جزيرة النباتات تنافس آثار الفراعنة في أسوان

23:12 مساء
قراءة 3 دقائق
القاهرة «الخليج»:

تنافس حديقة النباتات على الضفة الشرقية من نيل أسوان، بموقعها الفريد وما تضمه من نباتات نادرة، آثار الفراعنة في الجذب السياحي، بعدما تحولت خلال السنوات الأخيرة، إلى مقصد للسائحين من مختلف الجنسيات.

ويرجع تاريخ هذه الحديقة الغناء إلى بدايات القرن التاسع عشر، حيث كانت فيما مضى واحدة من الاستراحات الملكية التابعة للأملاك الأميرية، بعد أن ظلت لعقود تمثل موطناً لإحدى قبائل النوبة، الذين أطلقوا عليها اسم «جت نارتي» أي جزيرة النطرون، قبل أن يقوم اللورد الإنجليزي «كتشنر» بترحيلهم من الجزيرة، وتحويلها إلى مقر لقيادة حملته العسكرية على السودان في نهايات القرن التاسع عشر، حيث أطلق عليها حينذاك اسم «جزيرة الرادار»، وهو الاسم الذي ظل لصيقاً بها حتى قرر الملك فؤاد الأول، ضمها إلى ممتلكات الأسرة العلوية، واتخاذها استراحة شتوية للأسرة المالكة.
وتعد جزيرة النباتات واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في قلب النيل بأسوان، وهو ما دفع الحكومة المصرية إلى ضمها رسمياً إلى وزارة الزراعة في العام 1971، وإخضاعها لقانون المحميات الطبيعية، لتتحول إلى واحدة من أكبر مراكز الجذب السياحي في أسوان، بما تضمه من نباتات ساحرة، وبما يحيط بها من آثار، من أشهرها متحف الفنتين، ومقابر النبلاء، فضلا عن مقبرة الأغاخان، وقبة أبو الهواء، ومحميتي سالوجا وغزال.
وتتخذ جزيرة النباتات في أسوان شكلاً بيضاوياً، يتوسط مجرى النيل على مساحة تبلغ نحو 17 فداناً، ويصل طول الجزيرة إلى نحو 650 متراً، فيما يبلغ أقصى عرض لها نحو 115 متراً، وهي مقسمة إلى 27 حوضاً تضم مجموعات نادرة من الزهور والأشجار، فضلاً عن النباتات الاستوائية وشبه الاستوائية.
وتقسم النباتات الموجودة في الحديقة إلى سبع مجموعات على حسب أهميتها الاقتصادية، وهي مجموعة الأشجار الخشبية، وتشمل 32 جنساً، وتنتج أجود الأنواع الخشبية التي تستخدم في الأغراض المختلفة، التي ساعد مناخ أسوان على سرعة نموها، مثل الكايا الإفريقي، الماهوجني، الأبنوس، خشب الصندل، وغيرها، كما تضم الجزيرة مجموعة أشجار الفاكهة الاستوائية التي تشمل 20 جنساً وهي فاكهة غير تقليدية وغير متداولة في الأسواق المصرية، مثل: عين الخروف، الجاك فروت والباباظ والبشملة والأوجينيا والكازميرو.
وتحتل مجموعة النباتات الطبية والعطرية مكانة كبيرة داخل جزيرة النباتات، وهو الأمر الذي جعلها أشبه ما تكون بمعمل ثابت للأبحاث العملية ينتقل إليه الباحثون لدراسة العديد من النباتات والزهور في أماكن زراعتها، بدلاً من انتزاعها ونقلها للمعامل، أو إنباتها داخل معامل مغلقة في حيز ضيق وصغير، وتشمل النباتات الطبية والعطرية 16 جنساً، منها: حشيشة الليمون والريحان والقرنفلي والبردقوش والجاتروفا والحناء والزنجبيل والقرنفل والتمر هندي والسواك والدوم والكركديه، كما تضم الحديقة مجموعات من نباتات التوابل ونباتات الألياف ونباتات الزينة والنباتات الزيتية. وتعد الشجرة الخجولة، إحدى أشهر الأشجار في جزيرة النباتات، وقد أطلق عليها هذا الاسم، لأنها تخجل إذا ما لمسها أحد، فتضم أوراقها وتنكمش وكأنها تخجل، وإذا ما ابتعد عنها تعود لحجمها الطبيعي.

وتستقبل جزيرة النباتات ما يزيد على 10 آلاف زائر يوميا، خاصة في مواسم السياحة الأوروبية، للاستمتاع بمجموعتها النادرة من النباتات المعمرة، التي يصل عددها إلى نحو 380 نوعا نباتيا، تنتمي إلى 250 جنسا، ونحو 85 عائلة، بالإضافة إلى 20 نوعاً مجهولاً غير معروف، ويتضمن سجل الزيارات الرسمية لجزيرة النباتات العديد من أسماء الرؤساء والزعماء الذين كان لهم حظ في زيارتها، ومن أشهرهم رئيس وزراء الهند التاريخي نهرو، والملكة إليزابيث ملكة انجلترا، ورئيس يوغسلافيا الأشهر جوزيف تيتو.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"