العوامل النفسية سبب رئيسي في الفشل الدراسي

03:33 صباحا
قراءة 5 دقائق
تحتل الحالة النفسية للطالب جزءاً كبيراً من تفكيره، وتشغل العقل بأمور خارجة عن الدراسة، وتؤدي هذه الحالة النفسية السيئة إلى وقوع الطالب في براثن الفشل، والكثير من الطلاب والطالبات يتعرضون للفشل الدراسي بسبب مرورهم ببعض الظروف والحالات النفسية السيئة، فنجد الكثير من الطلاب ينشغل بالخروج والفسح والتنزه، وآخرين يمكثون على أجهزة التابلت والموبايل والكمبيوتر أوقاتاً طويلة، تصل إلى 6 و 7 ساعات يوميا، رغم أنهم في الدراسة ويحتاجون إلى تنظيم الوقت والى الراحة.
هناك حالة نفسية تشغل بال هؤلاء وتجعلهم ينصرفون عن الكتاب الدراسي هرباً من الواقع، والحالة النفسية لا بد وان يتبعها ردود أفعال غير معتادة ومؤثرة على مسيرة الطالب التعليمية، ويعلم الطالب المصاب بحالة نفسية مسبقاً أنه سوف يفشل في الفصل الدراسي، مما يؤدي إلى إصابته بحالة هياج وانفعال وخوف وقلق مبكر، وطبيعي أن تقل ثقة هذا الطالب بنفسه، ويتوقع ردود أفعال من حوله في البيت عندما يفشل، ويزيد ذلك من الحالة النفسية السيئة، ولكن يستطيع الطالب أن يتخطى كل هذه العقبات إذا تجاوز الحالة النفسية السيئة.
الخلافات الأسرية
يحدث الفشل الدراسي عندما تصبح علاقة الطالب بالكتاب المدرسي سيئة وغير واضحة، وغالبا ما يترك الكتاب ويهمله، وبذلك تتكون فجوة كبيرة بين الطالب وعملية التحصيل والدراسة ككل، وهناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الفشل الدراسي، أهمها هي الحالة النفسية للطالب والتي يمكن أن تحدث نتيجة ظروف عائلية، أهمها الخلافات المستمرة داخل البيت والتي تسبب التفكك الأسري وشرود الطالب في التفكير في المستقبل المظلم، وأيضاً سوء الأحوال الاجتماعية والاقتصادية تؤثر كثيرا على نفسية الطالب، ففي بعض الأحيان يضطر الطالب إلى الخروج للعمل لمساعدة أسرته الفقيرة على الإنفاق، بما يخلق لدى هذا الطالب حالة نفسية غير سوية، لأنه لا يعيش مثل بقية أقرانه من الطلاب، وغالبا ما ينعكس ذلك على العملية التعليمية، ويمكن أن يصاب الطالب أو التلميذ بحالة نفسية ناجمة عن رعب التفكير في المستقبل، وتتراكم عليه الهموم بسبب هذا التفكير في أنه حلم والديه في أن يصبح متفوقا ويحصل على أعلى مكانة علمية، والحالة النفسية غالبا ما تؤدي إلى الفشل الذي يغير مسيرة الحياة، ويزيد من تفاقم الضغط النفسي بسبب تحطم الأحلام والألم النفسي نتيجة فقدان الأمل والهدف الذي ضاع.
التراخي في الدراسة
يستطيع الطالب الفاشل دراسياً بسبب الحالة النفسية السيئة أن يتدارك ما فاته ويكمل ما عجز عنه، وذلك عندما يكون لديه إرادة وعزيمة على الخروج من هذه الحالة النفسية، فالفشل الدراسي يمكن تعويضه ببعض الطرق والأساليب، ولكن الحالة النفسية هي التي تعوق التخلص من الفشل الدراسي، ولا بد أن يعرف الطالب أن الإرادة والعزيمة القوية ودرجة التصميم على تحقيق التفوق هي أساس النجاح والوصول إلى أعلى درجات القمة، والحالة النفسية السيئة يمكن أن تحول الطالب المتفوق الذكي في التحصيل الدراسي إلى حالة من التراخي في الدراسة، والتي يعقبها نوع من الفشل الدراسي، وأحياناً يستمر هذا الفشل في كل مراحل التعليم، بمعنى أن يتحول الطالب من حالة التفوق والحصول على مراكز متقدمة في النتيجة إلى النجاح بدرجات بسيطة، وينتقل إلى مراكز متأخرة بين أقرانه من الطلاب، ويمكن أن يظل على هذه الحالة فترات طويلة، ولكن إذا استطاع أن يتجاوز الحالة النفسية السيئة ويخرج منها وأن يعود إلى سابق عهده من التفوق الدراسي، ولكن عليه أن يجتهد أضعاف المرة السابقة حتى يعوض ما تخلف عنه من تحصيل المواد الدراسية، وذلك يتوقف على درجة الحالة النفسية التي مر بها، وأيضاً على الفترة التي استمرت فيها هذه الحالة النفسية، ويمكن أن يصاب الطالب بحالة من العصبية بسبب الفشل الدراسي، ويتحول إلى شخص آخر ينفعل ويتطاول ويحطم الأشياء من حوله.
التفوق رغم التقصير
تؤثر الحالة النفسية الجيدة على التحصيل الدراسي، وتؤدي إلى التفوق وتحقيق الهدف في الالتحاق بأعلى الكليات، وذلك على الرغم من التقصير في بعض الجوانب الأخرى التي تتعلق بالعملية التعليمية، فهناك بعض الطلاب الذين ينقطعون بعض الأيام عن المدرسة نتيجة بعض الظروف، وأيضاً لا يلاحظ عليهم تفوق بدرجة كبيرة أثناء المناقشات في الفصل، ويجلسون فترات قليلة للمذاكرة، ولكن حالتهم النفسية السعيدة والقوية تجعلهم من أوائل الطلاب في نتيجة آخر السنة الدراسية، ويتفاجأ أقرانهم من الطلاب بعد حصولهم على هذه النتيجة الكبيرة، والسر في الحالة النفسية السوية والجيدة، التي وفرت للطالب ظروفاً للتحصيل الدراسي في أوقات قصيرة، والتصميم على النجاح والتفوق والمنافسة، ورأينا بعض الطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة فترات طويلة بسبب إجراء بعض العمليات الجراحية، ثم أكملوا الدراسة بالمنازل، وكانت النتيجة أنهم حصلوا على درجات كبيرة تؤهلهم إلى كلية الطب أو كليات القمة، وهذا يرجع إلى توافر الظروف النفسية المناسبة والملائمة لتعويض ما فات من وقت ومن مقررات دراسية، بل تفوقوا في التحصيل الدراسي في أوقات قياسية، فكل طالب أو طالبة لديه قدرات عقلية قوية، تستطيع أن تقوده إلى التفوق والحصول على الدرجات النهائية، ولكن الشرط الأساسي هو توافر الظروف والعوامل النفسية الطبيعية والسوية التي تمكن الطالب من تحدي من حوله، والاستخدام الأمثل لهذه القدرات العقلية في التحصيل والتعلم والتفوق.
العودة للقمة
فشل بعض الطلاب الذين أصابتهم حالات نفسية سيئة في تخطي سنة دراسية، لا يعوقهم عن محاولة الإعادة والنجاح في العام المقبل، شرط التماسك وتخطي الحالة النفسية بتدرج إلى أن يستعيدوا ثقتهم النفسية في العام التالي، بمساعدة الأم والأب ومن حولهم، ثم يبدأون في التخلص من المواقف النفسية، وبعد ذلك سوف يعودون إلى طبيعتهم ويلتحقون بقطار المتفوقين والقمة في الفصل الدراسي أو السنة الدراسية، إذن الحالة النفسية عليها عامل كبير في عملية التحصيل الدراسي، ومن ثم التفوق الدراسي واستكمال مسيرة التعليم بشكل طبيعي، أما الضغوط النفسية الدائمة التي يمارسها الآباء على الطلاب للتفوق، غالبا ما تأتي بنتيجة عكسية ويحدث الفشل الدراسي، لأنه مصير أي طالب مدمر نفسياً، ولن يحدث أي إنجاز في مجال لا يحب الطالب دراسته، فمثلاً لو أرغم الطالب على دراسة لغة أجنبية لا يحبها، فإن حالته النفسية سوف تؤثر سلباً على هذه العملية، وفي النهاية لن يتقن أو يتعلم هذه اللغة، وكم من نماذج في المجتمع حدث معها مثل هذه الأشياء، وخرجت بعد سنوات من الدراسة صفر اليدين من هذه اللغة.

