القادمة من بعض موانئ الخليج، بعد أن وصلت الأخبار بانتشار المرض في تلك المدن، منها مدينة بوشهر، وعلل حاكما دبي والشارقة عدم السماح بنزول الركاب في ميناءيهما بانتشار مرض البليك كما عبر عنه حاكم دبي في رسالته إلى الوكيل الوطني للحكومة البريطاني في الشارقة، وعبر عن خوفه من نقل المسافرين للجراثيم والميكروبات إلى الأهالي وسكان البلاد .

واتفق حاكما دبي والشارقة على عدم نزول أي سفينة إلى ميناءي دبي والشارقة، واتفقا على نزول الركاب في خور الممزر الفاصل بين إمارتيهما . (الوثائق البريطانية، الخليج، أحداث دبي 1910-،1912 مكتبة مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، الجزء ،28 صفحة: 216-217) واستمرت الأوبئة تفتك بالمنطقة، بين حين وآخر، وفي 1924 ضرب الطاعون سواحل الإمارات، وأدى إلى وفاة عدد كبير من الأهالي بهذا المرض الخطير، وأشارت إحدى الوثائق إلى وفاة عدد من الأشخاص في رأس الخيمة بمرض الطاعون .(الوثائق البريطانية، مجلد ،5 ص377) .

تجربة هوسمان

في 1911 وصلت د . سارة هوسمان إلى العاصمة العمانية مسقط، وبدأت بالخدمة الطبية النسائية، وكان عدد مرضاها كبيراً وفي الوقت ذاته كانت تقوم بمهمتها التبشيرية حيث كانت تقرأ للنساء الإنجيل .

وبين سنة 1926 و1943 قام زملاء هوسمان الأطباء ديم وهاريسون وستورم وهوسمان وويلز وتوماس وملري برحلات واسعة في داخل شبه الجزيرة العربية وقدموا خدمات طبية جيدة للقبائل التي تعيش في تلك المنطقة حيث وجدوا أهلها يعانون العديد من الأمراض المعدية والأمراض المزمنة .

ولم تستطع الهيئة الطبية البقاء هناك طويلاً نظراً للظروف البيئية الصعبة، وكتبت د . سارة هوسمان سنة 1935 تقول: إن ما أصبو إليه هو أن أعثر بعون الله على بلدة هامة أتمكن منها فأنفذ إلى منطقة واسعة من القرى ثم أستقر في هذه البلدة وأحيا حياة تبشيرية عادية بين الناس . وفي 1932 افتتحت المحطة والمطار العسكري البريطاني في الشارقة، وأسست فيها وحدة طبية، وعام 1938 استقالت سارة هوسمان من الإرسالية لتقديم هذا النوع الرائد من العمل الطبي على نحو مستقل أولاً في عمان ثم في الشارقة على ساحل الخليج العربي . وقدمت خدماتها الطبية من خلال عيادة المحطة العسكرية، وتوافد إليها الكثير من النسوة للعلاج، ولظروف الحرب العالمية الأولى التي اندلعت عام 1939 واجهت الخدمات الطبية النسائية بعض الصعوبة من خلال تقديمها من المطار العسكري الذي كان يشهد حركة غير مسبوقة بسبب ظروف الحرب والأعمال العسكرية آنذاك، فقرر المسؤولون في المحطة وبطلب من حاكم الشارقة نقل العيادة النسائية إلى وسط المدينة، حيث استؤجر لها منزل بقرب سوق الشارقة ومبنى المعتمدية البريطانية المطل على ساحل البحر .

