شيماء عماد: الجمهور أحب روحي قبل ملامحي

"الحوش" أرهقها ونجاحه يخيفها
12:44 مساء
قراءة 5 دقائق

رغم أن مقدمة البرامج التلفزيونية شيماء عماد قد حصلت على شهرة واسعة في الشارع العراقي من خلال البرامج التي قدمتها، فإن نجاحها تضاعف هذا العام وشهرتها ازدادت بعد أن قدمت برنامجين جديدين على قناة البغدادية الفضائية، الأول اسمه معي، فتح ملفات خطيرة وصعبة ومحرجة، والثاني الحوش الذي قدمته للسنة الثانية على التوالي في شهر رمضان . والمعروف أن شيماء تمتلك الجرأة واللباقة وسرعة البديهة والذكاء العالي وتعرف كيف تطرح الأسئلة على ضيوفها . الخليج التقتها في هذا الحوار.

من خلال برنامجك معي استطعت تحريك الكثير من الملفات الساخنة التي ربما كان الاقتراب منها يمثل خطاً أحمر للإعلاميين، فكيف أتت فكرة البرنامج، وما القضية الأصعب التي ناقشها في حلقاته؟

فكرة البرنامج كانت من قبل مجلس إدارة البغدادية المتمثلة بشخص الدكتور عون الخشلوك وحرمه إذ وجدا فيها إمكان الخوض في مواضيع اجتماعية صعبة وشائكة، وبنفس الوقت توقعا أن أحقق النجاح الكبير في هذا البرنامج لأني قريبة من قلوب المشاهدين والحمد لله .

أما بالنسبة إلى الملفات فكانت أغلبها صعبة جداً وخصوصاً أنه برنامج ليس نخبوياً، بل هو برنامج جماهيري فلابد أن تخاطب الجميع على اختلاف مستوياتهم الفكرية، وكانت هناك مواضيع حادة يعدها المشاهد العراقي خط أحمر مثل اللقيط والاغتصاب ومواجهة الموت وجرائم الشرف وغيرها، فغامرنا وخضنا فيها الحوار والحمد لله جاء رد الفعل كبيراً .

برنامج الحوش يعد رسالة واضحة عن معاناة العراقيين في الوطن وخارجه فما الهدف منه؟

وحدة الشعب العراقي هدفنا دائماً، ولكن الحوش لديه أهداف أخرى مثل تأكيد عمق التربية والانتماء والحنين والتماسك داخل العائلة الواحدة، وتعريف المشاهد العربي وحتى العراقي الذي اهتزت قناعاته بأن العراقيين مازالوا بخير ولم يتغيروا، والدليل مشاعر الحنين لدى الأطفال الذين يسترسلون بالبكاء حين يشاهدون أقرباءهم في البرنامج .

ما المصاعب التي واجهتك في هذين البرنامجين؟

المصاعب في برنامج معي تمثلت في كيفية إعداد معلومة سلسة وجديدة وتقديم المواضيع الخاصة والمحرجة جداً بصورة لا تخدش الحياء وبعيدة عن الوقاحة، إذ للأسف هناك الكثير من القنوات لا تفرق في الطرح بين الجرأة والوقاحة، إضافة إلى توفير ضيوف من الشخصيات العراقية التي تفي بالغرض وتقتنع بالظهور الإعلامي، لأن هناك آلاف العقول العراقية التي تعرضت للإرهاب وهاجرت وفضلت أن تبقى بعيدة عن المتلقي والإعلام . لذلك لولا قوة البرنامج وحضوره وسمعة قناة البغدادية الجيدة والكبيرة، ما تمكنا من إقناع عشرات الشخصيات العراقية بالظهور الإعلامي وتقديم مايملكونه من العلم والنصيحة والمشورة للمشاهد . أما الصعوبة التي واجهتني في برنامج الحوش فهي كبيرة، حيث استمر البحث عن العائلات والاطلاع على جوازاتهم وقصصهم ومصداقيتها لعدة أشهر قبل شهر رمضان، وكان عدد العائلات المرشحة 132عائلة تم اختيار 32 منها . أما وقت تنفيذ البث المباشر فقد كنا نحبس الأنفاس لحين إنجاز العمل .

لذلك كلما تذكرت صعوبات الحوش أشعر بأن قلبي يرتعش . كما أني كنت أمام مهمة إدارة الضيوف على جهتين في آن، من الاستوديوهات في بغداد ودمشق، حيث يتطلب مني السيطرة على قنبلة موقوتة من المشاعر وأنا أيضاً متأثرة بهذه المشاعر . لذلك أصابني الحوش بإجهاد عاطفي وبدني كبيرين، ولولا نجاحه وحصوله على لقب أفضل برنامج وحصلت من خلاله على لقب أفضل تقديم والبرنامج الأكثر احتراماً في القنوات العراقية والأكثر إنسانية، ما نسيت التعب أبداً .

هل هناك فكرة لبرنامج جديد؟

بيت السبع لا يخلو . . . كما يقول المثل، فهناك فكرة مهمة وعظيمة سوف أعلمكم بها في وقتها .

