ترميم قلاع وحصون الفجيرة‮ ‬يعيد شموخها

عرفها التجار والقادة منذ آلاف السنين
23:52 مساء
قراءة 4 دقائق
الفجيرة بكر المحاسنة‮:‬

نستعيد قصصهم وحكاياتهم،‮ ‬نعيدهم بيننا ليعيدوا إلينا البهاء والشموخ،‮ ‬نستعيد بيوتهم وأماكن بوحهم،‮ ‬نقرأ أسرارهم في‮ ‬زوايا النسيان،‮ ‬نراقب من ذاكرتهم كيف بنوا وكيف صنعوا وكيف أسسوا لحياة جميلة‮.‬

المواقع الأثرية التي‮ ‬تنشر على التاريخ وجه الفجيرة تؤكد لزائرها أنها مدينة عريقة،‮ ‬بأهلها وإرثها الحضاري‮ ‬وتاريخها الشامخ شموخ التاريخ.كما أن إعادة البهاء لهذه القلاع‮ ‬يؤكد أننا لا نزال نرتبط بأهلها حباً‮ ‬وتيمنّا وجذوراً‮ ‬راسخة في‮ ‬عمق الأرض كجذور هذه القلاع‮.‬

لابد من إعادة الاعتبار لها وإعادة إلباسها لباساً‮ ‬جميلاً‮ ‬كما كانت لنقرأ في‮ ‬جنباتها قصص أهلنا الذين ذهبوا وبقي‮ ‬إرثهم،‮ ‬وتعد القلاع والحصون التاريخية بالفجيرة التي‮ ‬تقوم هيئة الفجيرة للسياحة والآثار على إعادتها سيرتها الأولى وتأهيلها وترميمها من خلال أعمال الترميم،‮ ‬شاهداً‮ ‬على عراقة وتاريخ امارة الفجيرة،‮ ‬وتشكّل هذه المباني‮ ‬التاريخية سجلاً‮ ‬تاريخياً،‮ ‬إذ عرفها التجار والقادة والحكام منذ آلاف السنين،‮ ‬لذلك حملت تفاصيل حياة كل منطقة توجد فيها‮ ‬،‮ ‬فمنذ نشوئها سكن الناس فيها وإليها التجؤوا في‮ ‬الحروب‮.‬