كما كان طلب النقل مؤيداً من هوسمان التي كانت تصبو إلى إيجاد بيئة مناسبة وأكثر ملاءمة للقيام بمهام التبشير بعيداً عن السلطات العسكرية البريطانية، فتم افتتاح العيادة الطبية النسائية هذه عام ،1940 وأخذت هوسمان بتقديم خدماتها الطبية بمساعدة أربع من الطبيبات اللاتي التحقن بها، كما قامت هوسمان ومن معها من طبيبات بأعمال التبشير إلى جانب التطبيب والعلاج، ولا تزال بعض الأمهات اللاتي كن يترددن على المستشفى الامريكي في الشارقة للعلاج أو للولادة أو أبناؤهن الذين سمعوا من أمهاتهم يذكرون أن الطبيبة (هوزمن) كما يسمونها، ومن معها من طبيبات وممرضات كن يقمن بترديد بعض الفقرات من الإنجيل ويطلبن من النساء وأقاربهن ترديدها خلفهن وكان الجميع يستقبل طلبهن بالضحك وعدم المبالاة .

وذكرت بعض المصادر أن تاريخ تأسيس مستشفى هوسمان يعود إلى العام 1952 وكونه أول مستشفى في الشارقة، عمت شهرته مدن الإمارات وركزت على الولادة والى جانب أنها تقوم بترديد فقرات من الإنجيل وتطلب من النساء حفظ تعاليم المسيح، وحتى وقت قريب ظل المستشفى يعمل تحت إدارة مختلفة، وهو يعتبر من أوائل المستشفيات التبشيرية في الامارات .

والصحيح أن قدوم هوسمان إلى الشارقة كان في عام ،1938 حيث عملت في عيادة المحطة ثم انتقلت إلى الموقع الجديد في وسط مدينة الشارقة القديم حيث افتتحت في العام 1940 عيادة طبية تابعة للقيادة العسكرية البريطانية في المحطة .

يقول إبراهيم عسكر: أنا من مواليد عام ،1944 وولدت في مستشفى سارة هوزمن، وهو مستشفى الإرسالية الأمريكية، وكان المستشفى في منطقة الشويهين، في المنطقة التراثية حالياً، بالقرب من بيت عبيد بن عيسى النابودة، وبيت الدولة الذي كان فيه المعتمد البريطاني، وكان فيه طابق كامل عبارة عن سرداب تحت الأرض، وهذا تحول إلى فندق وكان اسمه سيفيس، أي وجه البحر، وبعد ذلك أصبح مركزاً للشرطة، وظل إلى الثمانينات ثم أزيل . وكان المستشفى للولادة فقط، وكان مكوناً من اثنتي عشرة غرفة، وكان فيه أربع طبيبات أمريكيات كبيرات في السن، وأحياناً كان يحضر طبيب زائر بين فترة وأخرى ويقدم خدماته للرجال، ولم يكن قديماً لدينا تلك الأمراض التي نسمع بها في يومنا الحاضر . وهوزمن هي إحدى الطبيبات والمبشرات في المستشفى، حيث كان المستشفى يقوم بأعمال التبشير بالديانة النصرانية، وكان هؤلاء المبشرات الطبيبات والممرضات يقدمن خدمات جليلة للنساء الحوامل حتى وضعهن، وكان عندهن مبادئ وأخلاق وأمانة، وكن بعد العصر يجمعن النساء المريضات والوالدات في مكان علقت على جدرانه صور يقولون إنها للنبي عيسى المسيح عليه السلام، وهم يقولون عنه إنه يسوع، وكن يحدثن النساء عنه ويبشرن به، وبعد أن تنتهي المبشرة من الحديث تقوم النساء بالصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وبصوت مرتفع، وبهذا يضيع كل ما قامت به تلك المبشرة، لأننا كمسلمين من فطرتنا وعقيدتنا احترام ومحبة جميع الأنبياء ومنهم المسيح عيسى ابن مريم، عليه السلام، فلهذا كان النساء وكذلك الرجال يسمعون عن المسيح وهم يعرفون أنه نبي مرسل وحبه واجب ولكن عقيدتهم بدينهم الإسلامي كانت قوية ولا تتزعزع فلهذا لم تجد أو تسمع أن شخصاً من الشارقة أو أهل المنطقة تنصر طيلة فترة تواجدهم ومن قبلهم .

