د. عبدالله نصيف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي: الأمية تعيق نهوض الأمة

13:15 مساء
قراءة 4 دقائق
دعا الدكتور عبد الله عمر نصيف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة إلى تكثيف جهود المؤسسات الإسلامية في العالم لتطوير وسائل الدعوة الإسلامية وأساليبها، والاستفادة من القفزة الهائلة التي تحققت في مجالات الاتصالات المختلفة في نشر حقائق الإسلام والتعريف بغاياته السامية وأهدافه النبيلة. وشدد على ضرورة العمل لحماية الشباب المسلم من عمليات الغزو الفكري التي تستهدف نزعه من ثقافته الإسلامية، وتذويب هويته المميزة، وتغريبه عن مجتمعه. وأشار إلى أهمية دعم العمل الخيري الإسلامي، لخدمة الإنسانية كلها، وليس المسلمين وحدهم. وطالب بالتعاون لإزالة الأمية الدينية لدى بعض المسلمين، مشيرا إلى أن بقاء الأمية في المجتمع الإسلامي عيب يجب التخلص منه. وفي الحوار التالي نتعرف إلى المزيد من آرائه وأفكاره:

بعد مرور نحو عشرين عاما على إنشائه.. كيف ترون مسيرة المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، الذي توليتم أمانته العامة أخيرا، في هذه المرحلة الحرجة من حياة الأمة؟

لا شك في أن الأمة الإسلامية تمر حاليا بمرحلة حرجة، تتعاظم فيها التحديات في شتى المجالات. والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة أحد منظمات الأمة الإسلامية التي تستهدف النهوض بها، ودعم العمل الدعوي والخيري في جميع صوره، لخدمة الإنسانية كلها، وليس المسلمين وحدهم.

ولا يخفى أن أعظم أهداف المجلس التنسيق بين المنظمات والمؤسسات الإسلامية الأعضاء فيه في مجالي الدعوة والإغاثة، لضمان تكامل الجهود الإسلامية، وتلافي حدوث أي ازدواجية قد تحرم المسلمين في أي مكان من العالم من خدمات ورعاية تلك المؤسسات.

وقد شهدت السنوات الماضية من عمر المجلس جهودا كبيرة، وإنجازات مهمة في مجالات الدعوة الإسلامية، وحماية حقوق الطفل، ورعاية المرأة، والدفاع عن حقوق الإنسان، ودعم التعليم الإسلامي في كثير من الدول.

وكان لتعاون المنظمات الأعضاء مع لجان المجلس وأمانته العامة دور مميز في إنجاح رسالة المجلس الذي لا يزال أمامه دور كبير، ومسؤوليات مهمة في تنسيق الجهود الإسلامية لخدمة أمتنا، ومواجهة التحديات العصرية في شتى المجالات.

ويضم المجلس لجانا للتنسيق والتكامل بين نشاطي الدعوة والإغاثة، وحماية قدسية الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى، ودعم الأقليات المسلمة. كما يضم لجانا للتعليم والدعوة، والإغاثة العامة، والتمويل والاستثمار، والمعلومات والمتابعة، والشباب، والأقليات الإسلامية، والمرأة والطفل، وحقوق الإنسان، وحوار الأديان.تنشيط وسائل الدعوة

تمثل الدعوة الإسلامية أحد أهم الأنشطة التي يقوم عليها عمل المجلس الإسلامي العالمي.. فإلى أي مدى أنتم راضون عن مسيرة الدعوة في هذه الآونة؟

ينبغي أن ندرك حقيقة أن الدعوة الإسلامية رسالة وواجب على كل مسلم أمر أن يقوم بها، ويؤدي حقوقها كما ينبغي، وحسب طاقته واستطاعته، وبقدر ما أوتي من علم.

فالمدرس، مثلا، يمكنه أن يكون داعية في مدرسته، وبين تلاميذه وطلابه، ومثله الطبيب في المستشفى، والمهندس في موقع عمله، والمدير في إدارته، والعامل والصانع والزارع.

إن بعض الدعاة الذين لا يجيدون تكييف سلوكهم وفق تعاليم الإسلام وقيمه يظهرون أمام الناس حاملين تناقضا صارخا بين أقوالهم وأعمالهم، وهذا من شأنه أن يحول دون اقتناع الآخرين بدعوته، فتضيع جهود الداعية دون فائدة يجنيها الإسلام.