ضغوط الآباء

تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن الحالة النفسية مهمة جداً في العملية التعليمية، ويمكن أن تحدد مصير الطالب من التفوق أو الفشل، وكشفت الدراسات أن الكثير من الطلاب أصحاب القدرات المتوسطة تفوقوا بكثير من العلامات المميزة في التعليم والعام الدراسي، والتي لم يكن الكثير من المحيطين يتوقعونها، وعلى العكس حصل طلاب متميزون على علامات أقل ودرجات ضعيفة رغم قدراتهم العقلية العالية عن الآخرين، والسبب يرجع إلى توافر ظروف نفسية جيدة للفئة الأولى أصحاب القدرات المتوسطة، كما أن إرهاق الآباء لأبنائهم بأحلام كبيرة في الوصول إلى كليات القمة يسبب لهم عبئاً نفسياً كبيراً، ويخلق حالة من التوتر المستمر ويرهقهم نفسياً، ويخوفهم ويصيبهم بالقلق والخوف على المستقبل، وكثير من الطلاب يصاب بحالة من الإحباط، نتيجة مطالبة الأم والأب المستمرة لهم بدخول كليات القمة، فيصاب الطالب بالإحباط المبكر وحالة اللامبالاة، لأن الشخص مطالب بكم من المسؤوليات التي تفوق حجمه وإمكانياته، ويتسلل إلى نفسيته نوع من الهزيمة المبكرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"