دور الكويت

إلى جانب قيام الكويت مشكورة بتقديم دعمها وخدماتها في المجالات التعليمية والثقافية، تولت مسؤولية تقديم خدماتها في الناحية الطبية، وقد أقامت عام 1966 ثلاثة مستشفيات وسبعة مستوصفات موزعة في مدن الإمارات المختلفة، يعمل فيها 26 طبيباً وطبيبة، يعاونهم 85 فرداً من ممرضات ومضمدين وصيادلة . . وكان متوسط عدد المراجعين بهذه المستشفيات والمستوصفات 1200 شخص يومياً، يتلقون العلاج والدواء كاملاً بلا مقابل . (دولة الإمارات في مجلة العربي، 1960-،1980 إعداد علي محمد راشد، الطبعة الأولى ،1988 الاستطلاع السادس، العدد 114 مايو ،1968 صفحة: 220) . وفي 1967 قامت الكويت بافتتاح مستشفى الكويت في مدينة الشارقة، وعن هذا المستشفى يقول إبراهيم عسكر: كان الناس قديماً يتعالجون عند الأطباء الشعبيين، لدينا العديد من المعالجات الشعبيات اللاتي يعالجن بالطب الشعبي والأدوية الشعبية مثل الياس والعشرج والسدر والخيل، وكنا نحن نقصد معسكر الآريف، وكان يوجد فيه مستشفى للعسكريين البريطانيين، وكان يقصده بعض الأهالي فيعالجونهم، وبعد ذلك فتح الإنجليز عيادة وكانت في موضع سوق السمك الحالي، ولكنها لم تستمر طويلاً، وفي مطلع السبعينات قامت حكومة الكويت بفتح مستوصف في منطقة سوق المجرة الحالي في بداية سوق السمك، تقريباً في نفس مكان العيادة الإنجليزية القديمة، قرب بيت ابن كامل، وعمل فيها الشيخ عبدالله بن محمد القاسمي كمضمد، وكان الأطباء مصريين، وبعد ذلك شيدت الكويت مستشفى الكويت الذي كان موجوداً في منطقة النباعة، وكانت هذه المنطقة قديماً تقع خارج المدينة والعمران، وبني في هذا المكان ليصبح كحجر طبي، وبعيداً عن المدينة، حيث خصص لأمراض السل، وغيرها من الأمراض المعدية . وبعد ذلك انتقل المستشفى إلى مكانه الحالي، وبناه في الأصل طبيب عراقي يسمى عبدالعزيز، وجعل فيه عنابر عديدة، وكان ينوي فتحه كمستشفى خاص، ولكنه لم يستمر، فجاءت حكومة الكويت وأخذته ونقلت اليه المستشفى، الذي لا يزال في موقعه إلى يومنا الحاضر .

قبل ثلاث سنوات من قيام المستشفى، كانت الشارقة تعاني حالة من تفشي الأمراض السارية والمستوطنة وكانت الإمارة كلها تفتقر إلى طبيب واحد . ولكن الأمور تبدلت وأصبح العلاج ميسوراً بعد أن شيدت الكويت مستشفى فيه عشرون سريراً للرجال والنساء، وبعد أن أخذ الأطباء العرب يقصدون الشارقة ليمارسوا أعمالهم الإنسانية . ولم تمر فترة وجيزة حتى أصبحت الخدمات الصحية ميسورة لكل مواطن في الإمارة وفي كل مدينة وقرية . (مجلة الوعد، مجلة أسبوعية جامعة، عدد خاص عن الخليج ،1970 بيروت لبنان) .

ممرضات مواطنات

كان للشارقة السبق في مجال دخول العنصر النسائي المواطن في مجال الطب والتمريض، حيث دخلت فتيات الشارقة هذا المجال قبل شقيقاتهن في بقية إمارات ومدن الدولة .

وقد دخلت الفتاة مجال التمريض لأنها خير من يتفهم أمراض بني جلدتها، فعملت 20 فتاة كممرضات في مستشفيات ومستوصفات الكويت على الساحل . (دولة الإمارات في مجلة العربي، 1960-،1980 إعداد علي محمد راشد، الطبعة الأولى ،1988 الاستطلاع السادس، العدد 114 مايو ،1968 صفحة: 191) .