ولا يخفى أن نجاح مسيرة الدعوة الإسلامية يتطلب تطوير الوسائل والأساليب، والاستفادة من القفزة الهائلة التي تحققت في مجال الاتصالات.

محو الأمية الدينية

شبح الأمية لا يزال يطارد المسلمين في مختلف مناحي حياتهم بالرغم من وضوح عناية الإسلام بالعلم.. فكيف ترون أثر بقاء الأمية في بلاد العالم الإسلامي في مسيرة الدعوة؟

أمية القراءة والكتابة مشكلة كبرى أمام تقدم الأمة الإسلامية، ونهضتها وريادتها، إضافة إلى أنها سبب رئيسي في ترسيخ الأمية الدينية لدى المسلم، الذي يخرج إلى الحياة على غير دراية بحقائق دينه.

ولا يخفى على منصف أو عاقل أن الإسلام عني عناية كبرى بالعلم والتعلم، وكانت أولى آيات الوحي نزولا على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ باسم ربك الذي خلق.

إن بقاء الأمية في بلاد المسلمين عيب كبير يجب التخلص منه والقضاء عليه. وأعتقد أن الحل ميسور متى نهض كل فرد مسلم من المتعلمين بالوفاء بما يقدر عليه من عمل يمكنه من خلاله تغيير حجم الأمية. فالحكومات مطالبة بفتح المزيد من المدارس لتعليم الصغار، وفتح الفصول لتعليم الكبار، وزيادة العناية بالعملية التعليمية بوضع خطط ناجحة تفي بالغرض وتحقق الآمال والأهداف.

وشباب المسلمين مطالبون بأن يعودوا على أبناء المجتمعات التي يعيشون فيها بما يحملون من علم وقدرات وثقافات، بمعنى أن يجتهد كل واحد منهم في تعليم عدد من أبناء مجتمعه القراءة والكتابة.. ولا شك في أن هذا سوف يسهم في محو الأمية الدينية لدى الكثيرين.

تحصين الشباب المسلم

يتعرض الشباب المسلم في الحاضر لعمليات غزو فكري تهدف إلى تذويب هويته الإسلامية.. فما السبيل في رأيكم لحماية الشباب وتحصينه ضد مخاطر التيارات الفكرية المعادية؟

هناك خطط خبيثة لتغريب الشباب المسلم ونزعه عن أصوله الإسلامية وقيمه وعاداته السامية وأخلاقه الفاضلة، وهذه الخطط لابد من مقاومتها وإيقافها وحماية أبنائنا من مخاطرها العديدة.

وأعتقد أن هناك جهودا كبيرة يبذلها مفكرو العالم الإسلامي وعلماؤه لكشف تلك الممارسات العدائية، وتعرية أهدافها الوضيعة، ذلك أن الفكر الإسلامي في الوقت الراهن قد تخطى مرحلة المقاومة وكشف خطط الغزو الثقافي إلى مرحلة البناء والصياغة التي ينطلق منها المسلمون لاحتلال مكانتهم المميزة، وامتلاك إرادتهم الحرة.

إن عمليات التغريب التي تحاك ضد المسلمين تهدف إلى إحلال مفاهيم ومبادئ غير إسلامية في نفوس الشباب المسلم عن طريق وسائل التعليم ومناهجه حتى يشبوا غرباء عن دينهم، وحتى تخف في نفوسهم موازين القيم الإسلامية.

ولابد لنا نحن المسلمين من مواجهة تلك العمليات بالفكر الذكي، والخطط القوية المدروسة، والعمل الجاد الذي يراد به وجه الله عز وجل وصالح الأمة الإسلامية.

إن الغزو الفكري سلاح فتاك لا يرى بالعين، ولا تظهر غاياته وأهدافه التدميرية للعامة الذين هم في الواقع غايته، وأمله الأعظم، ذلك أن المتخصصين من ذوي الثقافة العالية لا توجه إليهم مخططات الغزاة باعتبارهم قادرين على تعريتها وكشفها.. والغزو الفكري يبقى فترة أطول وتمتد آثاره إلى أجيال متعاقبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"