ألا يمثل النجاح عبئاً كبيراً على عاتقك وفق القاعدة التي تقول الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها؟

هذه المسؤولية تدمرني وتنهكني ولا أخجل في الاعتراف بذلك أمام المشاهدين، ولكن هذا الإحساس هو الفتيل لمحاولة الثبات في القمة، إن كنت قد وصلت إليها فعلاً، فأنا لا أغفو قبل أي مشروع سوى ساعتين فقط، وعندما أباشر أول يوم تصوير يقوم طاقم العمل بطقوس الذبح بفدية من الأغنام، وأدخل الاستوديو بالقدم اليمنى بعد أن أجلس مع كل الطاقم وأقرأ المعوذات وأتوكل على الله، وكلما اقتربت من يوم التنفيذ الحقيقي تكون ساعات الراحة معدومة، لكن المشاهد لا يعلم هذه التفاصيل .

ما صفات مقدمة البرامج الناجحة؟

الكاريزما، وهي شيء من الله سبحانه وتعالى ولا تصنعها أكبر المؤسسات، والذكاء الحاد وسرعة البديهة والتلقائية، وأن تعرف بعضاً من أي شيء كحد أدنى ثم يأتي الشكل في المرتبة الأخيرة .

هل لديك نية تقديم البرامج السياسية؟

نهائياً لا توجد لدي مثل هذه الفكرة، لأني لا أغامر بجمهوري أبد،اً وأنا لست جراحة بريطانية حتى أمتلك برودة الأعصاب لأحاور السياسيين، كما أن الإنسان إذا حاور في شأن يخصه وهو طرف فيه فقد الحيادية، وأجد نفسي واحدة من أبناء الشعب العراقي الذي وقع عليه ظلم لم يمر في ذاكرة شعوب الأرض فكيف أحاور وأكون هادئة .

من هن مقدمات البرامج اللاتي يعجبنك ولماذا؟

تعجبني أوبرا وينفري ولاري لكنغ وهالة سرحان وجورج قرداحي ومحمود سعد وزاهي وهبي والقدير مفيد فوزي وريما مكتبي ومجيد السامرائي وأنور الحمداني، علماً أنني لا أفرق بين رجل وامرأة في هذه المهنة، لأن أساسها أن تمتلك روحاً تحاكي بها الملايين من الأرواح المرابطة أمام الشاشة، وأجد أغلب من ذكرت من شخصيات وصل بهم الحوار إلى مستوى السيمفونية الساحرة في السيطرة على أرواح المشاهدين، وهنا قمة تأسيس المدارس الإعلامية .

هل تفكرين بالعمل في قنوات عربية؟

إذا كان العمل يضيف إلى مسيرتي الإعلامية ويضعني بنفس المكانة التي أحتلها في القنوات العراقية، كما يجعلني أحتفظ بمكانتي في قلوب المشاهدين فلن أرفض، ولكني لا أهتم بالموضوع بصراحة، وسعيدة بما حققت في قناة البغدادية والمناخ الرائع الذي توفره للعاملين فيها، وأجد نفسي أخدم أبناء بلدي من خلال قناة عراقية ملتزمة ومحترمة وجماهيرية مثل البغدادية .

ما الذي ينقص الفضائيات العراقية حتى تكون منافسة قوية لشقيقاتها العربيات؟

هموم القنوات العراقية كبيرة، فقضية الوطن كل محطة تراها بصورة تتفق مع قناعاتها ولا توجد هذه البحبوحة لدى الفرد العراقي لكي نقدم في شاشاتنا العراقية ما يقدم في القنوات العربية . لابد أن نتخصص بهمنا وما يحاكينا، كما أن الفرد العراقي مزاجه صعب ونقده لاذع ولا يرضى بأي شيء بسيط لا يحاكي همومه وتربيته وأفكاره . كما أن الإدارة والتنظيم مازالا يحبوان عندنا وهذا ما تفوقت به القنوات العربية، لأن العراق دخل هذا الميدان متأخراً ولكنه حقق نجاحاً ملموساً وكبيراً ونحتاج إلى بعض الوقت فقط لردم هوة الفراغ بيننا وبين القنوات العربية التي كان سببها الظرف السياسي للوطن .

ما الأسس التي ساعدتك على النجاح؟

قضيه الوطن التي قدمت بصدق وأمانة وواقعية، والثقافة التي تصل لدرجة أنني أقتل الموضوع الذي أقدمه بحثاً وتدقيقاً ودراسة وأسئلة، وهذا ما تعلمته من مهنة الصحافة . أما الشكل فأنا لا أعتمد عليه، وقد تفاجأت بحصولي على لقب أجمل وجه عراقي بين الإعلاميات ولقب ملكة جمال الإعلاميات، فهناك الكثير من الزميلات أجمل مني بكثير، ولكن ربما اللقب منح لي وصوّت لي الجمهور، لأنه أحب الروح قبل الملامح التي تعبر عن وطني . فأنا أمتلك ملامح عراقية مئة في المئة . وأتصور أن هناك عدة أمور وأسراراً ذاتية تنبع من داخل روحي كانت وراء النجاح .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"