حصة السويدي: أستمد تصميماتي من وحي بيئتنا وتراثنا

02:55 صباحا
قراءة دقيقتين
حوار: مها عادل

المصممة الشابة حصة السويدي نموذج ملهم من الشباب الإماراتي الذي يحلم بخدمة بلاده، ويعمل على تسخير قدراته ومهاراته وتطويرها لإعلاء اسم وطنه ودعم مجتمعه في الداخل والخارج. وتحرص السويدي على توظيف فنها ودراستها وإبداعاتها في مجال التصميم وطباعة الأقمشة لأحياء تراث وثقافة الإمارات من خلال الاستفادة من عناصر البيئة الطبيعية حولها، وتحويلها لقطع فنية قابلة للاستخدام وتحقيق الاستدامة.
تحدثنا السويدي عن طبيعة دراستها، وقدر استفادتها، وتقول: «درست 5 سنوات في بريطانيا في مجال طباعة المفروشات، وفور تخرجي العام الماضي شاركت بمعرض للخريجين بلندن، وجاء اختياري للمشاركة به ضمن 15 طالباً من بين 55 طالباً يمثلون دفعة الخريجين من كل الجنسيات، وحازت أعمالي إعجاباً واستحساناً لافتاً، وهو ما شجعني على الاستمرار في الإبداع، واستفدت كثيراً من دراستي وعملي هناك، حيث اكتسبت أسس تصميم وتنفيذ الأشكال والرسومات المطبوعة على الأقمشة المختلفة عبر أحدث الآليات والنظريات، وحلمت حينها باستكمال مشواري في بلدي».
تضيف السويدي: اكتملت سعادتي عند عودتي لوطني، حيث تمت دعوتي للمشاركة في معرض «فاشكالتيفيت» بالشارقة الذي يحتفي بثقافتنا وتراثنا وكيفية توظيف عناصر البيئة الطبيعية من حولنا في تصميم الموضة بمختلف مجالاتها من الأزياء إلى الأقمشة.
وتقول: «يجب على الشباب العربي، الذي تتاح له فرصة التعليم بالخارج واكتساب فرص أكبر للاطلاع والانفتاح على آليات التطور في الغرب، وخاصة في مجال الفنون، أن يعتبرها وسيلة لخدمة وطنه وأهله، بما تعلمه وبنقل خبراته ومعلوماته إلى بلده بعد أن يصبغها بثقافته الأصلية، ويضيف إليها روح البيئة والتراث التي نشأ بها حتى تكتسب خصوصية وتميزاً تصل بها إلى العالمية، وهذا هو منهجي في نشر فني».
وعن أحدث تصميماتها تقول: حرصت من خلال مشروعي الأخير على أن أختار تصميماً لأقمشة الخيام خلفية لرسوماتي التي تمثل تاريخنا كمنطقة صحراوية من وحي البيئة. وأضفت إليها رسومات تمثل سعف النخيل وبذوره وأشجاره التي ترتبط في ذاكرتي بمرحلة الطفولة، حيث كان جدي يمتلك مزرعة كبيرة للنخيل، أمضيت بها أسعد أيامي. وجسدت في مشروعي علاقة شعوبنا العربية بشجر النخيل الذي نستمد منه الظل والسكن والطعام والجمال، ومزجت كل هذه العناصر وجسدتها على قماش من الحرير الملون. ونال هذا المشروع الكثير من الإعجاب.
وحلمي أن تتاح لنا فرص أكبر للمشاركة بمعارض داخل الدولة وخارجها، وزيادة الاهتمام بالتصميمات المستمدة من تراثنا وثقافتنا، وإعادة تدويرها لاستخدامها في الحاضر والمستقبل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"