سعيد السماحي‮ ‬مدير هيئة الفجيرة للسياحة والآثار‮ ‬يقول‮: «‬تولي‮ ‬الهيئة القلاع والحصون،‮ ‬اهتماماً‮ ‬كبيراً‮ ‬نظراً‮ ‬لقدمها،‮ ‬وما تبرهن عليه من حقائق للسياح والأجانب،‮ ‬وهناك العديد من تلك القلاع والحصون التي‮ ‬شملها الترميم وإعادة التأهيل منها قلعة البثنة ومسافي‮ ‬وحصن الحيل والعمل جار الآن على ترميم قلعتي‮ ‬سكمكم ودبا الفجيرة‮.‬
وعن أعمال الترميم في‮ ‬قلعة البثنة‮ ‬يقول السماحي‮: «‬استغرق ترميمها أكثر من عام،‮ ‬وخلال ذلك تم إصلاح كافة أركان القلعة التي‮ ‬تتكون من مبنى رئيس مخروطي‮ ‬الشكل من ثلاثة طوابق تعلوها أجزاء هرمية الشكل،‮ ‬لغرض الدفاع والرقابة،‮ ‬ويدخل في‮ ‬بنائها الحجر والصاروج والطين وجذوع وسعف النخيل والليف والسميم،‮ ‬كما أعيد ترميم أحجار الجرانيت والأحجار النارية التي‮ ‬تمت في‮ ‬عمليات التشييد،‮ ‬وجميعها جلبت من منطقة البثنة نفسها التي‮ ‬تحتوي‮ ‬جبالها على مختلف أنواع الأحجار وهي‮ ‬من أكثر قلاع الفجيرة تميزاً‮ ‬وشهرة،‮ ‬بعد قلعتها الرئيسية،‮ ‬نظراً‮ ‬لبنائها الفريد ومكانها المطلّ‮ ‬على الشارع الرئيسي‮ ‬في‮ ‬مدخل مدينة الفجيرة‮».‬
أما عن أعمال الترميم في‮ ‬قلعة مسافي‮ ‬يقول السماحي‮ «‬استخدمت في‮ ‬ترميم وإعادة تأهيل قلعة مسافي‮ ‬مواد من البيئة المحلية في‮ ‬عمليات الترميم الخاصة بها لضمان تجانسها الكامل معها،‮ ‬وتم تأهيل وترميم القلعة وبرجها بالكامل وملاحقها المجاورة لها،‮ ‬وتعد قلعة مسافي‮ ‬من القلاع التي‮ ‬تم تشييدها على أحد التلال الصغيرة ذات الارتفاع المنخفض نسبياً،‮ ‬وتأخذ شكل مربع،‮ ‬وتضم برجاً‮ ‬واحداً‮ ‬دائري‮ ‬الشكل من الناحية الجنوبية الغربية بارتفاع‮ ‬7‮ ‬أمتار وطول قطره‮ ‬يصل إلى نحو‮ ‬5‮ ‬أمتار ويحتوي‮ ‬على‮ ‬غرف متعددة داخل فنائه الخاص،‮ ‬مؤكداً‮ ‬على أن خلال عمليات التنقيب والتأهيل التي‮ ‬قامت بها الهيئة اكتشفت قناة مائية تحت القلعة تعدّ‮ ‬من أندر المكتشفات خلال السنوات الأخيرة،‮ ‬حيث نجح فريق من المنقبين الأثريين اليابانيين في‮ ‬اكتشاف هذه القناة المائية التي‮ ‬تجري‮ ‬أسفل القلعة في‮ ‬الجهة الشرقية من برج القلعة،‮ ‬بمسافة تصل إلى بضعة كيلو مترات‮.‬وتمرّ‮ ‬باتجاه الجنوب الغربي،‮ ‬وتصب فيها قناتان مائيتان أخريان‮.‬وتقوم الهيئة الآن بترميم وتأهيل بيت الشيوخ في‮ ‬مسافي‮ ‬وأصبح في‮ ‬المرحلة الأخيرة من إعادة الترميم‮».‬
كما تم الانتهاء من ترميم حصن ومربعة الحيل التي‮ ‬تقع وسط سلسلة من الجبال في‮ ‬منطقة الحيل حيث تم ترميم وتأهيل وحدة بنائية تمثل مجمعاً‮ ‬سكنياً‮ ‬كبيراً‮ ‬يحتوي‮ ‬على قاعات للاستقبال وللاجتماعات وغرف للنوم ومخازن ومطبخ ومحاط بسور حصين مزود بفتحات لرمي‮ ‬الأسلحة الكبيرة والصغيرة،‮ ‬وجدرانه من الداخل المزينة بديكور بديع وفيها كوات جميلة المنظر،‮ ‬وصبغت بعض القاعات من الداخل بالجير الأبيض،كما تم ترميم‮ ‬المجلس الذي‮ ‬يقع‮ ‬خارج المجمع الذي‮ ‬كان‮ ‬يستخدم للضيوف والزوار‮ ‬،‮ ‬كما أعيد تأهيل وترميم‮ ‬برج المراقبة الذي‮ ‬يقع على‮ ‬قمة الجبل ليطل منها على القصر والقرية،‮ ‬وبنيت قلعة الحيل من الطين والطابوق والحصى والعروق الخشبية‮.‬
وعن أعمال الترميم بقلعة دبا الفجيرة‮ ‬يقول السماحي‮: ‬تعتبر قلعة دبا من‮ ‬القلاع التاريخية ذات الماضى العريق الذي‮ ‬يتميز بالعديد من الحروب القديمة بين العرب والفرس،‮ ‬وتمت إعادة ترميم كافة أجزاء القلعة وترميم أبراجها لكي‮ ‬تصبح كما كانت عليه في‮ ‬الماضي‮ ‬مستخدمين في‮ ‬الترميم والتأهيل المواد المحلية الاصيلة التي‮ ‬بنيت منذ مئات السنين و تتميز القلعة بموقعها الفريد المطل على السواحل البحرية للمنطقة‮«.‬
ويؤكد السماحي‮: ‬أعمال الترميم والتأهيل لتلك المواقع جاءت ضمن خطة الهيئة الرامية لإعادة ترميم المواقع الأثرية في‮ ‬الإمارة التي‮ ‬تتمثل في‮ ‬تفعيل وتوظيف السياحة الأثرية في‮ ‬الإمارة لاستقطاب الكثير من السياح والزوار،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلى أن أعمال الترميم تعتمد المواصفات العالمية المدرجة من اليونيسكو بحيث تستخدم المواد المحلية من صخور البازلت والطين المحروق في‮ ‬أعمال الترميم وتأهيل تلك القلاع والحصون‮.‬‮ ‬
وأضاف‮: «‬الهيئة تسعى إلى إدخال المواقع الأثرية الأخرى أيضاً‮ ‬ضمن خطتها السياحة الأثرية الطموحة لتنال قدراً‮ ‬من الاهتمام والترويج والمشاهدات اليومية‮».‬

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"