صناعة الفخار.. حكاية تاريخ

نقوش الماضي
01:50 صباحا
قراءة دقيقتين
العين: هديل عادل

سجلت صناعة الفخار قصة الإنسان على الأرض، وساهمت في إعادة قراءة وإنتاج التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للحضارات القديمة؛ لارتباطها بوجود الإنسان المادي والثقافي.
واكتشف الفخار لأول مرة في الإمارات من قبل البعثة الدنماركية في أواخر الخمسينات بجزيرة أم النار في أبوظبي، ثم ظهر في مدينة العين وفي أماكن أخرى من الدولة، واشتهرت الإمارات بصناعة الفخار منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد (3000-2000 قبل الميلاد)؛ حيث احتوت فترة أم النار على مقابر تضم كميات كبيرة من الأوعية الفخارية، تميزت بمستوى عالٍ من الحرفية والتنوع في الأشكال.
وتحظى صناعة الفخار في الإمارات بدعم كبير من الجهات الرسمية؛ من خلال تشجيع الحرفيين على ممارستها وإعطائها طابعاً سياحياً تسويقياً مميزاً كمنتجات يدوية.
وكان صنّاع الفخار الأوائل يقومون بصنع الأواني الفخارية المستخدمة في حفظ الطعام ونقله، والمباخر والمزهريات والمدافئ. ومن الأشكال الفخارية التي لا تزال تستخدم حالياً وعاء الجر، المخصص لتخزين التمر والسمك المجفف، والحب، وهو عبارة عن إناء فخاري يبرد مياه الشرب الموجودة في بيئة مرتفعة الحرارة وفي مناخ صحراوي جاف، والبرمة، وهي قارورة مستخدمة في حفظ وتخزين الحليب الطازج.
وتعتمد صناعة الفخار على معرفة أنواع الرمال المستخدمة في تشكيلها؛ نظراً لأن نوعية الرمل وجودته يساعدان في اتخاذ الشكل المراد، وعلى تقنيات فنية عالية، وتعد «العجلة» القطعة الرئيسية في آلة صنع الفخار، إضافة إلى معدات صغيرة أخرى كالخيوط وقطع القماش والخشب، وبها يستطيع صانع الفخار أن يشكل أو يزيل الزوائد من الفخار قبل تجهيزه أويزينه ويزخرفه بأشكال هندسية معينة.
ومع تطور المهنة أصبحت العجلة تدار بواسطة الكهرباء لزيادة الإنتاج ودقته، وكان الصانع في الماضي يديرها بإحدى قدميه؛ للتحكم في سرعة دوران القرص الخشبي أو المعدني الذي تحمله العجلة، مما يتيح له التعامل مع الطين وفق السرعة التي تحتاج إليها عملية تشكيل الفخار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"