إن مجتمع الشارقة الوليد قد يتطور في وقت قريب جداً وسيساعده على التطوير كون الفتى والفتاة في مستوى فكري واحد، كذلك فإن المرأة الشارقية أكثر نساء الساحل تفتحا، وهناك ثلاث فتيات شارقيات يكملن دراستهن الجامعية في القاهرة والكويت، ويوجد 20 فتاة شارقية يعملن ممرضات في مستشفيات ومستوصفات الكويت على ساحل عمان . (مجلة الوعد، مجلة أسبوعية جامعة، عدد خاص عن الخليج ،1970 بيروت لبنان) .

خورفكان

خصص مكتب الكويت في الإمارات، طبيباً ليعمل في خورفكان، ولكنه ما كاد يقضي أسبوعين هناك حتى عاد هارباً، مفضلاً العيش في منطقة مزدهرة قريبة . . ولم يقبل أي طبيب عربي العمل في خورفكان حتى تقدم طبيب هندي وزوجته هو الدكتور مالك أزهر إيمام ووافقا على الذهاب للعمل هناك . ونحن نسجل اسمه على صفحات العربي تكريماً له، وإعجاباً بعنايته بمئة وخمسين مريضاً ومريضة يأتونه يومياً في السيارات وعلى ظهور الجمال من مسقط والشارقة والفجيرة وعمان، يشكون من فقر الدم، وآلام الأسنان، والسل، والعمى، والملاريا، وأمراض النساء . (دولة الإمارات في مجلة العربي، 1960-،1980 إعداد علي محمد راشد، الطبعة الأولى ،1988 الاستطلاع الخامس، العدد 96 نوفمبر ،1966 صفحة: 181-182) .

ممرضة في جزيرة أبوموسى

حفظ التاريخ دور مصر في مجال التعليم، كما كان في مجالات الطب والعلاج في الإمارات، حيث قام العديد من الأطباء والممرضين الملحقين بالعيادات والوحدات الطبية المدرسية أو في المدارس النائية بتقديم خدماتهم للأهالي، وقام العديد من الممرضات اللاتي عملن في الوحدات الصحية المدرسية بتقديم خدماتهن للأهالي وخاصة النساء وبشكل تطوعي وإنساني بلا أي مقابل .

أبلة سامية شعلة لا تنتهي من النشاط، لقد وهبت حياتها ووقتها لتلميذاتها وأسرهن، فهي ليست مدرسة فحسب، بل ممرضة أيضاً . . إنها تقوم بتدريس أبنائها في الصباح، فإذا انتهى الدرس راحت تعنى بالمرضى وتخفف عنهم آلامهم . . فليس في الجزيرة طبيب أو ممرضة، ولكن عملها لا ينتهي عند هذا الحد، فهي مشرفة اجتماعية تقوم بحل مشاكل النساء في جزيرة أبوموسى . (دولة الإمارات في مجلة العربي، 1960-،1980 إعداد علي محمد راشد، الطبعة الأولى ،1988 الاستطلاع السابع، العدد 119 أكتوبر ،1968 صفحة: 229) .

مستشفى القاسمي

يعتبر مستشفى القاسمي من أحدث المستشفيات في الشارقة والإمارات، وشهد المستشفى إنجاز الكثير من العمليات الناجحة والنادرة على مستوى الدولة والعالم، ففي عام 1969 وضع المغفور له باذن الله الشيخ خالد بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة (1965-1971) حجر الأساس لبناء مستشفى القاسمي، وبعد وفاته عام 1971 توقف العمل في المستشفى، وفي 12مارس/ آذار 1973 أمر المغفور له باذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باستكمال مباني مستشفى القاسمي وأمر بتزويده بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية والفنية وذلك بعد توقف الأعمال الإنشائية فيه لأكثر من عامين، جاء ذلك أثناء زيارته للشارقة والتقائه بأخيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة . (الاتحاد 13مارس/ آذار 3197 ص4) .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"