المدينة المنورة . . عاصمة الإسلام الأولى

أماكن في القرآن
08:41 صباحا
قراءة 4 دقائق
مكان اليوم نال حباً كبيراً من النبي صلّى الله عليه وسلم فأحبه المسلمون محبة لله ورسوله واتباعاً للسنة المطهرة . . المدينة المنورة إليها خرج مهاجراً، وعلى أرضها بني أول مسجد في الإسلام، وبها مرقد خير البشر، وهي أول عاصمة إسلامية، كانت تسمى قبل الهجرة "يثرب" .
تبلغ مساحتها 150 كيلومتراً مربعاً، وترتفع عن سطح البحر 625 متراً تقريباً، وتبعد عن مكة المكرمة 430كم شمالاً، وعن شاطئ البحر الأحمر بنحو 150كم، وأقرب الموانئ إليها ميناء ينبع الذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها، وتبعد عن عاصمة المملكة الرياض بنحو 980 كيلومتراً، وتتميز بخصوبة أرضها ووفرة مائها وعذوبته .

عتاب للمؤمنين

"ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه . ."، (التوبة الآية 120) .
ورد لفظ "المدينة" في القرآن الكريم أربع عشرة مرة، منها أربعة مواضع قصد بها "المدينة المنورة"، مرتان في سورة التوبة (الآيتان 101 و120)، ومرتان في سورتي الأحزاب (الآية 60)، والمنافقون (الآية 8)، وورد لفظ "يثرب" بتسميتها القديمة مرة واحدة، وذلك في سورة الأحزاب في قوله تعالى: "وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا . ." (الآية 13)، كان اسم المدينة المنورة قبل هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام إليها هو "يثرب"، ويقال إن هذا اسم رجل كان أول من سكن المدينة المنورة بعد الطوفان، وهناك أكثر من رواية حول سبب التسمية، إلا أن الثابت أن العرب عند ظهور الإسلام كانوا يدعونها بهذا الاسم ثم تغير إلى اسم "المدينة المنورة" بعد الهجرة النبوية المباركة، ويقول ابن هشام في كتابه "السيرة النبوية": "كانت تسمى يثرب فسماها رسول الله، صلى الله عليه وسلم المدينة، وكره أن تسمى يثرب، وذلك لأن هذه التسمية التي لحقت بها إنما جاءت على عهد اليهود الذين سموها بها وهي تعني الفساد" .
وذكر الطبري، والقرطبي في تفسيريهما لهذه الآية أنه لم يكن لأهل المدينة، ومن حولهم من الأعراب سكان البوادي، الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وهم من أهل الإيمان به، أن يتخلفوا في أهاليهم ولا دارهم، ولا أن يرغبوا بأنفسهم عن نفسه في صحبته في سفره والجهاد معه ومعاونته على ما يعانيه في غزوه، فيخبر سبحانه وتعالى أنه لم يكن لهم هذا، لأنهم لا يصيبهم في سفرهم إذا كانوا معه عطش ولا تعب، ولا مجاعة في إقامة دين الله ونصرته، وهدم منار الكفر، وهذه معاتبة للمؤمنين من أهل يثرب وقبائل العرب المجاورة لها، كمزينة وجهينة وأشجع وغفار وأسلم على التخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك .

جبل أحد

أما عن جبالها وتضاريسها وسكانها فقد ذكر ابن القيم في كتابه (زاد المعاد) أن أهم جبالها هو جبل أحد ويقع شمال المدينة الذي حدثت عنده معركة أحد، وتوجد بجوار الجبل قبور شهداء أحد وقبر حمزة بن عبدالمطلب عم النبي وأسد الله، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن جبل أحد يحبنا ونحبه، وهو على ترعة من ترع الجنة"، (رواه ابن ماجة)، وكذلك عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد جبل أُحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم، فضربه برجله وقال: (اثبت أحد، فما عليك إلا نبي، أو صدّيق، أو شهيدان)، وفي رواية: (فإنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان)، (رواه البخاري)، ويقع شماله جبل ثور وهو الحد الشمالي للمدينة المنورة، وتسكن المدينة قبائل الأنصار: وهم الأوس والخزرج السكان الأصليون للمدينة المنورة، وبقي منهم بعض العوائل الثابت نسبهم، وقلة الأنصار اليوم ترجع إلى عدة عوامل أهمها تصديق للحديث النبوي الشريف "إن الناس يكثرون، وتَقِل الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي منكم أمراً يضر فيه أحداً أو ينفعه فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم"، والعامل الآخر في قلتهم بالمدينة هو مشاركتهم بالغزوات والفتوحات الإسلامية، فمنهم من استقروا في الأمصار والأقطار التي توجهوا إليها، ومنهم من استشهد وتوفي، وعدد العوائل الثابت نسبهم قليل، وهناك بعض المهاجرين في القرون المتأخرة لقبوا أنفسهم بالأنصار، ولكنهم ينفون نسبتهم إلى أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناك أيضاً قبيلة الأشراف ومعظمهم من بني الحسين رضي الله عنه .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاؤوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا" .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"